ستشرع الاتحادية الجزائرية لكرة القدم خلال الأيام القليلة القادمة، في دراسة حالات أندية القسمين الأول والثاني التي أودعت لديها ملفات تحولها إلى الاحتراف، بعد قرار الفاف القاضي بإنشاء بطولة احترافية انطلاقا من الموسم القادم الذي تبدأ منافساته يوم 24 من الشهر القادم.- وكانت الهيئة الفدرالية قد حددت تاريخ 11 أوت الجاري كآخر أجل لإيداع الملفات الخاصة بالاحتراف، وحذرت من أنها لن تستقبل أي ملف بعد التاريخ المذكور. وعلمت ''المساء '' في هذا الشأن من مصادر قريبة من ''الفاف''، أن هذه الأخيرة استلمت ستة وثلاثين ملفا، 16 خاصة بأندية القسم الأول و20 لأندية القسم الثاني الذي سيتشكل من ثلاث مجموعات. وإذا كانت أغلبية الأندية التابعة للقسم الأول، قامت بالإجراءات الخاصة بتحولها الى عالم الاحتراف، فإن أندية كثيرة منتمية إلى القسم الثاني تعذر عليها اختيار هذا المنهج في التسيير بسبب افتقارها للوسائل المالية، خاصة وأن البعض منها تتواجد في مناطق خالية من الممولين الذين لا يرغبون الاستثمار في الرياضة بصفة عامة وكرة القدم بصفة خاصة. ومن بين أندية القسم الثاني التي أودعت ملف احترافها لدى ''الفاف''، نصر حسين داي وشباب قسنطينة والصاعد الجديد الى القسم الثاني أمل عين امليلة، غير أن الاتحادية أكدت في بيان سابق، أنه ليس كل من أودع ملف الاحتراف يمكنه انتهاج بصفة رسمية هذا النوع من التسيير، الذي يتطلب الاندماج فيه استيفاء شروط تبدو شائكة في بعض الجوانب، مثل ما هو حاصل بالنسبة لضرورة اكتساب ملعب خاص بالنادي ومركز للتكوين ونظام الأجور الذي لا يجب أن تشوبه اختلالات في مجال دفع مستحقات اللاعبين، وضرورة استنفاد كل الديون في هذا الجانب قبل الانطلاق في كل موسم، علما أن الأندية التي تمر بصفة رسمية إلى عالم الاحتراف ستحصل على إعانة مالية قدرها عشرة ملايير سنتيم من الدولة، وستلتزم باستثمار هذا المبلغ في كل ما له علاقة بالاحتراف. وقد اشتكت العديد من أندية القسم الأول بشكل خاص من بعض المشاكل التي تواجهها للمرور إلى الاحتراف، وتمنت لو تقوم الدولة بتخصيص مساعدات مالية أخرى لها تمكنها من التغلب على كل الصعوبات للمرور بدون عائق نحو عالم الاحتراف. وينتظر الجمهور الرياضي الجزائري بشغف كبير انطلاق أول بطولة احترافية لكرة القدم في بلادنا، حيث يأتي تطبيق هذا النمط من التسيير الرياضي في مرحلة يشهد فيها مستوى الكرة المستديرة في مختلف بطولاتها تراجعا كبيرا، وهو ما يفسر لجوء الطاقم الفني الوطني إلى الاستعانة بلاعبين محترفين لتشكيل التعداد الذي خاض نهائيات كأسي العالم وإفريقيا الأخيرتين، و لوضع قد يبقى يراوح مكانه في حالة فشل مشروع الاحتراف الذي تعلق عليه الاتحادية آمالا كبيرة للنهوض بالكرة في بلادنا. وتنبغي الإشارة أيضا إلى أن ''الفاف'' ستنظر في ملف الاحتراف بمناسبة اجتماع مكتبها الفدرالي غدا بفندق الشيراطون، إلى جانب الوقوف على وضعية المركز التقني لسيدي موسى.