تزامنا مع عودة خطر انفجار البراكين في شبه الجزيرة العربية كما أكدته مجلة ''نيتشر جيوساينس'' الشهيرة في عددها الأخير، يزداد خطر النشاط البركاني أكثر في شمال إفريقيا والجزائر على وجه الخصوص مع ازدياد النشاط الزلزالي والتغييرات الجيولوجية الكبيرة التي تشهدها المنطقة· نهاية شهر أكتوبر الماضي، بدأت سلسلة من الثورات البركانية وسط مدينة جاوة الأندونيسية، وخلفت حوالي 350 قتيل وشردت حوالي 300 ألف من القرويين، عاد منهم 200 ألف إلى بيته بعد تراجع الخطر· وقبل ذلك بعدة أشهر شهد العالم أزمة غير مسبوقة، عندما شلت الكثير من المطارات وتعطلت الحركة بين الدول، عندما وصلت أدخنة الحمم البركانية القادمة من إيسلندا بشمال أوروبا إلى الشواطئ الجنوبية لحوض المتوسط· وأحسّ الناس عندنا لأول مرة بخطر البراكين وقد اعتقدوا لوقت طويل أنهم بمعزل عنه· في هذه الأجواء، حذّر عالم فلك سعودي من أن بركانا جديدا قد ينبعث في أية لحظة بشبه الجزيرة العربية سيكون مرفوقا بهزات زلزالية متفاوتة الخطورة، بالنظر إلى جملة من المعطيات العلمية كانت قد تطرقت إليها مجلة ''نيتشر جيوساينس'' العلمية الشهيرة· في السياق نفسه، حذّر العالم الجيولوجي السعودي عبد العزيز اللعبون، في تصريح صحفي، من الابتعاد المتواصل لشبه الجزيرة العربية عن القارة الإفريقية عبر شق البحر الأحمر، قدّره بين 8 ملم إلى 1 سنتمتر كل سنة· وأرجع سبب ذلك إلى ما تسمى ''الصفيحة العربية'' التي تمتد من عدن بجنوب اليمن إلى غاية الجنوب من تركيا، وهي التغييرات الجيولوجية التي قد تكون لها عواقب وخيمة ومن شأنها أن تتسبب في نشاط بركاني غير مسبوق· وإذا كان العالم الجيولوجي السعودي اللعبون قد أكد أن إفريقيا تبتعد عن شبه الجزيرة العربية بذلك المقدار، فإن نظيره الجزائري الدكتور لوط بوناطيرو يؤكد أن قارتنا الإفريقية، تقترب شيئا فشيئا من أوروبا بمسافة تتراوح بين سنتيمترين اثنين والخمس سنتيمترات كل سنة، وهو التحرك الذي يأتي في شكل انزلاقات قد تؤدي بدورها إلى نشاطات زلزالية كبيرة· لقد أكد العالم الجيولوجي السعودي اللعبون أنه من المؤشرات الكبرى لعودة النشاط البركاني ظهور غاز ''الرادون'' في المنطقة، حيث أكد أنه ''من أهم الدلائل على العودة المرتقبة للنشاط البركاني، علما بأن ظهوره كان بكميات قليلة''· وقال أن ''الصهارة بدأت تتحرك من جديد على ما يبدو، وكله يوحي باقتراب حدوث حركة بركانية قد نشهدها قريبا مع هزات وارتجاجات''· وربما يزداد الخطر أكثر فأكثر في منطقة شمال إفريقيا القريبة جيولوجيا من القارة الأوروبية الغنية بالبراكين النشطة، والمعروفة -الجزائر خصوصا - باحتوائها على الكثير من البراكين الخامدة في مناطق مختلفة من البلاد· ولئن كان النشاط البركاني -حسب علماء الفلك- قد توقف في منطقتنا قبل حوالي 1000 سنة من الآن، فإن التغييرات الجيولوجية الكبيرة التي تشهدها المنطقة تجعل خطر عودة النشاط إلى تلك البراكين النائمة يزداد يوما بعد آخر، خاصة مع العودة القوية للأنشطة الزلزالية في العالم ككل والتي من شأنها أن تؤشر لعودة النشاط البركاني إلى المنطقة، كما يتنبأ بذلك علماء الجيولوجيا، فماذا أعددنا لمثل هذه الكوارث ونحن نعلم أن جبالا مثل سلسلة الهقار، إنما نشأت من حمم بركانية في عصر جيولوجي سابق·