أنا أحترم ''ريتشارد غير''، وأعبر له عن كامل تقديري من موقعي هذا، فهو من أكبر المجددين في مجال القبلة السينمائية، إذ ساهم منذ بداية ظهوره في تفتيح الأعين على تلك المشاهد الشيّقة، التي تبدأ عادة بمنظر خارجي للبطل وهو يتّجه إلى بوابة العمارة ويرتقي السلم ثم يطرق باب الشقة، وما إن تفتح له حبيبته العارية تماما، حتى تجذبه من حزامه وتجرّه إلى الأريكة ثم تقوم بالإستيلاء على شفتيه، وتبدأ القبلة المدوية التي تقضّ مضاجع الجيران في الطوابق العليا والسفلى وما بينهما. الناس يقبّلون على الجبين والأنف، وعلى الخدود والشفاه والعيون، وعلى الكتفين واليدين والأظافر والأقدام، ويرسلون قبلهم في الهواء وعبر لوحات الدردشة الإلكترونية بكتابة عبارة ''مواااااح''، أو بإرسال أيقونات لشفاه تقوم بحركة تقبيل مضحكة. وقد يبلغ بهم الأمر حالة من الإنفلات العاطفي تجعلهم يقبلون المناديل والألبسة والمكان الذي لامسته اليدان الحبيبتان والأرض التي مشت عليها القدمان الطريتان.. لكل واحد مذهبه وطريقته في التّقبيل، لكن الحقائق المؤكدة حول القبلة أن الإنسان يحصل على النّصيب الأوفر منها في سن الطفولة، فإذا وعى أهميتها إفتقدها ولو نسبيا. وأن التدخين والخمر والثوم والبصل وطلاء الشفاه ذو النوعية الرديئة والأسنان الملوثة، كلها عوامل إفساد للقبلة. وأن أطول قبلة في التاريخ لا تحدث إلا في البرازيل، كما في عام 1964 عندما أراد عشيقان تبادل قبلة سريعة بعيدا عن أعين الأهل فوجدا نفسيهما بطلين في موسوعة ''غينيس'' بعدما تشابكت دعامات أسنانهما وبقيا ملتصقين حتى كرها اليوم الذي اكتشفا فيه هذا السلوك المسبب للألم والفضيحة معا، المسمى قبلة. كما سجل التاريخ أن أطول قبلة سينمائية تلك التي تمت في فيلم ''أنت في الجيش'' عام 1941 ل ''جون وايمان'' وكانت مدتها 4 دقائق. وفي العصور الوسطى بإيطاليا كان الرجل إذا قبل فتاة في مكان عام يكون عليه أن يتزوجها وفقا للقوانين العرفية. وتعد القبلة الفرنسية من أشهر أنواع القبل والأكثر هدْرا للسعرات الحرارية فهي تحرق 239 سعرا حراريا، وبالتالي فإنها تساعد على خفض الوزن بالنسبة للأشخاص الذين يعانون السمنة، لكن القبلة الفرنسية كاللغة الفرنسية، فقدت بعضا من مكانتها وتألقها عندما انهال نجم هوليوود ''ريتشارد غير'' على ''شيلبا شيتي'' نجمة السينما الهندية وخريجة البرنامج البريطاني المشهور ''الأخ الأكبر''، بوابل من القبلات الثورية على الرّكح وأمام أعين الكاميرات، مما جعله عرضة لملاحقة قانونية. وقد تسببت هذه القبلة التاريخية في مشاكل كبيرة بالهند كادت أن تفضي إلى كارثة سياسية. لهذا السبب أنا أحترم ''ريتشارد غير'' وأدعو لدراسة هذه القبلة وإعطائها إسم ''قبلة ريتشارد'' حفاظا على حقوق الملكية الفموية.