في حوار أجرته معه ''الجزائر نيوز''، ليلة أول أمس، وصف الشاب عقيل أغنية الراي الجزائرية في الوقت الحالي بالمتعفنة بالنظر للمشاكل التي تتخبط فيها، مؤكدا في ذات السياق بأن استمرار الأمور على حالها سيرمي بالطابع الذي نقل الفن الجزائري إلى العالمية نحو الهاوية··· هي المرة الثانية التي تسجل خلالها حضورك في سهرات تيمقاد، ما تعليقك؟ قبل الحديث عن مشاركتي في المهرجان، أريد أن أقول بأن الجمهور الباتني ذواق للفن، وأثناء تواجدي على مسرح تيمقاد، أحس وكأني ببيتي، وحتى الارتباك الذي عادة ما ينتابني قبل الصعود على منصات الحفلات، في باتنة لا يراودني تماما. ظهر الشاب عقيل بمجموعة من الأغاني أحدثت ثورة في سوق الكاسيت، ثم اختفى لفترة، قبل معاودته الظهور مؤخرا، لماذا؟ أنا لم أغب تماما عن الساحة الفنية، رغم أن إصداراتي قلّت نوعا ما، إلا أنني كنت دائم الحضور في معظم التظاهرات والمهرجانات المحلية، وتراجع إصداراتي في السوق يعود إلى تواجدي بفرنسا من أجل تحضير ألبومي الجديد الذي صدر مؤخرا ونزل إلى السوق منذ حوالي 20 يوما، وقد استغرقت وقتا طويلا في التحضير له، لأن ما هو موجود محليا مغاير تماما لما هو موجود بفرنسا. وماذا حمل ألبومك الأخير؟ إصداري الأخير حمل عنوان ''السلام''، وقد تضمن 17 أغنية معظمها أديتها في شكل ''ديوهات'' جمعتني بمجموعة من الفنانين والمطربين الأجانب، حاولت من خلالها الخروج عن المعهود، فأدخلت بعض التعديلات على الأغاني في محاولة مني لمواكبة أغنية الراي الجزائرية مع ما هو حاصل من تطورات عالميا. ولكن لماذا اخترت فرنسا لتسجيل الألبوم بدل الجزائر؟ بكل بساطة لأن الوضع هناك مخالف تماما لما هو موجود في الجزائر سواء من حيث ظروف العمل أو من حيث الإمكانيات ودقة المواعيد، وحتى الحصول على الاهتمام من قبل المنتجين عكس ما هو موجود في الجزائر هذا من جهة، ومن جهة أخرى فقد اخترت فرنسا لتسجيل ألبومي الجديد في محاولة لدخول عالم الاحترافية والمساهمة في التعريف بأغنية الراي الجزائرية. هل نفهم من كلامك أن عقيل طلّق التعامل مع المنتجين الجزائريين؟ لقد وجدت راحتي أكثر عندما تعاملت مع منتجين أجانب، لأن كل شيء عندهم مضبوط ويسير على شاكلة عقارب الساعة، عكس ما هو متعارف عليه عندنا في الجزائر. بعيدا عن الإصدارات والمنتجين، كيف ينظر عقيل لأغنية الراي المحلية؟ في الجزائر أغنية الراي بدأت تفقد بريقها بعد أن أصبح كل من هب ودب يحمل الميكروفون ويغني كما يشاء، كيف لا، وهناك من المغنيين ممن يروجون للمخدرات ويدعون للحرفة ويستعملون كلمات لا تمت بصلة للعادات والتقاليد المتعارف عليها، ولا أحد يتدخل لردعهم، هذه الفئة من المغنيين تجهل أن الغناء هو رسالة يحاول الفنان من خلالها إحداث التغيير وتهدئة النفوس، إلا أن القليل منهم فقط من يفهم هذا المعنى، خاصة وأن الغناء تحول إلى تجارة مقياسها الربح والخسارة. أين هو عقيل من كل هذا؟ لقد ظهرت للجمهور بأغانٍ تدعو للحب وتعقيل الشباب، وأنا أفتخر بهذا وحتى ممارستي للفن والغناء كانت عن قناعة ورغبة مني في إيصال رسالة معينة، صحيح أنه لا يوجد فنان يغني من أجل الغناء فقط، بل الجميع يبحث عن المصلحة وتحقيق المال، ولكن لا يجب أن يكون ذلك على حساب سمعة الفنان وقواعد الفن المتعارف عليها. بالإضافة لإصدارك الأخير، ماذا يحمل برنامجك الفني؟ حاليا أنا بتيمقاد وسأحيي لاحقا حفلة في مهرجان جميلة، بينما ينتظرني برنامج ثري سأحيي خلاله مجموعة من الحفلات الخاصة داخل وخارج الوطن مستقبلا. ماذا تقول للشباب؟ كلمتي أوجهها للشباب وأقول له بأن فكرة الحرقة واتباع خطوات الداعين لها تعد انتحارا، كما أوجه رسالتي للسلطات الوصية وأدعوها للاهتمام بالشباب وتوفير الجو الأمثل لعيشه وتمكينه من بلوغ ما يصبو إليه.