خاض حماري الحديث عن الخرافة الكبرى التي أراد وزير الفلاحة وبعض المسؤولين الترويج لها ليجد الإحصائيات والخبرة والحقيقة بالمرصاد··· لقد قالوا إن الجزائر يمكن أن تحقق الإكتفاء الذاتي·· نهق حماري عاليا وقال·· نهار ينوّر الملح·· قلت له·· هو كلام للترويج والاستهلاك فقط·· قال·· يتمسخرو بينا·· الله يجازيهم؟ قلت له·· يا حماري من غير المعقول التفكير في كلامهم واعتباره حقيقة لأن الأراضي كلها بور·· من أين يأتي الإكتفاء؟ يأتي من الفلاحة·· فلح الأرض والصبر عليها·· ونحن نفعل كل شيء سوى الفلاحة·· نسرق وننهب ونرمي أنفسنا في البحر ولكن لا نفكر في التفليح·· هي عقدتنا الأبدية·· نهق من جديد وقال·· لماذا إذن ينشرون الأكاذيب·· هل يظنوننا أغبياء إلى هذا الحد؟ قلت ضاحكا·· هوّن عليك·· ليست الكذبة الأولى أو الأخيرة·· لو ترى يمينا وشمالا تفهم أن البلد كلها مبنية على أكذوبة كبرى تسمى·· صمتت ولم أكمل الجملة·· قهقه حماري في وجهي وقال·· ماذا تسمى؟ لم تجد لها تسمية·· أليس كذلك؟ قلت·· نعم لأن كل الجوانب ''مفبركة'' وكل البلد ''مرقع'' وكل المؤسسات تعيش بالبريكولاج الذي أصبح النظام المؤسس لها·· دخل في موجة كبيرة من النهيق المتواصل وقال·· كذبة الإكتفاء الذاتي مثل كذبة الأفلان·· يالمزوق من داخل واش حالك من برا·· قلت له·· فعلا هما وجهان لعملة واحدة·· يحركهما الخداع والنفاق و···