''مباركة أختي رجعي لصوابك، تعرينا والزمان مابغا يسطرنا، كلامها جرحني في أذني وكفرني في حياتي، نحرقها أكثر ما حرقتنا''··· هي بعض مقتطفات من مشاهد متنوعة لمسرحية ''لالة مولاتي'' للمسرح الجهوي لمدينة معسكر، تم عرضها سهرة أمس بالمسرح الوطني تزامنا ومهرجان المسرح الوطني في طبعته الخامسة· المسرحية مقتبسة عن نص لجوني جينة وأعاد إخراجها بلحاج خالد. أما عن أحداث ''لالة مولاتي'' فهي تطرح ظاهرة الغيرة والحسد اللتان تفشيتا بشكل ملفت للانتباه عند الطبقة الفقيرة في المجتمع، هذا ما جسدته بطلات العرض على الخشبة، فكل من شخصية مباركة وسعدية الخادمتين اللتين كانتا تكنّان حسدا لأمتنا هي ربة البيت، الأمر الذي جعلهنّ يدخلن عالم الانتقام من خلال البحث عن خطط شيطانية متفاوتة الخطورة بهدف الإطاحة بالمرأة المتسلطة التي ساهمت بتصرفاتها المشينة بخلق الهوة الواسعة بينها وبين خادمتيها، غير أن خطط مباركة وسعدية المجسدة في صنع الموت للسيدة بوضع سم لها في المشروب باءت بالفشل بعد أن رفضت المرأة المتسلطة تناوله بحجة أن أعصابها في منتهى الهدوء. ما ميز العرض أنه قُدم باللهجة العامية الجزائرية، وحاولت الممثلات من خلال ذلك تقديم رسائل شفافة ومفهومة للجمهور بعيدا عن اللغة الكلاسيكية التي يجدها البعض من المسرحيين حاجزا قويا لا يمكن للجمهور أن يفهمه في بعض الأحيان إلا إذا بُذل مجهود من قبل الممثلات. كما أفادنا بعض المختصين في المسرح أن حضورهن على الخشبة ساعدهم على التعاطي مع النص بلغة الحوار. ورغم أن النص أتعبهم بشكل كبير إلا أنهم تفاعلوا معه. بالنسبة لشخصية مباركة -حسب ما أكده لنا المختصون- فهي تملك قدرات فنية مسرحية عالية يمكن لها بسهولة تطوير ذلك. السينوغرافيا لحمزة جاب الله الذي عودنا مرات عدة على تألقه كادت تنعدم هذه المرة، حيث كانت عبارة عن أشلاء مترامية هنا وهناك، وقد غلب عليها اللون الأبيض والأسود والرمادي. أما بالنسبة للإضاءة هي الأخرى بقيت ثابتة وكشفت عن خبايا كل العرض، وقد أدى ذلك إلى تعب الجمهور. ورغم ذلك، يبقى المسرح مجرد مسرح هدفه الوحيد إيصال رسائل مهما اختلفت مضامينها، وبالتالي يستحق المسرح الجهوي لمعسكر الكثير من التشجيع والاحترام· ثلاثة أسئلة إلى: علاق مريم هل يمكن أن توضح لنا أكثر دورك بالعرض؟ دوري بالعرض جد بسيط، غير أنه يحمل الكثير من الدلالات في المفهوم الإنساني، كما أن شخصيتي بالعرض جد ثورية وتعمل دائما على عدم الرضوخ والاستسلام للوضع الراهن، بمعنى شخصية لا تتقبل الظلم ولا الإهانة من أي أحد مهما كانت الظروف. إذن، تقمصت دور الخادمة التي تكنّ كرها وحقدا كبيرين لسيدتها المتعجرفة، وقد وصل بي الكره إلى درجة الجنون، الأمر الذي جعلني أفكر في قتل السيدة بوضع السم لها في فنجان قهوة، لكن وللأسف السيدة لم تشربه مما جعلني أفقد صوابي، وتناولت أنا السم بهدف التخلص من آهات الزمن· بعد ثماني سنوات من الغياب، كيف كانت العودة إلى الخشبة؟ اعتقد أن عودتي جد موفقة، كما تيقنت بعي غياب طويل أن مريم علاق لا يمكن أن تبتعد عن الخشبة، وأنني مسكونة بهوس اسمه المسرح، وأنه جزء من حياتي، لا أظن أن هذا الانقطاع سيؤثر على طاقتي الإبداعية أو حتى عطائي المسرحي· هل ساعدك ديكور العرض على إخراج كل طاقتك الإبداعية؟ لمسات الديكور لجاب الله حددت نوعا ما طاقتي المسرحية، حيث كنت قادرة أن أعطي أكثر لو اتسعت لي المساحة. لكن، وبرغم من ذلك شعرت بحضوري على الخشبة، أعتقد أن السينوغرافيا هي من تخلق لغة التواصل والتوازن بين الممثل والخشبة· قالوا عن العرض يحيى بن عمار: العرض يفتقد للاحترافية، لأن المسرحية -في رأيي- تبدأ في الربع ساعة الأولى، غير أنها لم تبدأ، أعتقد أن المسرح عموما مجبر على أن يفهم الجمهور، كما قال لومبارت، ليس مهما أن تضع فوق الخشبة إيقونات ورموز، ولكن الأهم في المسرح كيف تفجرها· فتيس ماسينيسا: المسرحية فيها الكثير من الجهد، حيث الممثلات كان لهن حضور على الخشبة، لكن لو استغل المخرج طاقتهن لكان ذلك أفضل. السينوغرافيا بالعرض تكاد تنعدم حتى أنه لم يتضح لنا دورها الحقيقي، ورغم كل شيء أشجع الممثلات على طاقتهن الإبداعية· فطموش رفيق: ما اكتشفناه في المشاركة الأولى للمسرح الجهوي لمعسكر في مهرجان المسرح المحترف، أن هناك العديد من النقائص تجسدت في الممثلات، لم يكن لهن حضور على الخشبة بشكل رسمي إلا شخصية ''لالة''، كما أنني فضّلت دورها لشخصية سعدية، حيث الدور يناسبها أكثر، كما أنها تجذب الجمهور إليها أكثر· عبد الكريم بورطاش: العرض فوق المتوسط، لأن حركة الممثلات على الخشبة، كان فيها ارتباك، الصوت لم يكن مسموعا في معظم الأحيان، كما أن طريقة الإلقاء لم تكن متناسقة وتشعر أن هناك اختلاف واسع بين لهجة كل ممثلة، غير أني أشجعهن على وقفتهن على الخشبة وعلى الجهود المبذولة من قبلهن·