ناقش أمس المشاركون في منبر حوار الأفكار بفندق الأروية الذهبية ضمن اليوم الدراسي، محاور حول شروط الإبدا، وأخذوا الرواية كنموذج، باعتبارها سيدة الكلام المتربعة على عرش الخطابات، والناطقة بجميع اللغات، كما تحدث المثقفون في هذا اليوم عن الرواية في ظل العولمة، إضافة إلى البحث في العلاقة بين الإبدا باللغتين العربية والفرنسية، وكيف يمكن أن يؤثر الواحد في الآخر، وأيهما يحقق الاقتراب من الواقع الجزائري؟ كما خصص المجلس بالمناسبة لفتة لعميد الرواية الجزائرية الطاهر وطار. أكد رئيس المجلس الأعلى للغة العربية العربي ولد خليفة أنهم اختاروا موضو /الرواية بين ضفتي المتوسط''لأنها في رأي الأغلبية من النقاد أميرة الفنون الأدبية بلا مناز، حيث حاز فيها المبدعون على جوائز /نوبل/، /بوليتز/، و/غونكور''من الطاهر وطار إلى نجيب محفوظ، كما حصلت الأفلام المقتبسة من نصوصها على جوائز الأوسكار، فيما يعرف بسينما النصوص الإبداعية، كما تحدث ولد خليفة عن علاقة الإبدا باللغة، قائلا ''إذا كنا نرى أن العربية هي لغتنا الجامعة ثقافة ولسانا، وليس عرقا أو سلالة، فإن الإبدا بلغة هو أيضا إبدا في تلك اللغة/، وأضاف ذات المحاضر، باعتباره من المتابعين لبعض ما ينشر، وللجدل المتواصل حول/خريطتنا اللسانية، وانتشار ظاهرة الثنائية اللغوية في بلادنا/، أضاف بأن الفرنسية كانت سلاحا مؤقتا استخدمته النخبة الوطنية للدفا عن القضية الوطنية، وأصبح الكثير من أفراد تلك النخبة من القياديين في الدولة الجزائرية الحديثة، أمثال محمد شريف ساحلي، رضا مالك، مالك حداد، ومالك بن نبي، متسائلا ما إذا قلل انسحاب الاحتلال الاستيطاني المباشر من أثار، ما أسماه ولد خليفة/جرح الذاكرة الدامي طيلة ما يزيد على قرن/، حيث كانت الفرنسية أداة قهر وإقصاء وإذلال لما سماهم غلاة المستوطنين ب''جنس البرنوس/، وطرح العربي ولد خليفة سؤالا مفاده/هل جرح الذاكرة الذي أثر في الاتجاهات السائدة بين فصيل من النخبة المثقفة بالعربية، هل هو سبب في التشنجات الصراعية تجاه ما يكتب بالفرنسية بأقلام النخبة في المغرب وتونس؟ كل هذه التساؤلات، قال ولد خليفة، تحتاج إلى مقاربات أنطولوجية متعددة الاختصاصات لفهم ظاهرة الانشطار، والانقلاب الثقافي في ساحتنا الإبداعية من الفرنسية إلى العربية، والعكس أو الإبدا بهما في حالات قليلة. كما تطرق العربي ولد خليفة إلى عبارة /كاتب معرب/، حيث كانت تطلق على المختصين الأجانب مما يعرف بالدراسات الشرقية، ثم أشاعها الانتربولوجيون الفرنسيون ، وخبراء مكاتب لشؤون الأهلية على الضباط الفرنسيين القلائل، الذين يستعملون الدراجات الجزائرية في اتصالهم مع أهل البلاد الأصليين، ولا ينبغي أن تطلق على جزائري سواء كانت العربية لغته الأم أو اللغة المشتركة والجامعة، مؤكدا أنه من المعروف أن كلمة/معرب''تقتصر على الفضاء المغاربي، ولا وجود لها في القسم المشرقي من البلاد العربية، ومن جهة أخرى أبدى ذات المتحدث آماله في مساهمة الصحافة الجزائرية الخاصة الناطقة بالفرنسية، أن تساهم في التقليل من الانشطار الثقافي اللساني في صفوف النخبة، /لكي تكون صحافة جزائرية، وليس صحافة بالفرنسية تصدر بالجزائر، مبديا أسفه في تعرض بعض الصحف في عمود بين طيات صفحاتها يتحدث عن''كلب مفقود في باريس/، في حين تتجاهل إبدا بالعربية، مع الكثير من الملتقيات إذا كانت مداولاتها بالعربية/، معتبرا أن مسألة المنتوج الأدبي بالفرنسية يطرح قضية الهوية الوطنية. للإشارة فقد كرم المجلس عميد الرواية بالجزائر الطاهر وطار، والمعروف ب/عمي الطاهر''استبشارا بعودته إلى أرض الوطن، بعدما ترك ''مايشبه ثقب الاوزون في الساحة الثقافية بالجزائر''على حد قول العربي ولد خليفة، خاصة وأن وطار من نقل الثقافة الجزائرية إلى العالمية، لكنه وبسب مرضه لم يحضر، واستلم التكريم بالنيابة اثنين من البارزين في الساحة الثقافية الجزائرية، ابراهيم سعدي، وكاتب سيناريو فيلم /مصطفى بن بولعيد''الصادق بخوش.