جلبت، الهالة الإعلامية التي أحاطت بنجوم المنتخب الوطني منذ اقتطاعهم تأشيرة التأهل إلى نهائيات كأس العالم، منافع مادية للاعبي ''الخضر'' حيث تهاطلت عليهم عروض الرعاية من شركات عالمية ومحلية تختلف ميادين نشاطها بين الاتصالات، المنتجات الكهرومنزلية، الألبان ومشتقات الحليب ·· بالإضافة إلى شركات إنتاج المشروبات الغازية ·· غير أن المثير للتساؤل هو قيمة العقود التي تظل في طي الكتمان لسبب أو لآخر، باستثناء بعض العقود الموقعة وتعد على أسابع اليد الواحدة والتي تم الكشف عن قيمتها· ظاهرة جديدة عرفها لاعبو المنتخب الجزائري منذ تأهل ''الخضر'' إلى مونديال جنوب إفريقيا، تتمثل في تهافت الشركات المحلية والمتعددة الجنسيات على الظفر بعقود الرعاية مع أحسنهم، مستغلة أسماءهم لتسويق منتجاتهم في الجزائر، والإستثمار في شعبيتهم ·· واقع الحال يعكس حجم الثمار التي جناها اللاعبون من مجهودهم · ولعل أبرز نجوم الفريق الوطني الأكثر استفادة من أموال عقود الرعاية المدافع مجيد بوقرة نجم غلاسغو رينجرز، وهو اللاعب الأكثر استقطابا لعقود الرعاية من بين زملائه في الجزائر، إذ وقع مع شركة للألبسة الرياضية وشركة للسيارات وشركة تروج منتجات غسيل الشعر، وشركة للمنتجات الكهرومنزلية وشركتين للمشروبات الغازية، إضافة إلى تعاقده مع شركة ''الوطنية للاتصالات'' الراعي الحصري للاتحاد الجزائري لكرة القدم· ويأتي بعد بوقرة، زميله في خط الدفاع، عنتر يحيى صاحب الهدف الذي عبر به ''الخضر'' إلى نهائيات جنوب إفريقيا، ثم الحارس فوزي شاوشي بطل مقابلة ''أم درمان'' ضد المنتخب المصري، ثم تأتي البقية على غرار صايفي، مغني، منصوري، زياني وقواوي· وتقدر قيمة العقود، حسب مصادر غير رسمية، ما بين 50 و100 ألف يورو عن كل عقد، ويذكر في هذا السياق أن شركة ''جازي'' وقعت عقدا العام الماضي مع اللاعب كريم زياني بقيمة 200 ألف يورو مقابل 100 ألف يورو لنفس العقد مع كل من بوقرة وصايفي وعنتر يحيى· وتلتها بنفس الخطوة، شركة ''نجمة'' للإتصالات، فوقعت مع 7 لاعبين من المنتخب مقابل استفادة كل واحد منهم من مبلغ 100 ألف يورو، باستثناء الحارس لوناس قواوي الناشط في البطولة المحلية والذي تحصل على 50 ألف أورو· وقد حذت، شركات المشروبات الغازية كحمود بوعلام و صومام المتخصصة في إنتاج مشتقات الألبان، بالإضافة إلى شركات إنتاج التجهيزات الكهرومنزلية، حذو شركات الاتصالات حيث سارعت إلى توقيع عقود رعاية مع نجوم المنتخب الوطني للإستفادة من الصورة الحسنة والموقع الاجتماعي اللذين اكتسبهما لاعبو المنتخب والقبول الذي أصبحوايحظون به لدى الجماهير، غير أن قيمة العقود الموقعة لم يكشف عنها لأسباب تبقى مجهولة· والجدير بالتنويه في الموضوع، هو موقع السلطات العمومية في مراقبة عقود الرعاية من خلال الأجهزة المختصة إذ أن قيمة معظم العقود الموقعة تبقى بعيدا عن أعين الرقابة·