استنكرت جمعيات تمثل قبائل الطوارق المتمردين على الحكومتين في مالي والنيجر، اتهامها ب ''العمالة'' لتنظيم ''القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي'' على خلفية اتهامهم ببيع رعايا غربيين للجماعة الإرهابية، من طرف أشخاص يقيمون على الحدود بين مالي والنيجر وموريتانيا والجزائر· وذكرت خمس جمعيات متحدثة باسم طوارق مالي والنيجر بأوروبا، أنها ''تدين بشدة'' مقتل رهينة فرنسي على أيدي عناصر تنظيم القاعدة، وإن صحفا فرنسية ''تتعمد الخلط بين إسلاميين وأصوليين ومتمردين وقبائل من الطوارق''· وذكرت الجمعيات في بيانها، أن جيوش النيجر ومالي والجزائر وموريتانيا ''تخوض منذ زمن حربا ضد جماعة إسلامية مرتبطة بالقاعدة تحمل اسم: القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، وحصلت هذه الجيوش على دعم فني ولوجيستي من فرنسا والولايات المتحدةالأمريكية بغرض دحر هذه الجماعة، وكان آخر أمثلة على هذا الدعم الغارة العسكرية التي شنتها فرنسا وموريتانيا لتحرير الرهينة ميشال جيرمانو''، في إشارة إلى عملية عسكرية انطلقت من موريتانيا ووقعت بمالي في 22 من الشهر الماضي، لمحاولة إنقاذ الرهينة· وأعلنت ''القاعدة'' في 25 من الشهر نفسه إعدامه كرد فعل على العملية· وأفاد البيان بأن ممثلي الطوارق بفرنسا وبلجيكا ''يدينون بشدة إعدام الرهينة''، وتساءل عن سبيل رفض تهمة التواطؤ مع ''القاعدة'' في خطف الرعايا الأجانب: ''كيف يمكن أن نكون غير مبالين أمام حادثة القتل الشنيعة والبربرية التي راح ضحيتها شخص ذنبه الوحيد أنه يفعل الخير''، والشائع أن الرهينة المقتول الذي اختطف بالنيجر، كان منخرطا في أنشطة إنسانية لفائدة سكان المناطق النائية بالنيجر، من بينهم قبائل من الطوارق، وتحمل الجمعيات التي أصدرت البيان أسماء باللغة الأمازيغية، من بينها ''آمال جديدة'' و''النور للجميع''· ويأتي هذا البيان بعد أن كتبت صحف فرنسية غداة إعدام جيرمانو، أن أشخاصا من قبائل طوارق النيجر متورطون في خطف الرهينة وبيعه ل ''عبد الحميد أبو زيد''، المسؤول عن خطف وإعدام رعايا غربيين ما بين 2006 و,2010 وعن ذلك قالت جمعيات الطوارق إنها ''تنفي أن تكون قبائل الطوارق قدمت أي شكل من الدعم لعناصر القاعدة بما في ذلك إيوائهم لديها، كما أنها غير معنية بمقتل جيرمانو'' · واتهم البيان الحكومات الأوروبية، ضمنا، بالوقوف وراء ''حملة تستهدف الطوارق''، إذ يقول: ''على أي أساس تقوم هذه الاتهامات؟ هل على أساس تصريحات الحكومات الأوروبية التي تحاول السيطرة على شمال مالي الذي يعتبر منطقة جيو - استراتيجية؟ أم على أساس موقف المسؤولين الماليين من السكان الرحل الذين يمثلون مصدر إزعاج بالنسبة إليهم، لأن الدولة لا تستطيع السيطرة عليهم؟''، يقصد قبائل الطوارق بمناطق قاو وكيدال وتومبوكتو المتمردة على سلطة الدولة في شمال مالي· وشددت الجمعيات الغاضبة، في دفاعها عن الطوارق ضد شبهة ''التعامل مع الإرهاب''، على أنها ترفض الأصولية والإرهاب، وأن الطوارق ''يطبقون تعاليم إسلام يتساوق مع قيمه''·