وقال بحليطو: ''ذهبنا أمس أنا وجدتي إلى العشاء تلبية لدعوة أحد أصدقائها، في أعالي حيدرة، دخلنا إلى فيلا فخمة بحديقة رائعة يتجول فيها الكثير من الحراس، ربطنا صديقي الحمار في الحديقة وولجنا المنزل الرائع، فقادتنا زوجة صديق جدتي إلى الصالون وجلسنا في انتظار قدومه· قالت جدتي:''كول الفواكه يا بحليطو ما تحشمش راك في دارك''، قلت:''ما بك يا جدتي هذه داري أنسيت أين أعيش، إن صديقي الحمار سيهجرني بسبب ذلك البيت الآيل للسقوط في العاصمة العتيقة·· خليني ما تفكرينيش'' قالت: ''ما بك يا بحليطو أصبحت دراميا هكذا أنا أقول لك ابروفيتي السيد راه بحاجة لخدماتي وأنت تحكي لي قصة أريد حلا''· وفجأة دخل صديق الجدة وهو محاط بالحرس وقال: ''أهلا، أهلا بالجدة الغالية واش هذه الغيبة توحشناك'' ثم ضحكت جدتي ضحكة الخبث التي تتقنها ونظرت إليه قائلة:''كي حبيت تلقاني لقيتني وكي توحشتني كون جيتني''، شعر الرجل بالإحراج ونظر إلى الحراس نظرة ثاقبة انصرفوا بعدها وقال: ''أعرف يا صديقتي الغالية يا جدتي الحبيبة أنك فهمتي أنني في مأزق والماء تسرب إلى بيتي من كل مكان وسأغرق إذا لم يغلقوا العين من المرادية وسأجد نفسي وعائلتي في الشارع، تعرفين أنني رقعت كل ما قدرت عليه وأنني كنت دائما طفلا مطيعا لكن الماء هو الذي لا يتوقف عن التسرب وأنت الوحيدة التي يمكن أن تساعدني بغلقه من المرادية، أرجوك يا جدتي إنني أعرف أنك الوحيدة التي تعرف مدى ولائي وتعرف بأنه ما عنديش الزهر كل أحلامي أكلها الماء''·