مازال حماري يطمع في شيء اسمه ''الفاكاس'' أي العطلة بتعبير أهل اللغة·· وشد أذنيه الطويلتين وهو يقرأ الأخبار عن ''فاكاس'' الوزراء·· وأطلق شفتيه الغليظتين حزنا على ''سعده''·· ضحكت عندما رأيت منظره الكئيب وقلت له·· صحيح أنت ''ماتحشمش''·· تقارن نفسك بالوزراء؟ هم تعبوا وعملوا طيلة العام وأنت ''تتكسل'' وكل همك هو أخبار البالون والنميمة بين هذا وهذاك؟ نهق عاليا وقال·· هم اشتغلوا وأنا ''تكسلت''؟ يا سيدي أعطيني عملا لن أقول لا؟ ضحكت وقلت له·· عملا·· تريد منصبا مثل أسيادك؟ اذهب وافلح الأرض·· وبعدها تفكر في ''فاكاس'' صاح في وجهي·· كل من تحصل على ''فاكاس'' فلح الأرض؟ قلت له·· أنت حمار والحمار لا يحق له أن يعترض أو يقاوم·· عليه العمل فقط·· صمت وقال·· أطمح إلى منصب أهم؟ قلت له·· إذن ابق في بطالتك ولا تطمع في ''فاكاس'' أيها الحمار ولا تحسد سادتك الوزراء على قليل من الراحة بعد تعب السنة···!!