يقدم المسرح الجهوي لسيدي بلعباس، اليوم، بقاعة مصطفى كاتب عرضه المسرحي ''شظايا عن نصوص كاتب ياسين'' لمخرجه حسان عسوس، مدير مسرح بلعباس، وذلك في إطار فعاليات الطبعة الثانية لمهرجان الجزائر الدولي للمسرح. تعتبر مسرحية ''شظايا'' عن نصوص كاتب ياسين ''من بين أهم المسرحيات التي اقتبس منها ''يوسف ميلا'' معظم روايات ونصوص المسرحية وأشعار المبدع الجزائري الكبير الراحل ''كاتب ياسين''، من ''الجثة المطوقة''، إلى ''نجمة'' إلى ''الأجداد يزدادون ضراوة'' إلى أشعار الكاتب في الخمسينيات. وتعتبر الشخصيات المشاركة في هذا العمل استحضارا لشخوص أعمال كاتب ياسين، حيث تجسد النساء الثلاثة، الظلم ، الأم التي تفقد أبناءها والحبيبة ''نجمة''، وجسد المحبوب شخصية الشهيد والشاعر الرافض للظلم، بينما يجسد باقي الفنانين شخوص الشهداء والأجداد، والجثث المرمية على الطرقات، ويجسد الشيخ الحكيم شخصية التاريخ أو الزمن الشاهد على الظلم، وانتصار الحق في الأخير الذي يظل انتصارا نسبيا في أعين الأجداد الشهداء، وهو العرض الذي يطبعه الأداء الكوريغرافي لسليمان حابس في لوحات من التراجيديا الصعبة. أما بالنسبة للسينوغرافيا هي لعبد الرحمان زعبوبي الذي صمم للعرض ديكورا مليئا بالأضواء الموزعة كنجوم تضيء ظلمة الخشبة، إلى جانب وضع أشرطة بلاستيكية شفافة عمودية في شكل مرايا تعكس هيئة الشخوص المتقابلة أمامها وخلفية مظلمة تضاء بين الحين والآخر لتظهر ''الرجل الحكيم'' الشاهد على الوقائع، إلى جانب الموسيقى التي كانت من عمل كل من ''سامي'' و ''عمر عسو''. يسرد العرض قصة أم فقدت ولدها في لحظة من الزمن كان فيها طاعون الحرب منتشرا في الأرض الطاهرة، وكان هذا الأخير قد فعل فعلته الدنيئة والمدنسة لنشر الحزن والغبن والظلم وأشياء أخرى لا علاقة لها بالقيم الأخلاقية والمبادئ السامية لمعالم الحياة والإنسانية، ''شظايا'' حولت المرأة الأم والمرأة الرمز والحب والوطن إلى مجرد مجنونة تبحث في غياهب الزمن اللامحدود والمتناثر الأفق عن ''لخضر'' ذلك الإبن المفقود، وقد جعلها ذلك الموت المفاجئ تتفنن في أن تتلاعب مع جميع أنواع الأحزان.