ارتبط اسم غانا في الأذهان بشكل كبير باسم الدبلوماسي والأمين العام السابق للأمم المتحدة، كوفي عنان، الذي يعتبر من أبرز الوجوه الغانية التي برزت على الساحة الدولية، وهاهي بداية من أول الأمس ترتبط بالنجاح الباهر، الذي يعد الثاني، في إقصاء الولاياتالمتحدة من منافسة كأس العالم في الدور الثاني، وبهذا تتحدى غانا فقرها ومعاناة شعبها بأرجل أبنائها لتنتصر على أكبر قوة عالمية. كانت جمهورية غانا أو ما كان يعرف بساحل الذهب في الماضي، الممتدة على مدى مساحة 540,238 كم2 واحدة من المستعمرات الإنجليزية في القارة السمراء، حيث خضعت هذه الدولة التي تعتبر محورية بالنسبة للغرب الإفريقي بسبب حدودها، حيث تقع على الساحل الشمالي لخليج غينيا الواقع في غرب إفريقيا، وتحدها بوركينا فاسو من الشمال، وطوغو من الشرق، وساحل العاج من الغرب، خضعت للاستعمار الإنجليزي منذ 1896 إلى غاية 1957 حيث نالت استقلالها يوم السادس مارس، تتويجاً لمسيرة النضال الوطني الطويلة لشعبها التي قادها إلى غاية الاستقلال، كوامي نكروما، أول رئيس لجمهورية غانا المستقلة، منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية وتزامنا مع توسع المد التحرري بين الشعوب المستعمرة في قارتي آسيا وإفريقيا، وكان ذلك انطلاقا من مؤتمر ساحل الذهب الموحد سنة .1947 ولأن الأراضي الغانية تتميز بالطابع السهلي بشكل كبير، بالإضافة إلى انتشار الأنهار، وأبرزها فولتا الأبيض وفولتا الأسود وأواتي، إلى جانب التنوع المناخي بين الاستوائي والمداري، كل هذه العوامل الطبيعية دفعت بالزراعة لتكون النشاط الأول لسكان هذه الدولة التي تفتقر بشكل كبير إلى الثروات الطبيعية، ما عدا وجود بعض المعادن الثمينة على رأسها الذهب وبكميات ليست كبيرة، هذا الوضع مقابل تنامي عدد السكان بوتيرة مرتفعة وثابتة وصل تعداده إلى أكثر من 22 مليون نسمة، حسب آخر الإحصائيات، جعل من انتشار الفقر والأمراض سمة أساسية لهذه الدولة التي أصبحت في العشريتين الأخيرتين تتمتع باستقرار سياسي، سلمي وديمقراطي، فضلا عن النمو الاقتصادي القوي، الذي دفع غانا لتبرز كبلد رائد في إفريقيا، خاصة في منطقة جنوب الصحراء الكبرى، لكن هذا الازدهار النسبي، لم يقدر على الحد من الفقر خصوصا في المناطق الشمالية الثلاث من البلد، التي تشكل حالياً نصف سكان غانا الذين يعيشون تحت خط الفقر· وقد فاقم هذا الوضع أزمة الطاقة الأخيرة، بالإضافة إلى وجود حالات طوارئ إنسانية نجمت عن تكرار الكوارث الطبيعية الناجمة خاصة عن هطول الأمطار الغزيرة وفيضانات الأنهار· ويتميز التركيب البشري الغاني بموزاييك عرقي وديني كبير في وجود خليط من الجماعات الزنجية التي تضم الفانتي وأشانتي واليوريا·· هذا إلى جانب جماعات من الهوسا والفولاني التي قدمت من الشمال بعد اعتناقها الإسلام، وإلى جانب الجماعات المهاجرة من البلاد المجاورة وهي التي نقلت الإسلام إلى جنوب غانا، وكان أول وصول الإسلام إلى هذه المنطقة في نهاية القرن العاشر الهجري وتعتبر المسيحية الديانة الأكثر انتشار في هذا البلد بنسبة 75 بالمائة.