رغم كل المشاغل والأحاديث والقيل والقال الذي يملأ الشوارع والمقاهي، إلا أن حماري التقط معلومة أخرى لا تقل أهمية حسبه عما هو متداول في ''بورصة الأخبار''·· قلت له·· أفصح يا حماري ''غير الخير''؟ قال·· سبحان الله ''الشناوة'' وصلوا حتى الزلابية·· وسوف يصنعونها ويبيعونها في رمضان مادامت تضمن لهم الربح السريع·· وما داموا أيضا عرفوا أن سر الغنى في بلادنا هو ''الكرش''؟ قلت له·· وما ضرّك أنت في ذلك؟ قال ناهقا··لا شيء·· فقط أستغرب كيف لا تذهب عنهم فكرة أو شائبة من شأنها أن تزيدهم من الربح·· قلت·· هذا دليل أنهم ''غاشي خدامين''·· قال·· ونحن هم العاطلون والبطالون والذين نتكبر على العمل والنعمة؟ قلت·· كيف تفسر إذن أنهم يقتحمون كل مجالات العمل دون تردد أو تكبر؟ قال·· أنا الحمار الذي كنت أظن نفسي ''بوعريفو'' غابت عني فكرة الزلابية هذه·· لو بعتها فقط في رمضان كنت سأضمن مصروف العام·· خاصة إذا تربصت بالصائمين ''الجيعانين'' ''المكراشين'' الذين يشترون الزلابية بكل أشكالها وألوانها·· ضحكت من كلامه وقلت·· ''راحت عليك''·· ''فاتوك الشناوة''·· نهق عاليا وقال·· ومن قال لك ذلك أنا بمجرد أن يحل شهر رمضان سوف أفتح محلا للزلابية·· اندهشت من كلامه وقلت له·· ومن أين لك هذا المحل الذي سوف تفتح فيه محل الزلابية؟ قال ضاحكا·· سوف أقترح الشراكة على خالتي ''الطاوس'' أنا بجهدي وهي بالمحل والسكر والزيت و·· قاطعته ضاحكا وقلت له·· اصبر يا حماري·· لو كنت أنا في مكانها سوف أشارك ''شنوي'' مادامت أنها سوف تشتري كل شيء وأنت تذهب ''بلاطاي'' فقط··