إن الناظر في واقع العالم اليوم، وواقع الإسلام وواقع الصحوة العالمية يبشر بأن الإسلام قادم، وأن وعد الله عز وجل قد اقترب، وأن ما أخبر به رسوله صلى الله عليه وسلم في قوله: (ثم تكون خلافة على منهاج النبوة) وآية اقتراب النصر وعلامة تحقق الوعد أنك ترى شباب الإسلام، بل وكهوله ونسائه يرتقون رويداً رويداً ليصلوا إلى ''منهاج النبوة'' فها هم يقيمون دعوتهم على أصل الأصول في دعوة الأنبياء والمرسلين، ألا وهو: ''توحيد الله سبحانه، والبراءة من الشرك وتحرير ولائهم لله ورسوله والمؤمنين، ومنابذة أعداء (لا إله إلا الله) والبراءة منهم''· والدعوة إلى التوحيد، ونشر عقيدة ''أهل السنة والجماعة'' كل ذلك يحتل مساحة شاسعة من خريطة دعوتهم، أليس هذا هو جوهر منهاج النبوة، ولبه وقطب رحاه؟ - وها هم يحيون الدعوة إلى تحكيم كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم في كل ما يعرض من مشكلات وقضايا· - وها هم يجددون الدعوة إلى نبذ الفرقة والاختلاف، والاعتصام بحبل الله والائتلاف بالتمسك بالسنة، والبراءة من البدعة· - وها هم ينفضون الغبار عن تراثهم، ويحيون مفاهيم السلف الصالح رضي الله عنهم، ويجتهدون في أن ''يرتقوا'' إلى منهج السلف الصالح، وأن ''يتساموا'' إلى أخلاقهم وعبادتهم، وأن يتقدموا إلى تصوراتهم التي تلقوها من مشكاة النبوة دونما كدر ولا دَخن· وبالرغم من كل ذلك نرى الصحوة الإسلامية القائمة على الأصالة، وعلى الاقتباس من منابع ديننا الحنيف الذي حملت رسالته والتي يريد أعداء الإسلام تجفيفها وحفظت أمانة هذا الدين العظيم أمة القرآن الخالدة، فكان أن امتزجت به مشاعرها، وجرت في سبيله دماؤها وأصبح هو حياتها وفكرها، ومبدأها ومعادها، ونبض قلوبها· وقد تتابعت الحملات العسكرية والفكرية، للقضاء على هذا الدين الخالد وأهله، وخُيِّل إلى أعداء الإسلام أن الأمة مجتمعة قد استجابت لجهودهم وأزمعت أن تودع الإسلام إلى غير رجعة· وإذا بعلماء الأمة الربانيين من الطائفة الظاهرة المنصورة يتصدون عن وعي واقتدار في كل عصرٍ ومصر لأعداء الإسلام ويبشرون الذين تسرب اليأس إلى قلوبهم بقوله تعالى: (ولا تيأسوا من روح الله إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون) يوسف: 87· وقوله عز وجل: (سيجعل الله بعد عسر يسرا) الطلاق: 7· وقوله سبحانه: (وهو الذي ينزل الغيث من بعد ما قنطوا وينشر رحمته وهو الولي الحميد) الشورى: 28· وقوله جل وعلا: (والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون) يوسف: 21· وإذا بشباب في ريعان الصبا، وفتيات في عمر الورود في مشارق الأرض ومغاربها ينسابون من كل حدبٍ وصوب، ينضمون إلى ركب الإيمان، ينادون بالعودة إلى كتاب الله وإلى دين الله، حاملين أنفسهم وأنفاسهم وأموالهم وأوقاتهم وزهرات شبابهم على أكفهم، باذلين ذلك كله في سبيل إعلاء كلمة الله متحملين العذاب والاضطهاد والتشريد والتنكيل، واثقين بوعد الله، موقنين بوعد الله بالنصر والتمكين· لقد تجاوبت الآفاق بأصداء دعاء جند الإيمان والتوحيد (ربنا إننا سمعنا مناديا ينادي للإيمان أن آمنوا بربكم فآمنا) آل عمران: 193· حين ردَّدَها شباب الجزائر وتركيا وباكستان وجزيرة العرب والشام، والمغرب والسودان، وسائر أنحاء ديار الإسلام، بل في أعماق أوروبا وأمريكا وأستراليا وأدغال إفريقيا، وراحوا ينهلون من كتاب الله سبحانه، وسنة رسوله (صلى الله عليه وسلم)، وقد وجهوا قلوبهم ووجوههم شطر البيت العتيق، وولوا ظهورهم لكل ما هو بعيد عن الشرع والدين· لقد أذهلت الصحوة الإسلامية العالم أجمع شرقيه وغربيه، عربيه وأعجميه، فأخذت التصريحات والحملات والمخططات تتوالى لوأد الصحوة، والقضاء على أنفاسها· ولكن هيهات أن ينال أعداء الإسلام من هذا الدين الخالد، وهيهات أن يسيطروا على أتباعه، أو يجففوا منابعه كما يزعمون وما أكثر الإرهاصات والبشارات التي تبشر باقتراب موعود الله عز وجل الذي وعد به عباده المؤمنين، قال عز وجل: (هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون) الصف: 9· وعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: (لا يذهب الليل ولا النهار حتى تعبد اللات والعزى) قالت قلت يا رسول الله، إن كنت لأظن حين أنزل الله تعالى: (هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون) أن ذلك تام، قال: (إنه سيكون من ذلك ما شاء الله)·· يتبع ··· ------------------------------------------------------------------------ إرق نفسك بنفسك وتداوى بالطب البديل السلق أو السبانخ سلق : روى الترمذي وأبو داود، عن أم المنذر، قالت: ''دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه علي رضي الله عنه، ولنا دوال معلقة، قالت: فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يأكل وعلي معه يأكل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مه يا علي فإنك ناقه، قالت: فجعلت لهم سلقاً وشعيراً، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: يا علي فأصب من هذا، فإنه أوفق لك''· قال الترمذي: حديث حسن غريب· السلق حار يابس في الأولى، وقيل: رطب فيها، وقيل: مركب منهما، وفيه برودة ملطفة، وتحليل· وتفتيح، وفي الأسود منه قبض ونفع من داء الثعلب، والكلف، والحزاز، والثآليل إذا طلي بمائه، ويقتل القمل، ويطلى به القوباء مع العسل، ويفتح سدد الكبد والطحال، وأسوده يعقل البطن، ولا سيما مع العدس، وهما رديئان· والأبيض: يلين مع العدس، ويحقن بمائه للإسهال، وينفع من القولنج مع المري والتوابل، وهو قليل الغذاء، رديء الكيموس، يحرق الدم، ويصلحه الخل والخردل، والإكثار منه يولد القبض والنفخ· بدأ تدوين ألفاظ اللغة العربية نحو عام 155ه، 772م· وقيل أن أول المصنفين كان عبد الملك بن جريج البصري· وتذخر المعاجم العربية مثل كتاب العين للخليل ابن أحمد، ولسان العرب لابن منظور، والقاموس المحيط للفيروز أبادي، وتاج العروس للزبيديّ بحصيلة وافرة من أسماء النباتات والأشجار والزروع· ثم بدأت الكتابات عن النبات تأخذ صفة التخصص وتفرد لها فصول في كتب متعددة· فنجد أن النّضر بن شميل (ت 204ه،820م) يفرد الجزء الخامس من كتابه كتاب الصفات في اللغة للزروع والكروم والأعناب وأسماء البقول والأشجار· ثم ارتقى التصنيف خطوة أكثر تخصصًا بالتأليف الكامل عن الزراعة، وكان ذلك على يد أبي عبيدة البصري (ت 208ه، 823م) في مؤلفه كتاب الزرع، ثم تلاه الأصمعي (ت 214ه، 829م) وأبو زيد الأنصاري (ت 215ه،830م) في كتاب النبات والشجر لكل منهما· ------------------------------------------------------------------------ وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين قال سيدنا أبو بكر الصديق رضي الله عنه: ''إعلموا عباد الله أن الله قد ارتهن بحقه أنفسكم؛ وأخذ على ذلك مواثيقكم، واشترى منكم القليل الفاني بالكثير الباقي؛ وهذا كتاب الله فيكم لا تفنى عجائبه؛ ولا يطفأ نوره؛ فصدقوا قوله وانتصحوا كتابه؛ واستفيئوا منه ليوم القيامة؛ وإنما خلقكم لعبادته؛ ووكل بكم الكرام الكاتبين يعلمون ما تفعلون''· قرآننا شفاؤنا قال الله تعالى: (فَلَمَّا جَاءتْ قِيلَ أَهَكَذَاعَرْشُكِ قَالَتْ كَأَنَّهُ هُوَ وَأُوتِينَا الْعِلْمَ مِن قَبْلِهَا وَكُنَّا مُسْلِمِينَ) سورة النمل الآية 42 دعاء (السلام عليكم دار قوم مؤمنين، وإنا وإياكم متواعدون غداً وموكلون، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون) آمين يا قريب يا مجيب· السنة منهاجنا قال حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم: (إن الشيطان يأتي أحدكم فيقول من كذا فمن وجد من ذلك شيئاً فليقل آمنت بالله) رواه الإمام البخاري ------------------------------------------------------------------------ لمن كان له قلب : من هم أحباب الله؟ وكيف نحب الله؟ جرت مساءلة في مكة المكرّمة بين علماءٍ كُثر وكان الجُنيدُ أصغرهم، الإمام جُنيد هذا الذي قيل له: من وليُّ الله، قالَ الذي تجده عندَ الحلال والحرام· فلما تحاوروا، وسألَ بعضهم بعضاً وكانَ الجُنيدُ أصغرهم سِناً، فقالوا هاتِ ماعِندكَ ياعراقي، فأطرقَ رأسه ودمعت عيناه ثم قال: عبدٌ ذاهبٌ عن نفسه، متصلٌ بربه، قائمٌ بأداء حقوقه، ناظرٌ إليه بقلبه، فإن تكلم فبالله، وإن نطقَ فعن الله، وإن تحرك فبأمر الله، وإن سكنَ فمعَ الله، فهو باللهِ وللهِ ومع الله· قالَ: فبكوا جميعاً وقالوا ما على هذا مزيد· عبدٌ ذاهبٌ عن نفسه، نفسه تحتَ قدميه، يخضعها لطاعة الله، يحملها على مرضاة الله، لايثأرُ لها أبداً· ذاهبٌ عن نفسه، متصلٌ بربه، قائمٌ بأداء حقوقه، ناظرٌ إلى الله بقلبه، إن تكلم فبالله، وإن نطقَ فعن الله، وإن تحرك فبأمر الله، وإن سكنَ فمعَ الله، فهو باللهِ وللهِ ومع الله· أهل الحب، أهل الإيمان، أهل الإحسان، أهل التقوى، أهل القرب، بيّنوا أن للحب وسائل · فالله عزّ وجل من رحمته جعل إليه طرائق· أحياناً، جهة من الجهات ليس لك إليها سبيل، الطريق مغلق، مهما حاولت، لكنَ الله سبحانه وتعالى جعلَ الطرائقَ إلى الخالق، كما يقال بعدد أنفاس الخلائق· ومن الطرائق التي تكون محبوباً بها عند الله عزّ وجل: أولاً: قراءة القرآن: بالتدبّر والتفهم لمعانيه وما أُريدَ به، قالوا تؤخذُ ألفاظه من حفاظه، وتؤخذُ معانيه ممن يعانيه، قراءة القرآن بالتدبر والتفهم لمعانيه وما أُريدَ به يجب أن تقرأه وأن تفهمه وأن تُطبقه كما أراد الله عزّ وجل· ثانياً: التقرّبُ إلى الله بالنوافل: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (إِنَّ اللَّهَ قَالَ مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ، وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ ···) صحيح البخاري في الصلوات، في الصيام، في الإنفاق، في المال حقٌ سِوى الزكاة، بالأعمال الصالحة، بخدمة الخلق، بدوام ذِكره· ------------------------------------------------------------------------ إن من الشعر لحكمة يراعك في التحرير أمضى من الظبى وأقضى من الأحكام أيان يشهر ودرسك في التفسير أشهى من الجنى وأبهى من الروض النضير وأبهر ختمت كتاب الله ختمة دارس