كشفت قناة ''الجزيرة'' في برنامج ''كشف المستور'' -الذي استند إلى وثائق سرية عن حرب العراق من موقع ''ويكيليكس''- تفاصيل تعلن لأول مرة تحدثت عن تورط رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته نوري المالكي في إدارة فرق للقتل والتعذيب· كما توضح الوثائق حقيقة الدور الإيراني ونشاط القاعدة وممارسات الصحوات، وتميط هذه التقارير اللثام عن مأساة عشرات آلاف الضحايا المدنيين الذين سقطوا بنيران الجيش الأمريكي· كما تظهر حقائق جديدة عن تورط القوات العراقية في تعذيب السجناء وحتى اغتصابهم وقتلهم أحيانا· وترسم الوثائق صورة للمالكي بعيون الأمريكيين، فيبدو رئيس الوزراء المنتهية ولايتهئشخصا طائفيا منحازا بالقوة إلى طائفته الشيعية على حساب مواطنيه السنة، كما تصور هذه الوثائق وجها خفيا للمالكي وهو يقود فرقا عسكرية تنفذ أوامره بالإغتيالات والإعتقالات· فرق أمنية خاصة لنوري المالكي أظهرت وثائق موقع ''ويكيليكس''، أن رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته نوري المالكي كانت له فرق أمنية تأتمر بأمره ربما تورطت في تنفيذ اعتقالات ضد السنة، واستعملت العنف ضد من يعتبرهم تهديدا لنفوذه السياسي· وفي إحدى الحالات، تتحدث وثائق ''ويكيليكس'' عن 17 شخصا كانوا بالزيّ العسكري العراقي، أوقفهم الجيش العراقي في أكتوبر ,2006 وقال نقيب من الموقوفين أن عناصره من قوة خاصة تعمل لدى دائرة رئيس الوزراء نوري المالكي· ويتحدث الوزير العراقي السابق علاوي عن قوات كانت تمارس أوامر الإعتقال بأمر مباشر من المالكي، وكانت هذه تعد بضع مئات المسلحين· وفي حالة أخرى، تتحدث الوثائق عن خمسة من كبار ضباط الشرطة كلهم سنة وبعثيون سابقون سرحهم المالكي من الخدمة، وأبدى حينها ضابط استخبارات أمريكي مخاوفه في هذا الشأن· وتحدث ضابط سني رفيع إسمه، زياد الشيخلي، لقناة ''الجزيرة'' عن تهديدات صريحة بتصفيته إن لم يترك البلاد، وهو ما اضطر إلى فعله في الأشهر الأخيرة· وحسب الوثائق، كانت من الأساليب التي لجأ إليها المالكي لتحييد خصوم سياسيين، محاولة حرمانهم من حماية الشرطة عند انتقالهم إلى أماكن خطرة، وهو ما حدث في 2009 مثلا مع محافظ نينوى عندما دخل في صراع مع الأكراد وقرر زيارة منطقة متنازع عليها· واشنطن تسترت على التعذيب في العراق أظهرت الوثائق أن الولاياتالمتحدة علمت بحالات تتعلق بانتهاكات جسيمة إرتكبها رجال شرطة وجنود عراقيون في حق سجناء، لكنها تسترت عليها ولم تحقق فيها· وتشير الوثائق إلى أن القوات الأمريكية أبلغت قياداتها عن ألف قضية في هذا السياق، ومنها معتقل يتعرض للتعذيب بالضرب والكهرباء، ثم يدعي جلادوه أنه وقع من دراجة نارية، ومعتقل آخر قتل جراء التعذيب القاسي وتظهر صور معاناته على الإنترنت وواشنطن لا تحرك ساكنا· وتتحدث الوثائق عن حالة أطلقت فيها الشرطة النار على سجين في ساقه، بعدها عاني هذا المعتقل من انتهاكات أدت إلى إصابته بكسر في الأضلاع وتهتكات مضاعفة وكدمات نتيجة جلده بقضيب كبير وخرطوم على ظهره، دون إجراء تحقيق في الحادث· وتتحدث الوثائق عن أكثر من 300 تقرير مسجل عن ارتكاب قوات التحالف للتعذيب وإساءة معاملة معتقلين وأكثر من ألف حالة إرتكبت فيها قوات الأمن العراقية جرائم مماثلة· وتكشف الوثائق أن 180 ألف شخص سجنوا لأسباب تتعلق بالحرب على العراق، أغلبهم من المناطق السنية· وتغطي هذه الوثائق الفترة بين الفاتح جانفي 2004 وديسمبر .2009 كما تكشف الوثائق تورط القوات العراقية في عمليات التعذيب الممنهج للسجناء باستخدام وسائل تعذيب عديدة بينها الكهرباء والإنتهاك الجنسي، كما ثبت أن عددا من أفراد الشرطة العراقية جرى قتلهم على أيدي تلك القوات· وتكشف إحدى الوثائق صدور أمر أمريكي عام 2005 يطلب من العسكريين الإبلاغ عن تجاوزات العراقيين في حق عراقيين، لكن دون اتخاذ أي إجراءات أخرى· وقد طلب جنرال أمريكي التحرك لإيقاف التعذيب، لكن وزير الدفاع الأمريكي آنذاك دونالد رمسفيلد رأى الإكتفاء بالتبليغ دون التدخل· وأدانت منظمة العفو الدولية ما كشف عنه في هذه الوثائق، وتساءلت عما إذا كانت السلطات الأمريكية قد خرقت القانون الدولي بتسليم معتقلين للقوات العراقية المعروفة بارتكابها انتهاكات على نطاق مروع بشكل حقيقي· وثائق: 63 % من قتلى العراق مدنيون كما تظهر التقارير السرية العسكرية الأمريكية أن عدد القتلى المدنيين في العراق أعلى بكثير مما أعلن عنه حتى الآن، وكان للقوة الجوية نصيب وافر في هذه الخسائر البشرية الهائلة· وتتحدث الوثائق عن 285 ألف ضحية سقطت منذ بداية الغزو الأمريكي في 2003 بينها 109 آلاف قتيل على الأقل، 63 % منهم مدنيون، و15 ألفا منهم مجهولو الهوية· وتظهر الوثائق أن شهر ديسمبر 2006 كان الأكثر دموية في العراق، وقتل فيه 5183 شخصا، صنف4000 منهم على أنهم مدنيون· وقد كان للقوة الجوية دور رئيسي في وقوع هذا العدد الكبير من القتلى المدنيين· وتظهر مثلا برقية عسكرية سرية أن طائرة أف 15 ألقت في 9 سبتمبر 2005 قنبلتين على هدف وألحقت به إصابات بالغة· واكتفت الوثيقة بالقول أن الأضرار في ساحة المعركة حيث ''استهدف مسلحو القاعدة'' غير معروفة، لكن برقيات لاحقة تحدثت عن ثمانية قتلوا بينهم أربعة أطفال وامرأتان، ما جعل الجيش الأمريكي يصدر بيانا يتحدث عن عدد غير معروف من القتلى المدنيين سقطوا في الغارة· مئات المدنيين قتلوا على حواجز العراق وأظهرت الوثائق أن الجيش الأمريكي لا يملك، كما يقول، توثيقا كاملا لحوادث القتل على الحواجز في العراق، وهي حوادث قتل فيها مئات المدنيين منذ الغزو· ويتبين من الوثائق أن 1400 حادث إطلاق نار على الحواجز سجل في العراق منذ الغزو، تركزت في المناطق السنية وسط العراق، وقتل فيها 681 مدنيا· ورغم أن الجيش الأمريكي يزعم أن الإجراءات المنصوص عليها احترمت في الحواجز، فإن أفلاما صورها جنود أمريكيون ونشرت على الإنترنت تظهر العكس· وتقول الوثائق أن الجيش الأمريكي يتصرف مع كل سيارة تقترب من أحد حواجزه على أنها سيارة يقودها انتحاري· وفي إحدى الحالات مثلا قتل عراقي وزوجته وهما في طريقهما إلى البيت في تلعفر عندما اقتربا وقت حظر التجوال من نقطة تفتيش حيث فتح جنودها النار على سيارتهما بعد أن شكوا فيها· وأطلقت النار بداية على الإطار الأمامي، فلما لم تتوقف السيارة فتحت النار عليها مباشرة، فقتل الزوج وزوجته، لكن أطفالهما الستة الذين كانوا في المقعد الخلفي نجوا من الموت· الوثائق تكشف الدور الإيراني في العراق كشفت الوثائق السرية حول حرب العراق عن وقوف إيران، بحسب الأمريكيين، وراء عدد من الأحزاب التي تأتمر بأمرها، وضلوعها في التخطيط والتمويل لعمليات تصفية لخصومها، وأحيانا لمن يعتقد أنهم من مناصريها· الوثائق تكشف أن القوات الأمريكية والعراقية صادرت شحنات كبيرة من الأسلحة تحمل شعار ''صنع في إيران''، كما تكشف النقاب عن شحنات من الأسلحة الثقيلة بعث بها الحرس الثوري الإيراني إلى الداخل العراقي وتلقاها مصدر مجهول في محافظة العمارة جنوب العراق، وتشير إلى أن فيلق القدس أشرف على تهريب العتاد والمتفجرات والصواريخ ومنها صواريخ أرض جو· وكشف تقرير استخباراتي بريطاني إستند إلى مصدر في البصرة أن الحرس الثوري الإيراني يقود عمليات اغتيال في المدينة، وأشار إلى أن خمسة مليشيات شيعية منها منظمة بدر وحزب الفضيلة تلقت الأوامر مباشرة من طهران، وهي التي أصبح بعض أفرادها عناصر في الشرطة العراقية· ''بلاك ووتر''·· جرائم بلا عقاب كما كشفت الوثائق تفاصيل عن تورط عناصر شركة ''بلاك ووتر'' الأمنية الأمريكية في إزهاق أرواح العراقيين، دون أي مساءلة أو عقاب· وتحدثت الوثائق السرية عن حوادث عدة قتل فيها مدنيون بنيران ''بلاك ووتر''، ومنها واقعة ''ساحة النسور'' في بغداد في سبتمبر ,2007 والتي قتل فيها 17 عراقيا وجرح 18 آخرون· كما تتحدث الوثائق السرية عن 14 حادثا آخر قتل فيها عشرة عراقيين وجرح سبعة آخرون بنيران ''بلاك ووتر''· وتكشف الوثائق أنه في ماي 2005 شاهدت دورية أمريكية عناصر من ''بلاك ووتر'' يطلقون النار على سيارة مدنية فقتلوا رب العائلة وأصابوا زوجته وابنته· وفي ماي من السنة التالية أطلقت عناصر ''بلاك ووتر'' نيرانها على سيارة إسعاف فقتلوا سائقها· وفي فيفري 2005 كشفت الملفات سقوط 4 مدنيين جرحى بنيران شركة أمنية خاصة مجهولة· وحقق مكتب الأمن الدبلوماسي في الحادثة ونشرت نتائج التحقيق التي أدانت ''بلاك ووتر''، لكن الولاياتالمتحدة إمتنعت عن معاقبتهم خوفا كما قيل على الروح المعنوية لزملائهم في شركتهم وفي شركات أخرى تؤدي نفس الدور وترتبط بعقود توظيف من قبل وزارة الدفاع الأمريكية· في 2007 طالبت الحكومة العراقية برحيل ''بلاك ووتر''، لكن الشركة تجاهلت الطلب· وفي السنة التالية جددت الولاياتالمتحدة عقد ''بلاك ووتر'' في العراق، ولم يعاقب أي عنصر منهم على الجرائم المرتكبة في العراق· كلينتون تدين نشر وثائق العراق أدانت وزيرة الخارجية الأمريكية، هيلاري كلينتون، عزم موقع ''ويكيليكس'' الإلكتروني نشر ما يبدو أنه مئات الآلاف من الوثائق السرية المتعلقة بالحرب في العراق· وقالت كلينتون أنه ينبغي إدانة تسريب الوثائق ب ''أوضح لهجة''، نظرا لأنه قد يعرض الجنود والعاملين الأمريكيين للخطر ويهدد الأمن القومي الأمريكي وأمن ''أولئك الذين نعمل معهم''·