نددت، 55 طالبة جامعية من ولاية البويرة بجامعة مولود معمري بتيزي وزو، بالقرار التعسفي المتخذ في حقهن من طرف مدير الإقامة الجامعية بواد عيسي، يقضي بتحويلهن إلى الإقامة الجديدة ''تامدة''، حيث وجدن أنفسهن بدون غرف نتيجة الإكتظاظ، مما يهدد مستقبلهن الدراسي. حسب تصريحات الطالبات ل ''الجزائرنيوز'' فإن هذا القرار يعكس فعلا مدى المعاناة المتعددة الأوجه التي يتخبط فيها الطالب اليوم في الجامعات الجزائرية، وأكدن أن بداية المشكل تعود إلى قرار اتخذه مدير الإقامة يقضي بتحويل 110 طالبة من ولاية بويرة إلى الإقامة الجامعية الجديدة بتامدة، دون التأكد مما إذا كانت هذه الأخيرة بوسعها استقبالهن أم لا، فقط لأن الطالبات يدرسن في شعبة علم النفس وهي شعبة تدرس في القطب الجامعي الجديد تامدة، الأمر الذي سيوفر عنهن عناء التنقل إلى جامعة تامدة التي تبعد عن هذه الإقامة بحوالي 10 كلم، ولكن الشيء الذي غفل عنه هذا المسؤول، حسبهن، هو أن الإقامة الجامعية بتامدة التي فتحت أبوابها في نهاية شهر أكتوبر المنصرم غير قادرة على إيوائهن بسبب اكتظاظها من جهة، وكذلك بسبب أشغال الإنجاز التي لا تزال تعرفها من جهة أخرى، حيث تم رفض ملفات تحويلهن من طرف مدير الإقامة للأسباب المذكورة سابقا، وهو الوضع الذي دفع بتلك الطالبات للعودة إلى إقامتهن السابقة في انتظار تسوية المشكل، إلا أنهن فوجئن بالقرار التعسفي المتخذ في حقهن من طرف مسؤولي الإقامة الذين قاموا بإسكان طالبات أخريات في غرفهن دون التأكد مما إذا كانت قضية تحويلهن قد تمت تسويتها، الأمر الذي أثار سخطهن، بالرغم أن الوثائق التي بحوزتهن مثل بطاقة الإقامة الجامعية تؤكد أنهن مقيمات رسميا بذات الإقامة، إلا أن ذلك لم يشفع لهن أمام تعنت الإدارة، ما جعلهن يدخلن في رحلة بحث طويلة عن مكان للإقامة فيه، حيث تجولن بين الإقامات المتواجدة بمدينة تيزي وزو على غرار الإقامة الجامعية ''باسطوس'' و''بوخالفة'' والإقامة الجامعية للبنات ''ديدوش مراد''.. ''عندما يحل الظلام تزداد مخاوفي أكثر خشية عدم إيجاد مكان أقضي فيه الليلة، وأجد أنني مهددة من حين إلى آخر بالنوم في الخارج ''.. ذلك ما صرحت به ''لنيدة'' وهي طالبة في السنة الثالثة، علم النفس. وعلى صعيد آخر أكدت الطالبات أن وجودهن خارج الإقامة كلفهن مصاريف إضافية لتوفير الوجبات الغذائية لاسيما في الفترات المسائية، ما دفع بأغلبهن للتخلي عن الدراسة والعودة إلى منازلهن بسبب عدم قدرتهن على توفير تلك المصاريف. كما أكدن أنهن لم يفهمن لماذا تم اختيار فقط طالبات من ولاية البويرة التي تبعد بحوالي 100 كلم عن مدينة تيزي وزو، في الوقت الذي توجد فيه المئات من الطالبات اللاتي يدرسن في نفس الشعبة ومن مختلف مناطق ولاية تيزي وزو وحتى من الولايات المجاورة الأخرى، وهو ما دفعهن إلى تنظيم حركات احتجاج متكررة أمام مقر الإقامة الجامعية بواد عيسي ومديرية الخدمات الجامعية من أجل النظر في قضيتهن والحد من التلاعبات الممارسة من طرف مسؤولي الإقامة ضدهن، إلا أنه لا حياة لمن تنادي، رغم الوعود المقدمة لهن، بل العكس فالأمور اتخذت مجرى آخر وتفاقمت أكثر، حيث تم طردهن من الإقامة من طرف أعوان الأمن بقرار إداري، بحجة إثارة المشاكل والبلبلة داخل الحرم الجامعي، وقد اعتبرهن أن هذه الاعتداءات تكرس فعلا سياسة التهميش والإقصاء التي تلاحق الطالب الجزائري اليوم سواء على مستوى الكليات أو الإقامات الجامعية، وأكدن في نفس السياق، أن هذه المشاكل كلها كانت وراء رفع معاناتهم إلى مدير الخدمات الجامعية لتيزي وز وسط، الذي قام بدوره بتوجيههن إلى مديرية الخدمات الجامعية ''حسناوة'' بسبب أن الإقامة الجامعية بواد عيسي تابعة إداريا لهذه الأخيرة، هذا المسؤول رفض استقبالهن، حسب تصريحاتهن، مما جعل الوضع يتعقد أكثر، حيث رفعت القضية إلى المدير العام للديوان الوطني للخدمات الجامعية بالجزائر العاصمة، الذي أمر بتسوية ملفاتهن، خصوصا وأن العديد منهن قد تخلين عن الدراسة بسبب هذه العراقيل، ليتم بذلك إيواء 55 طالبة في الإقامة الجامعية الجديدة تامدة ''''2، وتبقى وضعية 55 طالبة أخرى بدون تسوية أمام تماطل مسؤولي جامعة مولود معمري بتيزي وزو، في تسوية ملفاتهن.