خرجت، أمس، المقيمات بالحي الجامعي للبنات العالية، الكائن بباب الزوار، في مسيرة احتجاجية بعد ارتفاع حصيلة عدد حالات الإصابة بالتسمم الغذائي، إلى ما يقارب 106 حالة سجلت منذ بروز أولى أعراض التسمم على طالبة بالحي في حدود السابعة والنصف من مساء أول أمس، للمطالبة بإيجاد حل فوري وعاجل لإنقاذ حياة الطالبات من الهلاك بحكم إمكانية ارتفاع عدد الإصابات بالتسمم، حيث تشير الأرقام الأولية التي استقتها ''الجزائر نيوز ''من مصلحة المراقبة، إلى تسجيل 47 حالة تسمم في الفترة الصباحية من يوم أمس، تضاف إلى عدد الحالات المسجلة طيلة الفترة المسائية، حيث تم نقل ما يقارب 12 طالبة في حالة مستعجلة إلى مستشفى القطّار، وأن الحصيلة مرشحة للارتفاع· تفيد تصريحات الطالبات المقيمات بالحي الجامعي العالية ل ''الجزائر نيوز'' أنه تم نقل، ليلة أول أمس، ما يقارب 12 طالبة إلى مستشفى القطّار بعد اشتداد آلام البطن وحالات الإسهال والحمى التي أصيبت بها الطالبات لتلقي الإسعافات الضرورية وتوالت بعدها بروز نفس الأعراض على عدد من المقيمات نقلوا على جناح السرعة، وبمساعدة من أعوان الحماية المدنية وسيارات الإسعاف و''الكلوندستان'' إلى كل من مستشفى بارني وزميرلي والقطّار، بينما بقيت حالات الإصابة تتوافد على مصلحة المراقبة الطبية بالإقامة التي كانت تكتفي بتقديم مهدئات للطالبات وإرسال الحالات الخطرة إلى المستشفيات في اتنظار الكشف عن الأسباب الحقيقية للتسمم الجماعي للطالبات بالإقامة اللواتي تضمنت تصريحاتهن أن الإقامة كانت تزود بمياه ملوثة ذات رائحة كريهة منذ يوم الجمعة الفارط، مما دفع الطالبات إلى المطالبة بمعاينة المياه المستعملة للشرب، وقد جاء تقرير المعاينة من طرف شركة ''سيال'' على نحو يفيد بأن الخلل موجود في خزان الماء الخاص بالحي ليتم بعدها إلغاء وجبة ''الكسكسي'' بالدجاج التي كانت معدة في قائمة الوجبات لعشاء يوم الجمعة والاكتفاء ب ''وجبة باردة'' لتشكل بعدها وجبة الغداء ليوم أول أمس من نفس الدجاج مضافة إليه طبق عجائن لتتوالى بعدها ظهور الأعراض وتسجيل حالات التسمم الجماعي للطالبات ''يا بنت العالية وين غادية بالماء نتاع الزيڨو راكي فانية'' هي شعارات حملتها لافتات علقتها الطالبات أمام المدخل الرئيسي للإقامة الجامعية العالية بعد أن دبت في نفوس المقيمات بالحي حالة من الذعر والهلع بعد تسجيل إصابة الطالبات بتسمم غذائي في فترة الامتحانات، تحولت إلى حركة احتجاجية عبّرت فيها الطالبات بكل الوسائل المتاحة عن رفضهن للأوضاع المزرية التي يعيشونها في إقامة تفتقر لأدنى الشروط بدءا بترديد شعارات على غرار ''الطالبات غاضبات للأوضاع، رافضات، لا مدير لا عساس والطالب هو الأساس'' وصولا إلى الرسوم الكاريكاتورية التي حاولت من خلالها تجسيد وضعية الإقامة وخارطة الطريق التي سلكتها سيارات الإسعاف عند نقلها للطالبات المصابات إلى المستشفيات و''إقامة العالية بيتكم ومقبرة العالية وراءكم'' ورسوم لقوارير المياه كتب عليها عبارة ''الزيفو''··· وغيرها من عبارات السخرية على شاكلة ''للصحة والنشاط اشربوا زيفو الممات''· مصالح المراقبة الطبية بالإقامة تؤكد أن حصيلة الإصابات مرشحة للارتفاع بعضهن تتألم في صمت وأخريات دوى أنينها قاعة الانتظار، هو حال الطالبات اللواتي وقفت ''الجزائر نيوز'' على حالتهن بمصلحة المراقبة الطبية بالإقامة الجامعية بالعالية التي كانت مكتظة بالطالبات، حيث أكدت طبيبة الإقامة المكلفة بالمداومة الصباحية رفضت الكشف عن اسمها أنه تم تسجيل في الساعات الأولى من صباح أمس ما يقارب 47 طالبة فقط أصيبت بالتسمم الغذائي، تضاف إلى الحالات المسجلة في الليل، مما يعني أن الحصيلة مرشحة للارتفاع في انتظار ما ستسفر عنه التحاليل التي تجريها المصالح الطبية على مستوى الإقامة لتأكيد إذا كان مصدر التسمم تلوث المياه أو الوجبة التي تناولتها الطالبات، وأضافت أن نفس الأعراض المتمثلة في الإسهال والتقيؤ والحمى والألم الشديدة في البطن سجلت لدى مختلف الطالبات اللواتي قصدن العيادة· ''المطاريات'' وأبواب غرف مهترئة لسد تسرب المياه القذرة بالمراحيض وبالرغم من أن الإقامة الجامعية للبنات العالية تعد من أكبر الإقامات المتواجدة بالضاحية الشرقية بحكم شساعة مساحتها وعدد المقيمات بها المقدر بحوالي 4000 طالبة، تعددت بها المشاكل نظرا لاهترائها هياكلها، حيث يصعب عليك دخول أجنحة الاقامة التي تتألف من غرف يصل تعدد المقيمات بها ما بين أربع طالبات إلى طالبتين في غرفة واحدة· وبالطبع، فإن هذا النوع من الغرف لا تظفر به جميع الطالبات وإنما فئة معينة سواء بحكم مركزها أو على أساس ''المعريفة'' و''الوساطة''، كما تقول طالبة بالمدرسة الوطنية العليا للبيطرة، والسبب في ذلك هو انبعاث الروائح الكريهة خاصة مع قطع التزود بالمياه من المراحيض الجماعية التي تتسرب المياه القذرة بها من أسطح المراحيض، وهو ما دفع الطالبات إلى الاستعانة بكل الوسائل لوقف التسرب، فبعضهن سدت سقف المرحاض بباب من الخشب على غرار الجناح حرف'' ُّ'' أو مطاريات وتختلف الأساليب المعتمدة لإيجاد حل للترسب من طالبة إلى أخرى، ولا يكاد يختلف الوضع كثيرا عن باقي الأجنحة التي تكاد أسقفها تنهار على رؤوس الطالبات، حيث يتعذر عليك الحديث في مثل هذه الأماكن عن النظافة لأنها تغيب تماما، فأروقة الأجنحة تحوّلت إلى مجمع للنفايات والقاذورات،لأن النظافة آخر اهتمامات الإدارة والطلبة على حد سواء، ومن بين النقائص المسجلة بالإقامة انعدام الإنارة العمومية مما يعرضهن للخطر ليلا، وهو ما يعني أن الطالبات مجبرات على التزام غرفهن بمجرد أن يسدل الليل ستاره، غير أن هذا الوضع يعيق العديد منهن خاصة من تعودن على المراجعة الجماعية للدروس· من إقامة للبنات إلى إقامة مختلطة رغم أن الإقامة الجامعية للبنات ''العالية''، وهي العبارة التي كتبت أمام المدخل الرئيسي للإقامة، غير أن ما تحمله في جوفها لا يعكس ذلك، فقد تحوّلت الإقامة وفقا لتصريحات الطالبات من قمة مخصصة للطالبات من جنس الإناث إلى إقامة مختلطة، فأغلب رؤساء الأجنحة رجال في إقامة للبنات، وهي النقطة التي استفاضت الطالبات في الحديث عنها نظرا لفرضهن هذا الوضع· وما زاد الوضع سوءا هو تحويل غرف بعض الأجنحة إلى شقق يقطنون بها ودخول الغرباء إلى الإقامة بسلام ودون اعتراض أحد تقول الطالبات· الأمراض المعدية الناتجة عن غياب النظافة تحتل صدارة قائمة الأمراض ولأن غياب النظافة وصعوبة تحقيق هذا الشرط في الإقامة الجامعية العالية للبنات، فإن الأمراض المعدية تحتل صدارة الأمراض التي تصاب بها الطالبات أثناء تواجدهن بالإقامة، وهو ما أكده تصريح طالبة بباب الزوار التي أكدت أن التحاليل الطبية تشير إلى إصابة الطالبات بالأمراض المعدية، فالمياه القذرة تشكل الديكور اليومي للمقيمات بالحي، بالإضافة إلى انتشار البعوض في فصل الصيف، مما يساهم في نقل الأمراض المعدية والإصابة بالحساسية·