تشهد محاكم العاصمة هذه الصائفة حركة نشطة، حيث تعودت على السبات في فصل الصيف، لكن يبدو أن تزامن شهر رمضان مع فصل الحر هذا العام قلّب الموازين· في السنوات الماضية كانت المحاكمات خلال الصيف تقتصر على معالجة قضايا المتهمين المحبوسين فقط لذلك يكون عدد القضايا ضئيل بالمقارنة مع مئات الملفات التي يفصل فيها في اليوم الواحد في كل محكمة، وبالتالي تتم معالجة القضايا البسيطة فقط· قاعات الجلسات بالمحاكم تشهد اكتظاظا منذ بداية شهر رمضان لكن مقارنة بالسنوات الفارطة اختلفت هذه السنة أجواء المحاكم التي تشهد هدوء خلال هذا الفصل وأصبحت لا تختلف كثيرا عن الأيام الأخرى وذلك لتزامن فصل الصيف مع شهر رمضان الكريم الذي كثرت خلاله الجرائم منذ أول يوم، وبالتالي فإن عدد قضايا الجرائم التي تحال على المحاكم يكون كبيرا، فبمجرد الدخول إلى قاعات الجلسات التي تكون ممتلئة عن آخرها بأهالي المتقاضين الذين يحضرون لمتابعة أطوار المحاكمات التي تقشعر لها الأبدان عند سماع الوقائع التي تتم معالجتها خاصة قضايا الاعتداءات والضرب والجرح العمدي الناتجة عن المشاجرات التي تحدث بين الأشخاص منذ بداية الشهر الفضيل ومن بينها قضية الفتاة التي تعرضت لاعتداء عنيف بواسطة سلاح أبيض من قبل جارها الذي وجه لها ضربة على مستوى اليد وكاد يتسبب لها في قطع أربعة أصابع، بسبب خلاف بين عائلتين حول تسرب مياه الصرف الصحي بمنطقة برج الكيفان، وقد أودع على إثر ذلك المتهم رهن الحبس. وأحيل على محكمة الجنح بالحراش كذلك قضية الشاب الذي طعنه إبن عمه بواسطة سكين على مستوى رجله سبب له أضرارا جسيمة· قضايا المخدرات، السرقة والإعتداءات ·· على رأس قائمة القضايا المطروحة على العدالة أغلب القضايا المطروحة على مستوى المحاكم تخص المخدرات والسرقة والاعتداءات بواسطة الأسلحة البيضاء، فمنذ بداية الشهر الفضيل ارتفع بصفة خاصة معدل هذه القضايا، فالمتردد على المحاكم يلاحظ ذلك، فقد تمكنت مصالح الأمن والدرك الوطنيين مؤخرا من توقيف عدد كبير من الأشخاص معظمهم شباب خلال المداهمات التي قامت بها ليلا في عدة أحياء شعبية خاصة على مستوى منطقة الكاليتوس براقي، الحراش، برج الكيفان·· فخلال الأسبوع الماضي تم توقيف أربعة أشخاص بحاجز أمني بالكاليتوس كانوا على متن سيارة ومعهم إمرأة مالية وعثر بحوزتهم على كمية معتبرة من المخدرات كانوا يخفونها بإحكام داخل حزام أمن السيارة، وعلى مستوى منطقة الحراش ألقي القبض على شاب يملك طاولة على الرصيف بالقرب من البلدية كان رفقة آخرين كان بحوزتهم قطع من المخدرات مهيأة للبيع لكنهم تركوها ولاذوا بالفرار بمجرد مشاهدتهم للشرطة، بالإضافة إلى ذلك فقد تم توقيف عدد من المدمنين وهم بصدد استهلاك المخدرات بعد الإفطار· إستغلال فرصة خروج العائلات ليلا لسرقة منازلهم كما جرت العادة خلال شهر رمضان تخرج العائلات الجزائرية بعد الإفطار قصد زيارة الأهل والأقارب أو السهر خارج البيت خاصة وأن رمضان هذه السنة تزامن مع فصل الصيف، لكنها تتفاجأ بعد عودتها بتعرض منازلها للسرقة بعد التسلل إليها عن طريق كسر النوافذ والأبواب، منها الفيلا التي تعرضت للسرقة بحي الموز بالمحمدية في غياب أهلها، حيث تمكنوا من سرقة عدد من الأغراض منها دراجة نارية، مجوهرات، كاميرا وغيرها.. فالفاعلون استغلوا فرصة غياب أصحاب المنزل نهاية الأسبوع الماضي ليلا بعد ترصدهم لكن تم كشف أمرهم بفضل الأغراض المسروقة التي تم بيعها، كذلك منزل ضحية آخرى بالحراش سرقت منه هواتف نقالة وصندوق ظن السارق أنه به أموال، في حين لم يعثر سوى على وثائق شخصية للضحية التي قام بحرقها خوفا من أن يتم التوصل إليه· أما عن السرقات التي تحدث في الشارع وعلى مستوى الأسواق خاصة فحدث ولا حرج، فعدد كبير من الضحايا تعرضوا لاعتداءات بالأسلحة البيضاء من أجل تجريدهم من الأموال والهواتف النقالة بالأماكن المكتظة كمحطات النقل والأسواق· المحامون يضطرون لفتح مكاتبهم ليلا تحدثنا إلى عدد من المحامين حول عملهم خلال فصل الصيف بصفة عامة وشهر رمضان بصفة خاصة، وقد أكد لنا بعضهم أنهم يضطرون للعمل رغما عنهم بحكم الجرائم التي تحدث يوميا، خاصة وأنه تم تسجيل عدد كبير من القضايا منذ بداية الشهر الكريم تتعلق خصوصا بالمشاجرات التي تحدث والتي تنتهي في بعض الأحيان بجرائم، كذلك كثرة السرقات وقضايا المخدرات، فبحكم أن المحامون يقضون أغلب أوقاتهم في المحاكم أو بينها وبين زيارة موكليهم في السجون كون الجرائم البسيطة لا يتم التحقيق فيها وإنما بعد تقديمهم أمام وكيل الجمهورية يحال المتهمون مباشرة على المحاكم، وبالتالي فهم يفضلون فتح مكاتبهم ليلا لاستقبال الزبائن· الدفاع يطالب بالأحكام المخففة في شهر الرحمة تقتصر أغلب طلبات الدفاع خلال مرافعاتهم في جلسات المحاكمة وهذا أيام قبل بداية شهر رمضان بالظروف المخففة في حق موكليهم بحكم أننا في شهر الرحمة والغفران، وكما يقولون بالعامية ''رانا في العواشير''، وهذا بالمطالبة بأحكام تكون موقوفة النفاد من أجل أن يتمكن موكلوهم من قضاء أيام هذا الشهر الفضيل وسط العائلة، حيث يبدي المتهمون ندمهم على أفعالهم التي قادتهم إلى السجن خاصة في شهر رمضان حيث يفتقدون للحرية والتمتع به وسط أفراد العائلة التي تجتمع حول مائدة الإفطار، في حين لا يحظون هم بذلك، فتراهم خلال جلسات المحاكمة يذرفون الدموع ندما وحسرة عن ما فعلوه·