تنظم مؤسسة فنون وثقافة يوما دراسيا تحت عنوان '' أغنية الشعبي والمدينة ''، وذلك بمناسبة الذكرى الثلاثين لرحيل عميد أغنية الشعبي ''الحاج محمد العنقى'' الموافق ليوم الأربعاء بالمركب الثقافي الهادي فليسي. وتنشيطا لهذا اليوم الدراسي سطرت المؤسسة برنامجا ثقافيا فنيا، تكون انطلاقته بفتح النقاش ضمن مائدة مستديرة تجمع عددا من الكتاب والصحفيين والمختصين حول موضوع أغنية الشعبي كموروث موسيقي عريق، يرتبط أساسا بتاريخ العاصمة المدينة وأثرها في بناء التراث العاصمي. كما سيتم بالمناسبة إحياء سهرتين فنيتين من طرف نخبة من الأصوات الجزائرية التي برزت في سماء أغنية الشعبي تكريما للحاج محمد العنقى وذلك يومي 19 و20 من الشهر الجاري، حيث سيكون عشاق النغمة العاصمية على موعد مع كل من عبد القار شعو وكمال بورديب وجمال بن صامت خلال السهرة الأولى، فيما ستشهد السهرة الثانية مشاركة كل من نور الدين علان ومصطفى بلحسن ويوسف يغزر ويوسف ليامين. وللإشارة فان هذه اللفتة التكريمية تعد تقليدا سنويا اعتادت مؤسسة فنون وثقافة تنظيمها سنويا إصرارا منها على ضرورة الحفاظ على الموسيقى الجزائرية الكلاسيكية كتراث ثقافي أصيل ومصدر تستقي منه الموسيقى الشعبية بكل طبوعها. وللتذكير فإن عميد أغنية الشعبي الحاج محمد العنقى آيت وعراب محمد ايدير هالو المولود بتاريخ 20 ماي 1907 بحي القصبة والذي ترعرع بين ازقتها الضيقة وأسوارها العالية، كان من اكثر الشباب حرصا على حضور حفلات الشيخ الكبير مصطفى الناضور، وهذا برعاية الموسيقي الشهير سي السعيد العربي، حرص توج سنة 1925 بالتحاقه بجوق أستاذه مصطفى الناضور، الذي يعود له الفضل في دخول أولى قصائد الشعر الملحون إلى الجزائر العاصمة. وبعد وفاة الشيخ الناضور، استخلفه العنقى في إحياء الحفلات العائلية، رفقة جوقه الموسيقي الذي ضمن كلا من سي السعيد العربي، عمر بيبيعو'' علان سليمان '' ومصطفى وليد المداح. وذلك إلى غاية سنة 1928،فقد كانت هذه السنة بمثابة نقطة تحول في بالغة الأهمية في مشواره الفني، حيث تعرف عليه الجمهور الجزائري من خلال تسجيله ل 27 اسطوانة وشارك في تدشين إذاعة البريد والمواصلات للجزائر، وكان لهذين الحدثين الفضل في إبرازه على المستوى الوطني وحتى الدولي. وقد أدى الحاج امحمد العنقى ما يقارب 360 قصيدة وسجل حوالي 130 اسطوانة وبقي سيدا على عرش مملكة الشعبي خاصة في طابع المدائح الدينية. توفي الحاج امحمد العنقى في 23 ديسمبر 1978 تاركا وراءه نوعا موسيقيا أصيلا وموروثا شعبيا مازال مدعاة رمز يفتخر به كل عاصمي بل وكل جزائري.