''الجزائر تستحق التأهل إلى المونديال، شرف عظيم أن تكون الجزائر ممثلة العرب في مونديال جنوب إفريقيا، ما فعله الإعلام المصري في حق الجزائريين عار وذنب لن يغتفر، لن نقبل بالمساس بكرامة بلد المليون ونصف المليون شهيد، سنساند الخضر في المونديال أأحبت مصر أم كرهت، ثقتنا في الخضر كبيرة لتمثيل الدول العربية والمغاربية في جنوب إفريقيا، على مصر أن تتعلم الشهامة والرجولة من الجزائريين ···'' هذه هي بعض العبارات التي رددها عشاق كرة القدم التونسيون خلال لقائنا بهم في كل من حمامات ياسمين وتونس العاصمة وطبرقة، حيث أكدوا أن الشعب التونسي فخور بتأهل الجزائر لمونديال جنوب إفريقيا، وأبدوا استعدادهم لمناصرة ''الخضر'' مهما كانت نتائج المباريات· إغتنمنا فرصة تواجدنا في تونس للتقرب من عشاق كرة القدم هناك لرصد آرائهم حول تأهل المنتخب الوطني الجزائري إلى مونديال جنوب إفريقيا، ومعرفة تقييمهم للمنتخب الجزائري الحالي، ورصد قراءاتهم للأزمة الكروية التي اندلعت بين الجزائر ومصر، حيث اكتشفنا أن الشعب التونسي يتابع عن قرب وعن كثب جديد ''الخضر''، وأنه مولع بما حققه زملاء عنتر يحيى، ويأمل أن تحقق الجزائر نتائج إيجابية في جوهانسبورغ، فعشاق الكرة في تونس الخضراء حفظوا معظم شعارات وأغاني الفريق الوطني الجزائري، حيث أننا عندما كنا نتحدث مع أشقائنا التونسيين لم نشعر أننا في بلد آخر ، شعرنا وكأننا في شوارع إحدى المدن الجزائرية، وهو ما يؤكد أن حب ''الخضر'' تجاوز الحدود الوطنية وأن قيمته تعلو أكثر فأكثر· التونسيون يعشقون ''محاربي الصحراء'' ·· برشَا برشَا إذا كان الجزائريون يموتون على فريقهم الوطني الجزائري الذي صنع أفراحهم وأحلى أيامهم خلال بتأهله إلى كأس العالم بجنوب إفريقيا، فإن التونسيين أصبحوا يعشقون ''محاربي الصحراء'' حتى النخاع ويتابعون أخبارهم عن كثب، حيث اكتشفنا خلال حديثنا مع عشاق كرة القدم هناك أنهم يعرفون كل اللاعبين الجزائريين، ويتابعون كل صغيرة وكبيرة تتعلق بهم، سواء داخل الفريق الوطني الجزائري أو في أنديتهم المحترفة، فالشاب ''وليد الشميني'' (26 سنة)، وهو أحد مناصري النادي الإفريقي إلتقينا به في حمامات ياسمين، ومباشرة بعدما علم أني صحفي جزائري راح يسرد علي آخر أخبار ''الخضر''، مؤكدا لي أنه يتصفح يوميا على الصحف الجزائرية عبر الأنترنت، أما عن سبب تعلقه ب ''الخضر'' فأرجعه إلى ''الإعتداءات الخطيرة التي قام بها المصريون في القاهرة في حق الجزائريون، هي التي جعلتني أحب الخضر، ومقابلة أم درمان السودانية كرست في قلبي حبا جما لهم، وخصوصا عنتر يحيى''، وفي هذا السياق، فقد لمسنا أن الرجولة والتحدي الذي ظهر بهما زملاء كريم زياني في السودان هما السبب الرئيسي الذي جعل التونسيين يتعلقون ب ''الخضر''، وفي هذا الصدد يقول ''محمد برد'' (32 سنة) من تونس العاصمة ''الدرس الذي قدمه الخضر للمصريين في مجال كرة القدم وفي الأخلاق بالخرطوم السودانية أسعدنا نحن التونسيين، فقد كان هذا الانتصار أفضل رد على اعتداءات القاهرة، وكل هذا جعل التونسيين يتعلقون ويعشقون محاربي الصحراء''· المدن التونسية عاشت الفرحة والبهجة عشية تأهل الجزائر إلى المونديال ·· والتونسيون يطالبون بتنظيم مقابلة ودية بين الجزائروتونس أكد العديد من التونسيين في تصريحاتهم ل ''الجزائر نيوز'' أن معظم المدن التونسية عاشت نفس أجواء الفرحة التي عاشتها المدن الجزائرية عشية فوز ''الخضر'' على الفراعنة في المقابلة الفاصلة بأم درمان والتي حققت على إثرها التأهل إلى مونديال جنوب إفريقيا، وأضافوا أنهم خرجوا لمشاركة أشقائهم الجزائريين فرحة الانتصار رافعين الأعلام التونسيةوالجزائرية مرددين مختلف شعارات وأغاني الفريق الوطني الجزائري، وأشاروا إلى أن الجالية الجزائريةبتونس عاشت وكأنها في شوارع الجزائر العاصمة· وفي هذا السياق كشف محدثونا أن التونسيين لزموا بيوتهم أو توافدوا على المقاهي لمشاهدة مباراة الجزائر أمام مصر ''الشوارع التونسية خلال تلك المقابلة كانت خالية من المارة طوال فترة المباراة وكأن التونسيين يتابعون مباراة لمنتخبهم، ومباشرة بعد صفارة الحكم عند انتهاء اللقاء معلنا فوز الجزائر خرج التونسيون والجالية الجزائريةبتونس صانعين أجواء من الفرحة والبهجة سادتها الأخوة والتضامن والحب''، حسب تعبير ''عبد المنعم'' (45 سنة)، وأضاف ''أحمد سفحي'' (31 سنة) ''خلال المباراة، كان يسمع هتاف وصراخ المشجعين التونسيين يدوي مع كل فرصة تسجيل تتاح للمنتخب الجزائري، واستطاع عنتر يحيى أن يفجر حناجر الجماهير التونسية، وبعد انتهاء المباراة نزل الآلاف من الجزائريينوالتونسيين إلى الشوارع التونسية، وأطلقت السيارات أبواقها، وفي محطة سيارات الأجرة التي تقل الجزائريينوالتونسيين إلى الجزائر، رددت الجماهير بحماس شعارها الرئيسي ''وان تو تري فيفا لا لجيري'' ·· هذا وقد دعا الشارع الرياضي التونسي المسؤولين على كرة القدم بالجزائروتونس إلى ضرورة تنظيم مقابلة ودية بين المنتخبين الشقيقين بعد المونديال قصد توسيع الفرحة وتوثيق المحبة والصداقة بين الشعبين· شرف عظيم أن تكون الجزائر الممثل الوحيد للدول العربية في مونديال جنوب إفريقيا هذه العبارة رددها العديد من عشاق كرة القدم التونسيين، حيث أكدوا أن تمثيل الجزائر لكل الدول العربية في مونديال جنوب إفريقيا هو شرف عظيم ومصدر اعتزاز قوي بمكانة الجزائر، بلدا وشعبا على الصعيدين العربي والدولي، وحسبهم فإن ''الخضر'' هم الأجدر بذلك بكثير كونهم يستحقون ذلك، كما علقوا آمالا كبيرة على زملاء مجيد بوفرة لتحقيق نتائج إيجابية في المونديال، فهم يطمحون لأن يكرر ''محاربو الصحراء'' سيناريو مقابلة الجزائرألمانيا سنة 1982 مع المنتخب الإنجليزي ''ثقتنا كبيرة في المنتخب الجزائري لإحداث المفاجأة في جوهانسبورغ، فهو يملك لاعبين كلهم نجوم ويتمتعون بفنيات لامعة، كرة القدم تجري في عروقهم قلوبهم'' حسب تعبير ''عبد الكريم الدحيلي'' (43 سنة) ·· هذا ويستعد التونسيون لمناصرة ''الخضر'' في كل مبارياتها حيث قال ''رفيق الجعدود'' (28 سنة) من مدينة طبرقة ''كل التونسيين سيشجعون الجزائر في المونديال، سنكون إلى جانب أشقائنا الجزائريين، لأن الجزائر قريبة منا ويمكن أن تشفي غليلنا من عدم التأهل إلى المونديال'' ·· ويضيف ''طارق عبد التوت'' (32 سنة) من تونس العاصمة ''الجزائريونوالتونسيون شعب واحد، أما مصر فتقع في الشرق ولا يجمعها بتونس أية علاقة، ولهذا شجعنا الخضر وسنظل نشجعهم مهما كانت النتائج''· هدف عنتر يحيى بأم درمان فجر عرش آل مبارك وسيظل الشبح الأسود الذي يسكن عقول المصريين ما شد انتباهنا أكثر خلال لقائنا مع التونسيين هو تعلقهم الكبير باللاعب الجزائري عنتر يحيى، فما إن تتحدث مع أي مواطن تونسي إلا وينطق باسم هذا النجم الذي دخل قلوب الملايين من عشاق كرة القدم، ويعود الفضل في ذلك إلى الهدف الذي سجله في مرمى عصام الحضري بأم درمان، وهو الهدف الذي وصفه العديد من التونسيون ب ''القنبلة التي فجرت عرش آل مبارك''، كما أجمعوا في شهاداتهم على أن هذا الهدف سجل بأحرف من ذهب في تاريخ كرة القدم الجزائرية والعربية والإفريقية والعالمية، وأكدوا أنه سيظل الشبح الأسود الذي سيبقى يسكن عقول المصريين إلا الأبد، وهذا نظرا للزلزال السياسي والكروي الذي أحدثه في مصر· اعتداءات المصريين على عناصر ''الخضر'' في القاهرة عار كبير ·· والإعلام المصري إرتكب جريمة لن تغتفر في حق بلد المليون ونصف المليون شهيد لم يهضم الشعب التونسي الاعتداءات التي ارتكبها المصريون في حق عناصر المنتخب الوطني الجزائري في القاهرة، ووصفوها ب ''العار الكبير''، وانتقدوها بشدة، معتبرين ذلك إنتحارا ل ''أم الدنيا'' التي تتغنى بها مصر، وحسبهم فالجزائر أثبتت أن مصر ومنذ مقابلة أم درمان لا تستحق هذه التسمية ·· وأكثر من ذلك فقد إنتقدت الجماهير التونسية الخرجة المهينة للإعلام المصري في حق الجزائر شعبا وحكومة، حيث أكدوا أن كل القنوات التلفزيونية والإذاعية والصحف المصرية التي شنت حرب إهانة في حق الجزائريين إرتكبت ذنبا لا يغتفر، ووصفوا كل الصحفيين الذين ارتكبوا ما وصفوه ب ''الجريمة'' بأشباه الصحفيين الذين لا يمتون بأية صلة لأخلاقيات الصحافة، وفي هذا الصدد يقول أحد التونسيين ''لا سيما وأن هذه الإهانة كانت في حق بلد المليون ونصف المليون شهيد، بلد إسمه الجزائر التي تملك علما يحمل دماء شهدائها الأبرار''، ولم يخف العديد من التونسيين في شهاداتهم أنهم قاطعوا القنوات التلفزيونية المصرية والبعض منهم أصبح ينفر من أفلامهم ومنتوجاتهم التجارية· أنصار النادي السفاقسي ألهبوا مدينة حمامات ياسمين بشعار ''وان، تو، تري فيفا لا لجيري'' ونحن نتجول في مدينة حمامات تونس إلتقينا بأنصار النادي السفاقسي الذين كانوا على استعداد للتنقل إلى ملعب تونس العاصمة لمناصرة فريقهم في نهائي كأس تونس أمام نادي الباشا، وفور اكتشافهم أننا جزائريون بدأوا يرددون مختلف شعارات المنتخب الوطني الجزائري على غرار ''وان، تو، تري فيفا لجيري'' و''الجزائر يا ما'' و''الله أكبر رابح سعدان'' و''أبكوا يا المصريين أبكوا'' و''نحبوا الخضرا بارشا برشا'' وغيرها ·· كما لاحظنا أنهم حفظوا العديد من أغاني المنتخب الوطني عن ظهر القلب ورددوها بصوت واحد، حيث صنعت هذه الأهازيج صور أخوية معبرة تعالت في سماء المنتجع السياحي بحمامات ياسمين واستمتع بها السياح الأوروبيين الذي قصدوا هذه المنطقة السياحة· رجل أعمال تونسي يتكفل بنقل 50 مناصرا تونسيا إلى جنوب إفريقيا لمناصرة ''الخضر'' أكد مسؤول بوكالة التونسية للأسفار أن رجل أعمال تونسي يستثمر في القطاع السياحي والتجاري بتونس سيتكفل بنقل 50 مناصرا من تونس إلى جنوب إفريقيا لمناصرة الفريق الوطني الجزائري، من بينهم 21 مناصرا من الجالية الجزائرية المقيمة بتونس، مشيرا إلى أن هؤلاء حجزوا تذاكرهم إلى جنوب إفريقيا، وحسب محدثنا فهذه المبادرة الفريدة من نوعها جاءت بطلب من زوجة رجل الأعمال وهي من أصول جزائرية حيث تنحدر من ولاية عنابة، وأضاف ذات المصدر أنه قرر أيضا توفير 20 شاشة عملاقة سيتم نصبها في أكبر أحياء المدن التونسية قصد تمكين عشاق الكرة المستديرة بتونس من متابعة مباريات كأس العالم·