تحيي مجموعة من الفنانين الجزائريين في الطابع الشعبي والعاصمين بمناسبة الذكرى ال 32 لرحيل عملاق ومؤسس الفن الشعبي الراحل الحاج محمد العنقا، حفلا فنيا ساهرا مخلدا لذكرى هذا الفنان الملقب ب ''الكاردينال''، من تنظيم مؤسسة فنون وثقافة، وذلك سهرة يوم الجمعة المقبل بقاعة ''سيرا ماسترا''· يشارك في الحفل الفني الساهر الذي سينظم في 26 نوفمبر الجاري، والذي ستحتضنه قاعة ''سيرا ماسترا'' مجموعة من الفنانين والفنانات اللواتي سيحيون الذكرى ال 32 لرحيل عملاق الأغنية الشعبية الحاج محمد العنقا، ومن بين الذين سيشاركون في أداء أشهر أغاني الفنان الراحل الذي اقتدى به الكثيرون، نذكر الفنانة نرجس والحسناوي أمشطوح ومصطفى بلحسن، وكذلك الفنان عبد القادر شاعو.. وغيرهم ممن سيمتعون الجمهور العاصمي بباقة غنائية منوعة من أحسن ما قدم رائد الأغنية· يعتبر الفنان الراحل الحاج محمد العنقا، أو آيت واعراب محمد إيدير هالو، وهو إسمه الحقيقي، من بين الأصوات الجزائرية الرائعة التي تألقت في سماء الأغنية الشعبية، ومنحتها مكانة خاصة في الجزائر والعالم العربي، وقد لمع في سماء ''الشعبي'' وأسّس له حتى أنه صار يلقب ب ''الكاردينال''، الفنان من مواليد 20 ماي 1908 بحي القصبة العتيق، ينحدر من عائلة بسيطة تعود جذورها إلى بني جنّاد بولاية تيزي وزو· ولم يكن سن محمد العنقا قد تعدى العاشرة، حين أطلق العنان لصوته، وقدمه الموسيقي سي السعيد العربي لشيخه مصطفى الناظور الذي اشتهر بإدخال الشعر الملحون إلى الجزائر العاصمة، وفي سنة ,1926 كانت الانطلاقة الحقيقية للعنقا في عالم الطرب الأصيل، فهي السنة التي توفيّ فيها شيخه مصطفى الناظور، ليتسلم قيادة الفرقة الموسيقية المتكونة من سي السعيد العربي، المعروف ب ''بيرو''، وعمر بيبو، واسمه سليمان علان، إلى جانب مصطفى وليد المداح، وقد تمكن، في ظرف سنة واحدة، من تسجيل 27 أسطوانة من نوع 78 دورة عن ''دار كولومبيا'' التي كانت أول مستثمر في مجال الفن بالجزائر، وصاحبة أول قناة إذاعية ''PTT'' إفتتحها العنقا، ومنها ذاع صيته، إلى أنحاء المغرب العربي·· سجل العنقا ما يقارب 130 أسطوانة، بعدما تعامل مع شركة ''ألجيريا فون''، وسجل لحسابها العشرات من الأسطوانات، وقد رحل آيت عراب محمد إيدير هالو في 23 نوفمبر 1978 بالجزائر العاصمة، ودُفن بمقبرة القطار، وقد شكلت روائع '' لحمام اللي والفتو''، ''يا ولفي مريم''، ''قوم يا معشوقي''، ''مرسول فاطمة''، ''سبحان الله يا لطيف''، و''الحمد لله ما بقاش استعمار في بلادنا''.. وغيرها من بين الروائع التي ما زالت تردد على ألسنة الصغار قبل الكبار، جزء من الإرث الفني الكبير الذي تركه ''الكاردينال'' الذي صنع أمجاد الشعبي الجزائري·