الجزائر أكثر بلدان العالم تضييعا للفرص·· كما لو أنها اللعنة التي أصابتنا· في الميدان الثقافي ضيعنا الكثير·· الكثير من التقاليد الثقافية هكذا ضاعت من بين أيدينا ولم ننتبه·· لنتذكر ما أضعنا·· المهرجان المتوسطي للسينما بعنابة، ملتقى الفكر الإسلامي، تجمع شعراء الجزائر المعاصرة بوهران، ملتقى القصة القصيرة بسعيدة، ألحان وشباب، إقامات الإبداع·· والكثير من الملتقيات والمهرجانات الأخرى التي ضاعت في زحمة الأزمات. الآن بقي لنا القليل الذي يجب أن نحافظ عليه ونضعه في مومو العين مثل المياه القليل في قربة بدوي الصحراء. في شهر أكتوبر القادم نحن على موعد مع حدثين كبيرين·· المهرجان الدولي للمسرح ومعرض الجزائر الدولي للكتاب·· الأول ستكون شمعته الأولى نتمنى أن تضيء جيدا ونتمنى إخراج المسرح وفكرة المسرح في حد ذاتها من الأنانيات الضيقة ومن تصور الإدارة القمئ لإدارة الأشياء·· نتمنى أن يفكر فيه إبداعيا وليس إداريا·· أن يلتحم المسرح بالناس وبالجماهير·· والأهم أن نتعلم الإستفادة من أخطائنا. معرض الجزائر الدولي للكتاب عليه أن يغادر ملعب كرة القدم الذي حشر فيه، فالأمر لا يحتاج إلى أن نقول وأن نعيد أنه عار·· الحدث كبير وعلينا أن نكون في مستواه، إنه صورتنا الثقافية والفكرية والحضارية أمام العالم·· صورة الجزائر والجزائريين، صورة محمد البشير الابراهيمي وكاتب ياسين ومولود معمري والطاهر وطار ورشيد بوجدرة وعمار بلحسن ومالك بن نبي ومولود قاسم نايت بلقاسم وبختي بن عودة وجمال الدين بن الشيخ ومحمد أركون·· صورتنا الناصعة بكل الألوان·· إما أن نحافظ على وجودها لنا وللأجيال القادمة أو ننسحب من العالم.