بعد أن كان الحديث في الأروقة الرياضية الجزائرية يدور حول بطولة احترافية منذ 1996، عاد إلى الواجهة هذا العام، حيث تعتزم الفيدرالية الوطنية لكرة القدم دخول عالم الاحتراف بداية من الموسم الحالي، ومن المنتظر أن ينتهي الأجل الذي أعطته الاتحادية لأندية القسم الأول لتقديم ملفات الاحتراف التي تحمل أسماء ومناصب كل الطاقم الفني والإداري للنادي، وكذا أسماء المدربين المشرفين على الفريق بداية من الفريق الأول إلى الفئات الصغرى للفريق· هذا من الجانب الإداري للفريق، ومن الجانب الفني نرى حوالي 70 بالمائة من الأندية الناشطة في القسم الوطني الأول قد شدت الرحال إلى البلدان المجاورة كتونس والمغرب، وكذا إلى أوروبا من أجل التحضير، نظرا لانعدام المرافق ومراكز التحضير التي يمكن لها أن توفر كل أجواء الراحة والتحضير الأمثل لبطولة يمكن أن تكون مغايرة لما كانت عليه في السابق، ففي الوقت الذي يتواجد فيه بطل الجزائر في الفترة الحالية ببولونيا، يتواجد أيضا اتحاد البليدة في مركز تحضير عين الدراهم المتواجد في تونس، في حين سيحط اتحاد العاصمة رحاله في الفترة القادمة بفرنسا، حيث سيقيم تربصا تحضيريا في شهر رمضان، في حين أقام وفاق سطيف تربصا تحضيريا في مصر قبل المواجهة التي لعبها ضد فريق ميزامبي في بطولة رابطة أبطال إفريقيا، وكذا شبيبة القبائل في تونس وكذا إتحاد عنابة، مولودية سعيدة ومولودية قسنطينة التي تحضر كلها في مركز واحد في تونس. وفي الحديث عن أسباب الخروج إلى بلدان مجاورة أو بلدان أوروبية، يمكن أن تجد إجابة مقنعة من طرف المسؤولين عن هذه الأندية، حيث يوفر مركز التحضير ''عين الدراهم '' بتونس ثلاثة ملاعب، مركز لتقوية العضلات، مركز للمعالجة بمياه البحر··· في حين يقول رئيس شباب بلوزداد محفوظ قرباج أنه يتوسل للمسؤولين في بلدية الشراقة من أجل الحصول على ملعب للتدريب· فإن كان المسؤولين يصرون على دخول البطولة الوطنية الجزائرية عالم الاحتراف بداية من الموسم القادم، فلا بد عليهم التفكير في توفير بعض المراكز التي تسمح للفرق الجزائرية بالتحضير الأمثل للاعبين، خاصة وأن هذه النوادي تصرف ملايين الدولارات كل سنة من أجل التحضير في الخارج، فقط بسبب عدم إيجادها لمراكز وطنية يمكن أن توفر لها مستلزمات التحضير، وفي ظل وجود الكثير من المناطق الطبيعية التي يمكن استغلالها بطريقة يمكن أن تدر عليهم الكثير من الأموال. آراء المعنيين: زعيم محمد (إتحاد البليدة): خمسة كيلومترات بين الحدود الجزائرية - التونسية، لكن الظروف مختلفة تماما ''حقيقة أستحي أثناء الحديث عن هذه النقطة، فالجزائر تملك مناطق وأماكن طبيعية يمكن أن نخلق فيها مراكز لن نجدها في أي بلد في العالم لكن لا حياة لمن تنادي-، فالأندية الجزائرية في هذه الحالة تصبح مضطرة للخروج إلى تونس أو المغرب، حقيقة خمسة كيلومترات بين الحدود الجزائريةوالتونسية، لكن الإمكانيات مختلفة تماما بين هذا وذاك، رغم أنها نفس الطبيعة ونفس التضاريس التي تميز المنطقتين، حتى الأسعار ليست غالية كثيرا فتربص في تونس مثلا لبعثة متكونة من 30 فردا لحوالي 15 يوما ب 25000 أورو بدون احتساب النقل، وهذا لا يمكن أن تجده في الجزائر بالإمكانيات الموجودة في تونس، وهنا يبقى السؤال مطروحا، ولم نجد عند المسؤولين عن الرياضة الجزائرية إجابة، لكن يمكن أن يتحقق ذلك في المرحلة القادمة التي تتحدث فيها الفيدرالية الوطنية عن الاحتراف· مدان حكيم (شبيبة بجاية): من يعرف مركزا في الجزائر فليدلنا عليه ''ليس هناك مركز تحضير في الجزائر، وإن كانت النوادي تغادر إلى الخارج، فلأنها لم تجد أين تحضر في الوطن، فإن كان أحد يعرف مركز تحضير في الجزائر يوفر لك ثلاثة أو أربعة ملاعب، مركز لتقوية العضلات وكذا حمامات وأشياء أخرى بثمن معقول كما هو في الدول المجاورة فليقل لنا عن مكانه، فكل هذه الإمكانيات يمكن أن تجدها في تونس بحوالي 30 أورو لليلة للشخص الواحد، ما لا يمكن أن نجده في الجزائر''· عمروس صادق (مولودية الجزائر): لو وجدنا مركز تحضير يوفر لنا الشروط الملائمة لما خرجنا من الجزائر ''لو وجدنا مركز تحضير كما هو في البلدان الأوروبية وحتى في الدول المجاورة لما سافرنا إلى بولونيا، أين هو المركز في الجزائر الذي يمكن أن يوفر لك ثلاثة ملاعب، يمكن أن تتدرب فيها بكل راحة، مركز تقوية العضلات وأشياء أخرى لا يمكن أن نتخيلها في الوقت الحالي من حمامات ومركز معالجة بالمياه، لا أعتقد أننا سنجد هذا في الوقت الحالي في الجزائر، أما إذا أردت الحديث عن المراكز الجزائرية فلا حياة لمن تنادي حتى مركز سيدي موسى الذي تحضر فيه المنتخبات الوطنية، يمكن الآن ينتقل إليها لرؤية الحالة التي فيها، نحن في الخارج من أجل العمل والتحضير ليس من أجل أي شيء آخر''· محمد العايب (إتحاد الحراش): من أراد العمل فسيجد ما يناسبه في الجزائر ''أعتقد أن الذي يريد أن يحضر في الجزائر سيجد المركز الذي يناسبه، نحن مثلا تربصنا في مركز تحضير بمدينة عين تيموشنت في الغرب الجزائري الذي يتوفر على كل المستلزمات التي يمكن أن تساعد النادي على التحضير الجيد، وهذا ما جعلنا نعود إليه بعد التربص الذي قمنا به في نفس المركز بين 26 جوان و10 جويلية، أما عن التحضير في الخارج، فيمكن أن تسأل من حضر في الخارج ماذا يجدون أفضل في الجزائر أو ما يمكن أن يضاف، أما عن القول أن الأسعار في الخارج أفضل من الجزائر، فلا يمكن أن أصدق، حقيقة إذا أقمت في الشيراطون مثلا سيكون أكثر مما هو عليه في تونس، لكن إن أردت مكانا للعمل فستجد حقيقة، فنصر حسين داي متواجد في الآونة الحالية في تبسة، صحيح أني لم أر هذا المركز، لكن وجود هذا الفريق في هذه المدينة يعني أنه يوجد مركز تحضير يوفر شروط العمل براحة''· قرباج محفوظ (شباب بلوزداد): لا يمكن أن نجد الظروف الموجودة بتونس في الفترة الحالية على الأقل ''إذا نظرنا إلى الدولتين المجاورتين فقط دون الذهاب بعيدا، تونس والمغرب تملكان إمكانيات ومراكز تحضير لا يمكن أن نجدها في الجزائر أبدا، على الأقل في الوقت الحالي، يمكن أن أحدثك فقط عن النادي الذي أترأسه في الوقت الحالي وبسبب نقص الإمكانيات هذا العام، اضطررنا إلى التحضير في الجزائر ونحن الآن في سطاوالي، وبصراحة لإيجاد ملعب للتدرب فيه يجب عليك أن تتوسل لمسؤولي بلدية الشراقة، أو بلدية زرالدة ''ولازم تخلص''، حقيقة لو كانت لدينا إمكانيات لما بقينا في الجزائر من أجل التحضير، أتساءل فقط عن أسباب هذا التأخر حقيقة، إذا لاحظنا طبيعة الحدود الجزائريةالتونسية تجدها نفسها من الجانبين، لكن من جانب تونس تجد فيها مراكز تحضير وفنادق، في حين بقيت غابة القالة كما هي بدون أي مرفق يمكن أن يساعد الفرق الجزائرية، بل حتى وإن أراد أحد أن يستثمر في هذا الميدان فسيجد عوائق كثيرة في طريقه تجعله يعدل عن الفكرة، حقيقة نتمنى أن تتغير الأحوال في القريب العاجل لأننا نملك طبيعة وأماكن يمكن أن نخلق فيها مراكز تحضير تضاهي أكبر المراكز العالمية''·