شنّت، صبيحة أمس السبت، قوات الجيش الوطني الشعبي المدعمة بالأسلحة الحربية الثقيلة حملة تمشيط واسعة النطاق على غابات عفرون المتواجدة بقرية ثاشثيوين والتابعة إداريا لبلدية آيت يحيى موسى، والواقعة على نحو 30 كلم جنوب غرب مدينة تيزي وزو، بعد التحركات المريبة لعناصر الجماعة السلفية للدعوة والقتال في المنطقة، وهي الغابات التي تمكنت قوات الأمن المشتركة أواخر شهر جويلية المنصرم من القضاء على ستة عناصر إرهابية· شهدت غابات عفرون منذ فترة مبكرة من صبيحة أمس، حملة تمشيط مكثفة وواسعة، حيث عرفت انتشارا واسعا لعناصر الجيش الوطني الشعبي، حيث تعرّضت هذه الغابات المتواجدة بحوالي 12 كلم شمال مقر بلدية آيت يحيى موسى، وبالضبط في المكان المسمى ''واد أفرفور'' المحاذي لغابات ثمذة نمحالة والمؤدي إلى أدغال سيدي علي بوناب، إلى قصف مكثف بالمروحيات الحربية وبالمدرعات الآلية كالدبابات والمدفعية· ويعتبر هذا الموقع من المراكز الرئيسية التي تضم عناصر تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، حيث تحصلت فرق البحث والاستعلام على معلومات تفيد بتحديد بعض المخابئ التي يتخذها الإرهابيون ملجأ لهم، بما فيه تحديد الموقع الرسمي المعروف ''وادي أفرفور'' الذي رجحت مصادرنا أنه يحتوي على مخبأ كبير للإرهابيين، حيث قامت المروحيات الحربية والدبابات بقصف هذا المكان بالصواريخ والقنابل، حيث عمدت المروحيات على استعمال تقنيات حربية عالية التطور والمختصة في محاربة الإرهاب· وتأتي هذه العملية -حسب مصادر أمنية- بعد التحركات العلنية والمريبة التي تقوم بها عدة جماعات إرهابية في الناحية الجنوبية لبلدية آيت يحيى موسى لاسيما على مستوى كل من قرية إبوهران، ثاشثيوين، ثيزي، تيفاو، أعفير، إغيل موحو، حيث أصبحت العناصر الإرهابية تظهر بشكل علني ومكثف خلال الآونة الأخيرة، وقد رصدت المصادر ذاتها تحركات هذه الجماعات الإرهابية في هذه المنطقة محاولة منها لفك الحصار والطوق الأمني الذي فرضته قوات الأمن المشتركة على العديد من مناطق ولاية تيزي وزو كبوغني، بومهني، معاتقة، بني دوالة، ميزرانة··· هذه التحركات اعتبرتها مصادرنا الأمنية بعمليات تمويهية استعراضية فاشلة، كون مصالح الأمن تفطنت لذلك ورصدت تحركاتهم حتى قاموا بتطويق المنطقة من كل النواحي· وفي هذا السياق، لوحظت في منطقة آيت يحيى موسى تعزيزات أمنية جد مكثفة استدعيت خصيصا لتطويق كل المنافذ المؤدية إلى الموقع المستهدف، وقد ارتكزت فرق من الجيش الوطني الشعبي في كل من ''ثقرابث'' و''أكاروش لحلو'' بقرية إبوهران، وكذا من قرية ثاشثيوين من الجهة الجنوبية لموقع التمشيط وفرق أخرى تمركزت في كل من إيحيذوسان، آيت معمر من الجهة الشمالية، كما علمنا من مصادر أمنية من موقع التمشيط أن قوات الجيش الوطني الشعبي تعتزم اقتحام هذه الغابات والمكان المستهدف الذي تم قصفه وتم تحديد النقاط الواجب اقتحامها لمواصلة عملية التمشيط التي تهدف إلى تقفي فلول أتباع عبد المالك درودكال المدعو أبو مصعب عبد الودود التي اتخذت من غابات عفرون وغابات ثمذة نمحالة ملجأ لهم، والتي تعتبر همزة وصل تربط بين غابات سيدي علي بوناب وغابات بومهني· وإلى حد كتابة هذه الأسطر لم تتسرب أية معلومة عن نتائج هذه العملية العسكرية، في حين تواصل قوات الجيش عملية قصف المركز بواسطة المدفعيات والمروحيات الحربية، حيث لم تكف المروحيات عن التحليق في سماء المنطقة· وللتذكير، فقد تمكنت قوات الأمن المشتركة في 25 جويلية المنصرم من القضاء على ستة إرهابيين واسترجاع ستة أسلحة كلاشينكوف على مستوى غابات عفرون إثر كمين نصبته بعد توفرها على معلومات تفيد بتواجد وتحرك عدد معتبر من العناصر الإرهابية في هذه المنطقة·