أكد العربي ولد خليفة، رئيس المجلس الأعلى للغة العربية، أمس، خلال افتتاحه لأشغال اليوم الدراسي حول ''الرواية بين ضفتي المتوسط بفندق الأروية الذهبية، بأنه من المهم التحرر من شعارات التعميمات المزاجية والسطحية التي تلصق بصفات معرّب ومفرنس التي تسربت إلى الأذهان من تراث الكولونيالية المسموم، ودعا إلى ضرورة البحث عن كيفية بناء جسور لتبادل التجربة الإبداعية وتقريب المسافة النفسية بين مبدعين ينتمون إلى وطن واحد· تحدث العربي ولد خليفة في كلمته الافتتاحية لفعاليات اليوم الدراسي حول ''الرواية بين ضفتي المتوسط'' عن ضرورة إيجاد مقاربات أنطولوجية متعددة الاختصاصات لفهم ظاهرة الانشطار والانقلاب الثقافي في الساحة الإبداعية الجزائرية من الفرنسية إلى العربية والعكس· وأضاف المتحدث بأنه لا ينبغي أن تطلق كلمة ''معرّب'' على جزائري سواء كانت العربية لغته الأم أو اللغة المشتركة والجامعة، هذا المصطلح كان يطلق على الضباط القلائل من الفرنسيين الذين كانوا يستعملون الدرجات الجزائرية وبعض المختصين الأجانب في الدراسات الشرقية، مؤكدا أن المصطلح لا وجود له إطلاقا في القسم المشرقي من البلاد العربية، وإنما يقتصر على الفضاء المغاربي فقط· وأشار ولد خليفة إلى تأثير العشرية السوداء ودورها في إظهار هذا الانشقاق الثقافي لما كانت البلاد على شفا حرب أهلية بدعوى إعادة أسلمة الجزائريين بعد ما يزيد عن ثلاثة عشر قرنا من اعتناقهم الإسلام· ودعا رئيس المجلس الأعلى للغة العربية الصحافة الخاصة باللغة الفرنسية إلى الاهتمام بالمنتوج الأدبي بالعربية للتعريف به ونقده وترغيب القراء في مطالعته، مشيرا إلى أن الصحافة الصادرة بالعربية تتابع كثيرا ما يصدر بالفرنسية من آداب ودراسات، وهذا ما يغيب كثيرا في الصحافة الصادرة بالفرنسية، وهذا ما قال عنه أنه ليس تجاهلا في الأقلام وإنما هو في الإيديولوجية الساكنة في الأذهان· وشدد المتحدث على تحرير الثقافة من المصادرات المرتجلة باسم ما هو حلال أو حرام ومن الحزبيات المغلقة، من أجل تحقيق الازدهار والتنمية الثقافية، مؤكدا أن العربية والأمازيغية ملكية كل الجزائريين، فبهما سجل التراث الوطني، وأكد على ضرورة تطويرهما والإبداع بهما للمحافظة على وحدة وتماسك المجموعة الوطنية· وقد خصص هذا اليوم الدراسي تكريما خاصا للراوي الطاهر وطار، الذي كان غائبا، إلى جانب الروائي أمين الزاوي، كما تطرق المحاضرون إلى العديد من المواضيع المتعلقة بالكتابة الروائية باللغتين العربية والفرنسية على غرار محاضرة ''هوية واحدة وروايتان'' مقاربة في الخطاب الروائي الجزائري، ''والرواية الفرانكوفونية بوصفها نصا متعدد الثقافات'' و''الهوية الثالثة في الرواية التاريخية''، إلى جانب ''ترجمة الاستعارة الروائية'' و''الهوية في الرواية الجزائرية''... وغيرها من المواضيع التي طرحت في هذا اليوم الدراسي·