لم يكن حديث العناصر الوطنية صبيحة أمس في فندق “غولف أند بالاس“ هنا بكرانس مونتانا إلاّ عن العقوبات التي أصدرتها الفيفا في حق المنتخب المصري عقب أحداث القاهرة في نوفمبر الماضي، إذ ظلّ رفقاء القائد منصوري يسترجعون ما حدث ويؤكدون أن العقوبة الصادرة لم تكن متوقعة تماما بالنظر لحجم الذي حدث من اعتداءات همجية تعرّض لها لاعبو المنتخب الجزائري. القدامى أعادوا رواية ما حدث بالتفصيل لبودبوز والجُدد ورغم أن العناصر الجديدة في المنتخب الوطني سمعت عبر وسائل الإعلام بكل ما حدث في القاهرة من اعتداءات على الوفد الجزائري عند تنقله من المطار إلى الفندق إلاّ أن بودبوز وزملاءه أرادوا أن يستمعوا للقصة كاملة من أفواه الذين حضروا هذا الاعتداء، وكان لهم ما أرادوا حيث ظل كل لاعب يقص على الجدد ما حدث بالتفصيل إلى غاية مغادرة التراب المصري والتنقل إلى بلد الأمان السودان الشقيق، وكانت أسئلة الجدد تتمحور في كل مرة عن سرّ هذه الحساسية الموجودة عند المصريين لمّا يتعلق الأمر بمواجهة الخضر، ليتفاجأ حتى زياني واللاعبين المحترفين عندما أعلمهم اللاعبون المحليون أن شبيبة القبائل هي الأخرى وقعت في نفس المجموعة مع ناديين مصريين خلال دور المجموعات في كأس رابطة الأبطال الإفريقية، وهو ما جعل الجميع متخوّفا من تكرار سيناريو الاعتداءات من طرف المصريين. لا أحد تقبّل أن تعاقب مصر باللعب 100 كلم بعيدًا عن القاهرة وغرامة مالية فقط وبعد أن استمع الجدد لما حكاه أبطال أم درمان من خبايا ما جرى في القاهرة تحوّل الحديث بعد ذلك لدى اللاعبين إلى التعبير عن غضبهم من العقوبات الخفيفة التي أصدرت في حق المصريين وكأن الأمر يتعلق برمي الألعاب النارية أو اجتياح فرد أو فردين لأرضية الميدان، حيث لم يفهم اللاعبون أن تتعامل الفيفا مع هذه القضية بشيء من الاستخفاف في حين أن الاعتداء كان مصوّرا والعالم كله شاهد دماء اللاعبين تنزف دون أن يكون رد فعل الفيفا صارما في وقته، ليتفاجأ الجميع بعقوبات بسيطة بعد مرور أكثر من 6 أشهر كاملة لم تتجاوز أن يلعب المنتخب المصري مباراتين فقط بعيدا عن القاهرة وغرامة مالية. “كانوا ربما ينتظرون سقوط الأرواح ليصدروا عقوبات صارمة“ ما حزّ كثيرا في نفسية اللاعبين خاصة الذين حضروا الاعتداءات هو أن الاعتداء كان مسجلا ومصورا بطريقة تظهر أن الذين رشقوا حافلة الخضر بالحجارة اعتدوا على اللاعبين بطريقة وحشية كادت تودي بحياة أحدهم لو تعرّضوا لكل تلك الحجارة في الرأس، كما أن مبعوث الفيفا كان حاضرا ودوّن كل التقارير التي تبيّن أن الوفد الجزائري عومل بطريقة وحشية وهذا طيلة تواجده فوق التراب المصري، لكن ذلك لم يمنع الفيفا على حد قول أحد اللاعبين الذي أضاف : “لو لم نتنقل إلى السودان وفزنا في أم درمان عن جدارة واستحقاق لكانوا قتلونا في مصر لو هزمناهم في القاهرة، لكن الله نصرنا والحمد لله“. بعض اللاعبين مثل زياني، حليش ويحيى أكّدوا أن المصريين لا يهمونهم من جهة أخرى وفي ظل استياء البعض من العقوبات البسيطة التي صدرت في حق مصر، كان البعض الآخر من العناصر يؤكد أن كل هذا لا يهم لأن الجزائر في المونديال والمصريين هم الذين يعلّقون على العقوبات، في حين أننا نحضّر لكأس العالم وهذه الأمور الإدارية لا تهمنا تماما لأننا “ما راناش سامعين بالمصريين“ كما قال زياني رغم أن الجميع في قرارة أنفسهم كانوا ينتظرون عقوبات أشد قسوة من تلك التي استمعوا لها. “الفيفا بهذه العقوبات تشجّع على الاعتداءات لأن الغرامة المالية واللعب على بعد 100 كلم لا تهم“ من جهة أخرى وفي الدردشة التي جمعت بين اللاعبين حول هذه العقوبات ذهب البعض إلى أبعد من الاستهزاء من عقوبات الفيفا في حق مصر، معتبرا أن ما أقدمت عليه هيئة بلاتير سيكون وصمة عار في جبينها مقدّما تبريره كما يلي : “عندما تعاقب الفيفا منتخبا بأن يلعب بمسافة أكثر من 100 كلم عن المكان الذي اعتاد الاستقبال فيه أين هي العقوبة في هذه الحالة، فالجزائر عوض أن تلعب في 5 جويلية تلعب في وهران أو عنابة ثم تدفع ما قيمته أقل من 800 مليون سنتيم وهي قيمة إمضاء لاعب في البطولة الجزائرية... ماذا يساوي هذا أمام الدماء التي سالت، والفيفا بقرارها هذا تشجّع على العنف الذي لا يعاقب عليه إلا بغرامة بسيطة والتحول ببضعة كيلومترات عن الملعب الذي تعوّد المنتخب المعني على الاستقبال فيه“. “فرحة زاهر بهذه العقوبات تظهر أن الاعتداءات كانت همجية وتستحق أقصى العقوبات“ وبرر جلّ اللاعبين عدم تقبلهم لما صدر من الفيفا من عقوبات على مصر بتصريح رئيس الإتحاد المصري الذي عبّر عن فرحته ببساطة العقوبة، وهذا ما يظهر أن سمير زاهر كان ينتظر أن تكون العقوبات أقصى بكثير لكن فرحه بشدة بما تم الإعلان عنه يؤكد أن الجزائر ووفدها في مصر تعرّض لاعتداءات همجية، والجميع بقي يتفرج على هذه الاعتداءات ليصدر بعد 6 أشهر من الفيفا شبه عقوبات لا تغني ولا تسمن من جوع. “الجزائر ليست ناديًا والمهم أن مصر ستشاهدنا في المونديال“ وفي نفس السياق اعتبر اللاعبون أن العقوبات التي أصدرتها الفيفا تخص منتخبا وبلدا بأكمله والجزائر ليست ناديا حتى تقبل بأن يعاقب المصريون بالابتعاد عن اللعب في القاهرة فقط، ثم إن ما جرى في الفيفا يظهر أن مصر عملت على تحقيق التأهل بكل الطرق لكن أرضية الميدان في السودان كانت الفاصل، ليختم رفقاء شاوشي حديثهم بالقول : “المهم أن مصر كلّها ستشاهد المونديال على شاشة التلفزيون ومباريات المنتخب الجزائري هي التي ستشد الأنظار وهذا هو التفوق الحقيقي، أما العقوبات فلا تهمنا كثيرا“. “سنظهر للعالم في جنوب إفريقيا أننا الأحسن“ واعتبر أشبال سعدان أن الحڤرة التي تعرّضوا لها في مصر والعقوبات البسيطة التي صدرت في حق المصريين ستزيد من حماسهم وتمنحهم إرادة أكبر لإظهار قدراتهم للعالم بأن الجزائر أحق بالتأهل لكأس العالم، وأن دورة جنوب إفريقيا ستكون فرصة للخضر لدخول التاريخ من أوسع أبوابه بتحقيق التأهل للدور الثاني ليكون ذلك أحسن ردّ على الذين شكّكوا في قدرات المنتخب الجزائري. ------------------------------------------- سعدان يعلق على عقوبة “الفيفا” على المنتخب المصري: “رغم أن العقوبة لم تكن صارمة بقدر الحدث إلاّ أنها عقوبة” رغم أن المدرب الوطني رابح سعدان لم يشأ الخوض كثيرا في قضية العقوبة التي أصدرتها “الفيفا“ في حق المنتخب المصري على خلفية ما جرى مع “الخضر” مساء 12 نوفمبر من العام الماضي، إلا أنه بقي يذكّر كل من عاش الحادث بقوله: “العالم كله شاهد ما حدث لنا في مصر وأعتقد أن الحكم ليس بيدي لأتهم أو أنزل العقوبة بأحد بل هناك هيئة كروية عالمية درست القضية من كل الجوانب واتخذت قرارها، رغم أنني أرى أن العقوبة لم تكن صارمة وعلى قدر الحدث وبالشكل الذي كان ينتظره البعض إلا أنها تبقى عقوبة”. “أنا مركز مع المنتخب ولا تهمني ما اتخذته الفيفا من قرارات” وأضاف سعدان: “أنا حاليا مركز على تحضير الفريق لموعد عالمي كبير ولا تهمّني أمور أخرى تحدث هنا وهناك، كل ما أريد قوله إن تركيزي كله منصب حاليا على تحسين وتجهيز المنتخب الوطني لنهائيات كأس العالم، أما الأمور التي تتعلق بمنتخب آخر فلا تهمني كثيرا”. “لست هنا لأنتقد أو أؤيد ما قررته الفيفا” وواصل سعدان حديثه عن القضية قائلا: “بما أن الفيفا أخذت وقتها الكافي للفصل في العقوبة التي سلطتها في حق الإتحادية المصرية، فأنا هنا في سويسرا لأحضّر منتخبنا الوطني وليس لأنتقد أو أؤيد قرارات أصدرتها الفيفا، أعتقد أن الأمور كهذه واضحة للجميع”. “إذا اعتذر الإتحاد المصري ستطوى صفحة الخلافات” وفي رد على سؤال حول إمكانية عودة العلاقة إلى سابق عهدها بين الإتحاديتين والشعبين الجزائري والمصري، قال سعدان: “أعتقد أن الأمور واضحة في هذه المسألة فنحن كفريق ومنتخب وإتحادية وشعب لم نقصّر مع ضيوفنا حينما جاؤوا إلى الجزائر وواجهناهم في البليدة، بل مكمن التقصير واضح وعليه فإذا قدمت الإتحادية المصرية اعتذاراتها فإن صفحة الخلافات ستطوى بشكل نهائي”. “لن ندع كرة القدم تشعل الحرب بيننا” وألح سعدان على ذكر شيء هام في كلامه حينما قال: “كرة القدم وسيلة تواصل وتوطيد للعلاقات بين الشعوب ولا أعتقد أنها وسيلة لزرع الأحقاد والحروب، لهذا فنحن كشعب مسلم وعربي لن ندع كرة القدم تفعل فعلتها أو تشعل الحرب بيننا كعرب، وأؤكد هنا ما قلته سابقا وهو أنه مادام الخطأ جاء من الجانب المصري وليس من عندنا فهم من يبادرون إلى المصالحة، وأمر كهذا أعتقد أنه واضح”. “سأشرّف العرب ومدربي أفريقيا في المونديال” وفي سياق متصل كشف سعدان أنه مادام سيكون المدرب العربي والإفريقي الوحيد في نهائيات كأس العالم فإنه سشرف العرب مدربي إفريقيا، وقال: “شرف كبير لي أن أمثل العرب وكل المدربين الأفارقة في نهائيات كأس العالم على رأس منتخب الجزائر، وهذا ما يجعلني أمام مهمة ومسؤولية كبيرة لذلك سأجتهد وأقوم بواجبي لأشرّف العرب ومدربي أفريقيا في المونديال وحتى تقدّم الجزائر أحسن عروضها الكروية في جنوب أفريقيا”. “علينا أن نضع ثقتنا في المدربين المحليين” واستطرد سعدان فيما يخص قضية المدربين العرب والأفارقة قائلا: “لا أعتقد أن بلداننا العربية أو حتى الإفريقية تفتقد إلى مدربين أكفاء بل لدينا مدربين أصحاب مستوى عال وبإمكانهم قيادة منتخباتهم وأنديتهم إلى تحقيق إنجازات كبيرة، فالقضية هنا هي قضية ثقة وعمل متواصل وصبر وأكيد ستأتي النتائج”. “الحيوية والحماس في المجموعة أنست التحضيرات المكثفة التي نجريها” وفي سياق آخر يخص سير تحضيرات المنتخب الوطني كشف رابح سعدان أن التربص يجري وسط حيوية شديدة وأجواء مميزة جعلته يشعر بالراحة مع اللاعبين وسمحت بالتطبيق الصارم للتعليمات التي يقدمها، وقال: “التشكيلة وبعد ما يقارب الأسبوع من دخولها التربص هنا في سويسرا تشعر بأنها دخلت بشكل نهائي في مرحلة الجد والإعداد لنهائيات كأس العالم، وهذا ما جعلنا نضاعف من العمل قصد تجهيز المنتخب كما يجب للعرس العالمي الكبير بجنوب أفريقيا”. “مرتفعات كرانس مونتانا تساعد كثيرا على العمل” وعن سبب اختياره مركز “كرانس مونتانا” بسويسرا أوضح مرة أخرى سعدان بقوله: “الظروف التي وجدنا فيها المعسكر والمكان الذي كنا نبحث عنه لنجهز اللاعبين ونحضرهم بشكل جيد وجدناها كلها متوفرة في كرانس مونتانا، وأهم شيء هي المرتفعات التي تخدم كثيرا اللاعب وتمنحه قوة للمقاومة والإستعداد الجيد، وعليه فإن أمورا كثيرة تمت دراستها قبل أن نأتي هنا إلى سويسرا ونحضر للمونديال”. “متفائلون باستعادة المصابين قبل التوجه إلى جنوب إفريقيا” وعرّج سعدان على أهم قضية تشغل تفكير الشارع الرياضي الجزائري والعربي أيضا طالما أن الأمر يتعلق بلاعبي المنتخب الوطني وجاهزيتهم الفنية والبدنية قبل المونديال، والأمر هنا يتعلق باللاعبين المصابين حيث قال: “بالنظر إلى القلق الذي انتاب الجميع قبل إنطلاقة التربص بخصوص اللاعبين المصابين فإننا نعمل مع طاقم طبي كفء وكبير نجح في إعادة عنتر يحيى وصايفي إلى التدريبات وحالتهما تحسنت مقارنة بالسابق كثيرا، وعليه فإننا نثق في الطاقم الطبي الذي يشتغل معنا ونبقى متفائلين كثيرا باستعادة المصابين قبل توجهنا إلى جنوب إفريقيا”. “علاج لحسن، بوڤرة ومغني سيأخذ بعض الوقت” وعن الحالات المستعصية في الفريق والخاصة باللاعبين الذين يشتكون من إصابات معقدة، قال سعدان: “نحن نعرف جيدا أن بعض العناصر يحوم قلق شديد حولها، بل شخصيا أرى أن القلق يجب أن ننزعه سواء مع لحسن أو بوڤرة أو حتى مراد مغني، لأن كل شيء محسوب ويسير وفق برنامج طبي على أعلى مستوى، وأؤكد هنا أن فترة علاج كل من لحسن، بوڤرة ومغني مراد سيأخذ بعض الوقت أكيد لكنه لن يطول”. “عشرة أيام ستكون كافية لعودتهم” وعن المدة التي سيبقى فيها مراد مغني، مجيد بوڤرة ومهدي لحسن بعيدين عن المجموعة ويخضعون للعلاج، أردف سعدان: “المدة لن تكون طويلة بل هي عشرة أيام فقط سيعود بعدها بوڤرة، لحسن ونأمل أيضا استعادة مغني فيها، وعليه فإن مستواهم سيعرف بعض التذبذب نظرا لطول الغياب لكن احترافيتهم العالية وعزيمتهم القوية على رفع التحدي ستخدمهم بشكل كبير للعودة السريعة إلى المجموعة”. “بوڤرة يعاني من تمزق في عضلة الساق، لحسن من آلام في العضلة المقربة ومغني يشتكي في ركبته” وعن إصابة كل عنصر من هؤلاء الثلاثة قال المدرب الوطني: “إصابة بوڤرة عبارة عن تمزق صغير في عضلة الساق ليسا مقلقا كثيرا طالما أنه يعمل بجدية شديدة مع العلاج الذي يخضع له والأمر نفسه بالنسبة ل لحسن الذي يعاني من آلام في العضلة المقربة، أما مغني الذي يشتكي من إصابة في الركبة فإن علاجه يتطوّر وحالته هي الأخرى في تحسّن”. “لن أغامر بهم أمام أيرلندا” ومع اقتراب موعد أول مباراة ودية يجريها “الخضر“ قبل التوجه إلى معسكرهم الثاني بألمانيا، قال سعدان: “نحن نحضر مع المجموعة ومع العناصر التي تعمل معنا للتحضير إلى المونديال وليس لمباراة ودية، لهذا لا أرى أي داعي للمغامرة بصحة عناصري كثيرا لأن نتيجة لقاء أيرلندا لا تهمني بقدر ما يهمني الإنسجام وكسب المنافسة لعناصري، وعليه فلن أغامر ب بوڤرة ولحسن ولا حتى مغني أمام أيرلندا”. “المغامرة بهم تعني تضييع المونديال” وأضاف سعدان: “بالنسبة لي فإن الأيام العشرة التي قلت فيها إن حالة كل لاعب ستتحسن وسيكون بإمكانه الدخول في المجموعة بشكل عادي، هي في صالح اللاعبين بل حتى إمكانية إعفائي لهم من لعب لقاء أيرلندا تخدمهم كثيرا، لأنني لا أريد المغامرة بصحة اللاعبين لأن المغامرة في نظري هي تضييع أكيد للمونديال”. “نتيجة مباراة أيرلندا لا تهمني بقدر ما يهمني استعادة اللاعبين لإمكاناتهم” وبقي سعدان يتحدث عن لقاء أيرلندا الودي وقال عنه: “هي مباراة قوية ستسمح لعناصرنا بكسب المنافسة كما قلت والتعوّد خاصة من العناصر الجديدة على طريقة لعب الفريق، كما تمكنهم أيضا من الإنسجام مع بعضهم البعض وعليه فلا تهمني نتيجتها بقدر ما يهمني استعادة عناصري لإمكاناتهم الفنية والبدنية وكسب المنافسة كما قلت”.