إنقسم الشارع الوهراني على غرار باقي ولايات الوطن بين مؤيد ومعارض لبقاء الناخب الوطني رابح سعدان على رأس العارضة الفنية للمنتخب الجزائري لكرة القدم. وقد ذهب مساندو "الشيخ" رابح سعدان في تأييدهم لبقائه مدربا للمنتخب الوطني إلى الإشارة للأهداف التي وضعها عندما أوكلت له مهمة تسيير شؤون الفريق الوطني والتي حققها ويتعلق الأمر بالتأهل لكأس إفريقيا للأمم وذكر محدثونا أن سعدان استطاع الوفاء بوعده وتحقيق هدفه وأكثر من ذلك كان وراء تأهيل الخضر الى المونديال بعد 24 سنة من الغياب عن هذا الحدث العالمي البارز، وهو أدمغ دليل على أهمية الرجل في الفريق الوطني وأولويته في تسيير شؤونه والمواصلة في إشرافه على العارضة الفنية لاسيما بعدما استرجع المنتخب الوطني مكانته القارية التي فقدها منذ سنوات وطالما حلم مناصروه في أن يشاهدوا نجومه تداعب الكرة المستديرة في منافسات دولية وقارية كما داعبها رفقاء بلومي وماجر في سنوات الثمانينيات. وأكد نفس المتحدثون أن الخلل لا يكمن في الناخب الوطني رابح سعدان وإنما في الطاقم الفني المساعد حيث بات من الضروري تغييره والبحث عن إطارات أخرى لها باع طويل وخبرة في شؤون الكرة المستديرة وإقترح هؤلاء المناصرين لبقاء سعدان رابح ماجر وبن شيخة لتولي منصب مساعد المدرب قصد إعطاء نفس جديد للفريق مع تغييرات أخرى أضحت ضرورة حتمية في عناصر التشكيلة والتركيز على حل عقدة عقم الهجوم باستقدام مهاجمين رفيعي المستوى لاسيما وأن الفريق الجزائري لكرة القدم صنع بما قدمه في المونديال وكأس إفريقيا نتائج مرضية أبان من خلالها على إمكاناته واسترد مكانته المغاربية والعربية والقارية وحتى العالمية بعد نتيجة مقابلتي انجلترا وأمريكا لحساب الدور الأول من نهائيات كأس العالم بجوهانسبورغ. وفي إتجاه معاكس، سار عدد ممن تحدثنا إليهم أمس حول مسألة بقاء سعدان من عدمه حيث أصروا على ضرورة رحيل الناخب الوطني مرفوع الرأس بعد النتائج التي حققها مع الفريق الوطني وبرروا رأيهم بكون الفريق أصبح يحسب له ألف حساب ونوعية اللاعبين الشباب ومهاراتهم ومستواهم يتطلب من القائمين على شؤون الرياضة بالبلاد وخاصة كرة القدم التفكير جليا وجيدا في جلب مدرب أجنبي محنك وصارم. "سعدان بعيد عن مستوى الفريق ونوعية عناصره" هكذا قال من تحدثنا إليهم الأمر يتعلق بمستوى رفيع يحتاج لمدرب أكثر ملائمة البعض من هؤلاء تحدثوا أيضا عن الصرامة والإنضباط اللتين فقدهما الفريق الوطني بقيادة المدرب رابح سعدان الأمر الذي ضرب باستقرار التشكيلة وما حصل في منافسة كأسي إفريقيا والعالم دليل دامغ على غياب الإنضباط وتساهل المدرب مع اللاعبين وذهب البعض الآخر إلى الحديث عن "السوسيال" الذي يميز تسيير سعدان للفريق الوطني وهو ما لم يجد نفعا ولن يعطي ثمارا إذا ما استمر المدرب الحالي على رأس العارضة الفنية. وأجمع الكل الذين طالبوا بمدرب أجنبي أن الفريق الوطني ومع النتائج المحققة وعودته إلى المحافل القارية لكرة القدم يحتاج إلى مدرب أجنبي محنك في مستوى الإيطالي »كابيلو« مدرب الفريق الإنجليزي أو "كلود لوروا" الفرنسي الذي يعرف كثيرا عن الكرة الإفريقية والذي أبدى حسب أحدهم إهتمامه بالفريق الوطني في سنوات التسعينيات. هذه الأسماء الكبيرة التي يعرفها العام والخاص بفضل إنجازاتها بإمكانها فرض الإنضباط والصرامة في العمل والوصول برفقاء زياني إلى مواعيد قارية وعالمية وتحقيق نتائج طالما حلم بها الشارع الجزائري في هذه التظاهرات الدولية. وبين هذا وذاك يبقى رابح سعدان على رأس الفريق الوطني إلى غاية 30 جوان نهاية العقد الذي يربطه بالمنتخب في انتظار عودة رئيس الإتحادية الجزائرية لكرة القدم السيد محمد روراوة من جنوب إفريقيا للفصل في ملف مدرب الخضر.