لم يكن فتح باب الحديث عن ضرورة استقدام الدولي والمدرب السابق للفريق الوطني، رابح ماجر، على رأس العارضة التقنية للفريق الوطني الجزائري الحالي مرتبطا بالنتائج التي حققها المنتخب الوطني والعودة المبكرة من بلاد مانديلا، وإنما كانت الشرارة الأولى منذ مدة، وتحديدا بعد التصفيات النهائية للمونديال وكأس إفريقيا، وكان مُطلقها الأول، رشيد مخلوفي، نجم فريق جبهة التحرير الوطنية· تزامنا مع غضب الشارع بسبب ضياع فرصة العمر للتأهل إلى الدور الثاني في منافسة الكأس الدولية، ومشارفة عقد الناخب الوطني على انتهاء مدته، يعود الحديث بقوة عن ضرورة استقدام مدرب جديد، ورغم تضارب الآراء حول الاسم الذي يجب أن يشغل هذا المنصب يبرز اسم الدولي والمدرب السابق للفريق الوطني صاحب الكعب الذهبي، رابح ماجر، هذا الرجل الذي يحظى بتقدير كبير في أوساط الشارع الجزائري المختلفة، كما يلقى، اليوم، دعما كبيرا من عديد الأسماء الرياضية الجزائرية ذات الوزن الثقيل. ويعتبر رشيد مخلوفي أول الأصوات التي نادت بضرورة عودة ماجر على رأس العارضة الفنية، وكان ذلك في شهر أفريل الماضي، قبل انطلاق فعاليات المونديال بقرابة الشهرين، من بلاطو جزيرة النجوم الذي افتتح أعداده باستضافة الأسطورة ماجر، وقتها طلب رشيد مخلوفي نجم فريق جبهة التحرير الوطنية من ماجر أن يعود للفريق الوطني وتحدث عن أهمية هذه العودة قائلا: ''يجب عليه أن يعود على رأس العارضة الفنية للخضر ويبرهن للجميع على قدراته الكبيرة''. هذه القدرات التي لم يكن مخلوفي وحده مؤمنا به، حيث لحقته أسماء أخرى على رأسها شيخ المدربين الجزائريين، حميد كرمالي، الذي اعتبر ماجر يمتلك كل مميزات المدرب الذي يحتاج إليه فريقنا للمضي قدما سواء من حيث الإمكانيات الفنية أو الكاريزمة الضرورية للقيادة، وهنا وضع مقارنة بينه وبين الناخب الوطني سعدان ''أعرف جيدا رابح ماجر منذ أن كان لاعبا في منتخب الشباب، يملك شخصية قوية تساعده على فرض أفكاره والانضباط داخل المجموعة، بخلاف سعدان رغم حنكته في ميدان التدريب ورصيده من النتائج الممتازة التي حققها مع المنتخب الوطني ببلوغه المونديال، وتنافسه على المركز الثالث في كأس الأمم الإفريقية، أضف إلى ذلك أن ماجر توج بكأس أمم إفريقيا كلاعب وقبل ذلك بكأس أوروبا للأندية، شخصيته ستساعده كثيرا في ملء النقائص التي يعاني منها المنتخب الوطني، وأعتقد بأنه المناسب لخلافة سعدان''، وهو الأمر الذي اشترك فيه لاعب فريق جبهة التحرير والمدرب السابق، عبد الحميد زوبا، مع زميليه، مؤكدا على أن تشكيلة المنتخب الوطني جيدة، ومحيط العمل مناسب، وما بات ينقص هذه الظروف هو وجود مدرب بخبرة وفكر رابح ماجر، الذي أكد على أنه قادر على أن ''يحقق نتائج متميزة نظرا لخبرته في ميادين كرة القدم كلاعب وكمدرب، وأعتقد بأن ما يتوفر عليه الفريق الوطني من لاعبين وإمكانيات ستسمح لماجر أن يحقق ما أخفق فيه سعدان''. هذه الأصوات وغيرها من أصحاب الخبرة الكروية تصر على عودة صاحب الكعب الذهبي لقيادة الفريق الوطني، في حين أكد غيرهم على ضرورة استقدام مدرب جزائري، بدون تحديد اسم معين، خصوصا وأن الكثير من أصحاب الخبرة الكروية الجزائرية لديهم إمكانيات ضرورية لهذه المهمة، لكن مع هذا أصداء كثيرة من مكتب الاتحاد تتحدث عن ترشيح مجموعة من الأسماء الأجنبية ربما هي الأقرب لخيار الحاج راوراوة الذي يبدو أنه متمسك بأحقاده في اتخاذ القرار، الذي قد يغضب الجزائريين من أصحاب المهنة والشارع، إذا كان هذا القرار لا يأخذ مشاعرهم وخياراتهم بعين الاعتبار؟.