يؤكد الخبير في أمن الطرقات محمد العزوني الذي أعد وقدم لسنوات طويلة حصة ''الشرطي المخفي'' ثم حصة ''طريق السلامة'' على التلفزيون الجزائري، أن أسباب حوادث المرور المتعلقة بعربات الوزن الثقيل تتعلق أساسا بالمستوى العقلي للسائقين، وطالب بفرض اختبار مقياس الذكاء عليهم قبل السماح لهم بقيادة تلك المركبات في الطرق العمومية: ما سر ارتفاع حوادث المرور التي تتسبب فيها عربات الوزن الثقيل بهذا الشكل؟ أنا بدوري أسأل، ما هو المستوى الثقافي لسائقي تلك العربات؟ هم بالأساس أميون وأشباه أميين، ومن هذا المنطق أطالب الدولة بأن تعتمد امتحان الذكاء عند طالبي رخص السياقة للوزن الثقيل وللمقدمين على العمل في تلك المركبات، فكيف نعطي الثقة لشخص ذي مستوى عقلي متدني ونعطيه عربة تزن 10 أطنان، أو حافلة تحمل 80 نسمة؟ أنت تؤكد إذن على أن القضية تتعلق بالإدراك العقلي للسائق قبل كل شيء؟ بطبيعة الحال، فالبلدان المتطورة تفرض اختبار مقياس الذكاء على سائقي تلك الأنواع من العربات، فسياقة عربة يصل وزنها إلى 10 أطنان لا يتعلّق بأي عمل عادي، نعطيه العربة ونقول له ''روح تصور الخبزة''، وهناك نقطة أخرى تتعلق بالجانب البسيكولوجي، فأي شخص يمتطي عربة كبيرة ويقودها يحس بالعظمة ويصبح لا يولي اهتماما للأشخاص الذين يراهم صغارا، وشيئا فشيئا يفقد التركيز وقد يقود ذلك إلى كارثة حقيقية· هل الأمر خطير إلى هذه الدرجة؟ الذي يسوق تلك الآلة ليس دكتورا بل صاحب مستوى عقلي متدني· وأذكر أنه في إحدى المرات ضبطت في الطريق أحدهم يقود رافعة ولم يحترم إشارة قف التي أمامه ولما سألته، قال لي أنه متأكد بألا يصيبه أي مكروه، ولم يخطر إطلاقا على باله الأضرار القاتلة التي قد يسببها للآخرين· فالسائق الناجح يجب أن يكون صاحب ذكاء خارق، وعلى سبيل المثال لاعب الشطرنج هو صاحب ذكاء بطيء، وهو عكس الذكاء المطلوب في السياقة الذي يسوق بسرعة 100 كيلومتر في الساعة، أي بمعدل 30 مترا في الثانية· وما هو دور المراقبة التقنية، مادامت العربات كثيرا ما تؤدي إلى كوارث؟ هذه قضية خطيرة، ففي وقت سابق كان السائق يحرص على سلامة عربته، أما الآن ومع المراقبة أصبح الاهتمام أولا وأخيرا على المراقبة التقنية، فإن مر أحدهم عليها بسلام، وعندما تسأله عن وضعية عربته الخطيرة، يقول لك بأن كلّ شيء على ما يرام، مادام أن المراقبة التقنية قالت ذلك، وعليه يجب التفكير في فتح نقاش كبير من أجل تجاوز هذه الوضعية الخطيرة·