صرح المخرج المسرحي ومدير المسرح الجهوي لولاية سيدي بلعباس، حسان عسوس، في هذا الحوار ل ''الجزائر نيوز''، أن مسرحية ''الجثة المطوقة'' لكاتب ياسين لم تأخذ حقها الكامل من الإخراج المسرحي في الجزائر، في حين اعتبر أن الجزائريين أولى بالاستفادة من تراثهم المسرحي قبل غيرهم، كما كشف في هذا الحوار عن أهم الأعمال الجديدة التي يحضر لها المسرح الجهوي لسيدي بلعباس· أنتم تحضّرون لإعادة إخراج مسرحية ''الجثة المطوقة''، لماذا هذا الاختيار بالتحديد؟ يحضّر المسرح الجهوي لسيدي بلعباس لتقديم مسرحية ''الجثة المطوقة'' التي كتب نصها الكاتب الجزائري الكبير كاتب ياسين، ونحن نشتغل حاليا على هذا العمل الذي أقوم بإعادة إخراجه مسرحيا كوقفة تكريمية لأعمال هذا الكاتب العملاق التي لم يقتصر صداها على الجزائر، بل أصبحت أعمال كاتب ياسين أعمالا عالمية تستحق إعادة الاعتبار لها· لماذا فكرتم في إعادة إخراج مسرحية ''الجثة المطوقة'' التي تم إخراجها في العديد من المرات والعديد من مناطق العالم مثل فرنسا وبلجيكا؟ هنا تكمن أهمية هذه المسرحية التي حظيت باهتمام المخرجين العالميين من مختلف مناطق العالم، وقد تم إعادة إخراجها في الجزائر مرتين منذ 50 سنة، واهتمامي بإعادة إخراج ''الجثة المطوقة'' ما هو إلا خطوة لإعادة الاعتبار لهذه المسرحية المهمة جدا في تاريخ الجزائر، والتي تمثل الواقعة التراجيدية والمأساوية لمظاهرات 8 ماي 1945 التي راح ضحيتها الآلاف من الجزائريين الذين لم يقترفوا ذنبا غير رغبتهم في المطالبة بالحرية، وأعتقد شخصيا أن هذه المسرحية لم تعط حقها الكامل، ولهذا أردنا أن نبذل ما بوسعنا من أجل إيصالها إلى الجمهور بتقنيات فنية تكون في المستوى الذي يتطلبه هذا العمل المهم· وماذا عن الطاقم الذي يشرف على تجسيد هذه المسرحية؟ يعمل على كوريغرافيا مسرحية ''الجثة المطوقة''، التي سأقوم بإخراجها مسرحيا، سليمان حابس، والسينوغرافيا لعبد الرحمن زعبوبي والإشراف الفني لعز الدين عبار، أما مساعد الإخراج فهو عبد القادر جني، كما يجسد شخصيات المسرحية كل من دليلة منار، خديجة عبد المولى، منال بن عيسى، عبد القادر جريو، عبد الله جلاب، بوبكر بن عيسى، مربوح وغيرهم· هل قمتم بإخراج أعمال أخرى لكاتب ياسين من قبل؟ الاهتمام بكتابات وأعمال كاتب ياسين لم يكن فقط في إعادة مسرحية ''الجثة المطوقة''، وقد سبق لي أن أخرجت ''غبرة الفهامة'' وفكرة جحا الفيلسوف، حيث تتلخص في أن جحا الذي قدّم في البداية اختراعا للسلطان يتمثل في ''دابة ميكانيكية'' يصبح ذلك الاختراع جناية عليه وعلى أمته، وساعتها يفكر جحا في الانتقام· جحا الذي يسميه كاتب ياسين ''سحابة الدخان''، يقدم حشيشا مخدرا للسلطان الذي يشمه ويستلذه على أساس أنه ''مسحوق يجلب الذكاء لمتعاطيه''، وسرعان ما يقرره للأمة وبذلك تسقط السلطنة في الإدمان وينهار العرش في النهاية· الكثير من المسرحيين يشتكون من قلة النصوص المسرحية، ما رأيكم؟ لدينا في الجزائر الكثير من كتاب النصوص المتميزين، وأعمال كاتب ياسين أكبر نموذج على ذلك، وأعماله الفنية خالدة تثري الرصيد التراثي الجزائري، وأعتقد أن من يشتكون من قلة النصوص لم يفكروا في الاستثمار في التراث الجزائري الكبير من النصوص، وبدلا من ترك الأجانب أو من يتواجدون خارج الجزائر من استعمال هذه النصوص، كان الأجدر بالجزائريين أن يكونوا السباقين إلى ذلك بحكم أن هذه النصوص جزائرية لكتاب جزائريين متميزين، ولدينا في رصيدنا من النصوص ما يكفي ويزيد من أجل إنجاز مسرحيات لسنوات كثيرة جدا· وكيف تنظرون إلى ظاهرة الاقتباس المسرحي، وهل تفضلون النصوص الإبداعية الجديدة أو الاقتباس؟ من الجيد أن تكون هناك نصوص إبداعية في المسرح فهذا يثري الأعمال المسرحية ويعطيها نفسا جديدا، ولكنني لست ضد الاقتباس· فمعظم المسارح العالمية تقتبس من النصوص المتميزة مثل شكسبير وغيره، ولا أرى داعيا لاعتبار الاقتباس مشكلا كما هو الحال في الجزائر، التي تعتبر البلد الوحيد الذي يرى أن الاقتباس ممنوع، والمهم في الاقتباس المسرحي هو كيفية إخراج العمل فنيا وهذا فقط ما يحكم على العمل بالنجاح، والهدف من كل هذا هو إيصال العرض إلى الجمهور بفنياته مع رؤية إخراجية تتناسب مع النص سواء كان جديدا أو مقتبسا· لقد تقرر مؤخرا مشاركة جميع المسارح الجهوية في الطبعة المقبلة من مهرجان المسرح المحترف، ما تعليقكم؟ مشاركة جميع المسارح الجهوية في المهرجان الوطني للمسرح المحترف مبادرة جيدة تخدم هذه المسارح، وتنوع من العروض وتزيد من المنافسة من أجل تقديم أحسن الأعمال، وبهذا يكون عدد المسرحيات كبيرا ومنوعا وثريا· ماعدا ''الجثة المطوقة''، هل يحضّر المسرح الجهوي لسيدي بلعباس لأعمال جديدة أخرى؟ يحضّر المسرح الجهوي لسيدي بلعباس للعديد من الأعمال المسرحية الجديدة، من بينها ثلاثة أعمال، العمل الأول يتمثل في مسرحية ''أوميغا'' من نص عبد الله الهامل المستوحاة من عمل لبراي برايد بريب الأمريكي وإخراج عز الدين عبار، والعمل الثاني يتمثل في مسرحية للأطفال تحمل عنوان ''الثعلب الماكر'' من قصة أحمد خياط وإخراج قادة بن فليشة، أما المسرحية الثالثة الجديدة فهي من نص ''توبال'' للكاتب الفرنسي مارسيل بانيو الذي ترجمه أحمد حمومي وسيخرجه مسرحيا يحيى بن عمار· كما نحضر حاليا للعرض الأول من نوع الحكواتي الذي كتب نصه مسلم ماحي صديق المقتبس من التراث الحكواتي الجزائري، وإخراج أحمد قادري، وقد قدمنا مؤخرا مسرحية ''مدينة الأحلام'' للأطفال من نص مراد سنوسي وإخراج عبد القادر جري·