''لا يمكن اعتبار ما حققته غانا مفاجأة، بالفعل كان هناك صعوبة لتحصيل هذه النتيجة مقابل الفريق الأمريكي، خاصة مع صغر سن اللاعبين وعدم خبرتهم الكافية، ولذلك كان هناك تخوف من عدم تحمّل الضغط البدني، خصوصا وأن الفريق الأمريكي كان من أكثر الفرق التي أتت حاضرة بدنيا إلى المنافسة العالمية، لكن الفريق الغاني عرف كيف يستثمر نقاط ضعف الخصم عن طريق المهارات الفردية التي أبداها اللاعبون الغانيون الذين كانوا قادرين في كل مرة على خلق الحلول على أرضية الميدان، وهذا ما أعطى قوة جماعية بفعل تغيير وجهة اللعب في كل مرة مع كل لاعب. من جهة ثانية، الفريق الغاني برهن على امتلاك التقنية المتطورة، فإذا أخذنا الهدف الثاني للاعب الغاني جيان أسامواه نلاحظ ازدواجية المهارة الفنية مع امتلاك القدرة على حل المشكلات سواء في الدفاع، الوسط أو الهجوم، خصوصا إذا أخذنا بعين الاعتبار الجانب الفيزيائي في تحمّل ضغط الخصم على طول يتجاوز الثلاثين مترا مع التهديف بقوة، وأعتقد أن هذه مهارة فردية كبيرة. هناك أيضا نقطة مهمة أريد الإشارة إليها، هو أن الفريق الغاني استغل مباراة الجزائر والولايات المتحدة بشكل جيد، حيث حدد مسبقا ما كان بحاجة لإضافته بعد متابعة أداء الفريق الجزائري أمام الخصم المشترك، ولذلك برزت الفرديات بشكل كبير في إسقاط الأمريكان، فعندما نلاحظ أداء اللاعب رقم 7 واللاعب رقم 13 مثلا، نلاحظ المهارة في الأداء وكيف انعكست في خلق توازن مهم داخل الفريق مع استفزاز الخصم بشكل مستمر، ولهذا بدا على الفريق انسجام كبير وهو ناتج عن الاستقرار في التشكيلة والعمل المستمر الذي دام لأكثر من سنتين، وهذا ما جعلني في البداية أقول إن ما حققته غانا لم يكن مفاجأة بقدر ما كان تحدٍ من التشكيلة.