افتتح، مساء أمس، معرض لصنع التحف النادرة برواق محمد راسم بالجاحظية للفنان جبلي محمد المدعو ''حمدود الدومي''، وتم ذلك بحضور مثقفين وعشاق فن النحت· ويعتبر المعرض الأول من نوعه الذي يقام بالجاحظية تشكيلة للمسات إبداعية صنعها الفنان بأنامله الرقيقة من خلال تجسيده تحف نادرة تعود إلى القرون الماضية، ومن بين الأشكال الجميلة التي تفنن فيه الفنان سيارات قديمة تعود إلى سنة ,1800 إلى جانب سفن قديمة كانت تستعمل في عهد القراصنة سابقا، والشيء الجميل في المعرض أن الفنان قام بتجسيد ونحت باخرة لطارق ابن زياد مطلقا عليها اسم ''حمدود الدومي''، وما يلفت الانتباه في أعماله اليدويّة أن الفنان يعتمد في أشغاله على أدق التفاصيل الموجودة في المجسمات، فمثلا في باخرة ابن زياد، المتمعن إليها يكتشف أدق التفاصيل الموجودة بسطح السفينة حتى يكاد للمرء أن يتخيل لنفسه أنه بالفعل أمام مشاهدة سفينة حقيقية، والشيء نفسه ينطبق على الطائرة التابعة للخطوط الجوية الجزائرية من نوع ''البوينق ,''777 كما أراد حمدود تسميتها. وعن سرّ نجاحه على الاشتغال عن التحف الفنية أرجعه الفنان إلى حبه الكبير إلى عمله، إلى جانب ذلك اعتماده على التأمل، وهو شيء جعل منه يطور لمساته الإبداعية إلى أبعد الحدود. وفيما يخص المواد الأولية التي يعتمد عليها في إنجاز تحفه تتجسدان في كل من مادة ''ألمصتيك'' و''الخشب'' إلى جانب بعض المسامير والمادة اللاصقة، وقد يستغرق مدة إنجاز التحفة -حسب ما أكده لنا المتحدث- ما بين ثلاثة إلى غاية خمسة أشهر، وكثيرا ما قدم الفنان منجزاته كهدايا للأصدقاء، ولم يسبق له أن قام بمعرض لتعريفه بتحفه، والشيء الذي أدهش الحضور أن الفنان متعدد المواهب، حيث يعزف على آلتي العود والمندولين، إلى جانب أنه يملك صوتا جميلا من خلال أدائه للطابع الشعبي على طريقة دحمان الحراشي، والشيء الرائع أن حمدود يصنع آلة عزفه بأنامله· ومن مشاريع الفنان التي هي في طور الإنجاز نحت باخرة تيتانيك، وقد استمد صورها من الأنترنت كما وضع لها مخطط من ذهنه، وسيبلغ طولها، كما كشف لنا المتحدث 02 متر، وستستغرق مدة إنجازها حوالي خمسة أشهر. ومن الأهداف الحقيقية للفنان التعريف بموهبته، إلى جانب تعريف مسؤولي القطاع بالطاقات الإبداعية المولودة في صمت·