لا مجال لتكذيبه يا سيدي الجنرال، إنه صادق، ذلك الدبلوماسي البريطاني الذي كشف أمام دوائر قصر الإليزيه الفرنسي عن حقائق مرعبة توضح سبب إصرار بريطانيا على المطالبة برحيل فرعون مصر وفريقه. الأمر لا يتعلق بمجرد كلام وتأويلات بل بوثائق مسموعة ومكتوبة، عن تنظيم إرهابي سري مكون من 22 ضابطاً تابعا لأجهزة البوليس، يقوده الذراع الأيمن لمبارك، هل تعرفه؟ إنه الوزير حبيب العدلي. والهدف من هذا التنظيم هو: إعداد سيناريو دموي يتم تنفيذه في حال اهتزت أركان النظام. لا تقل يا سيدي الجنرال أن هذا حدث من دون علم الرجل الكبير؛ أقصد مبارك..!! حسنا.. إليك ما يلي: إن مبارك بالفعل استعان بحبيب العدلي لتأسيس هذا التنظيم، وحبيب العدلي استعان ب 22 ضابطا وهؤلاء الضباط استعانوا بعناصر الجماعات المتطرفة، وتجار مخدرات، وميليشيات خطيرة، وفرق من الشركات الأمنية.. والجميع تم توزيعهم على جميع أنحاء مصر. أنت تعرف يا سيدي الجنرال أن أمن الدولة العليا في جمهورية مصر، تجري حاليا تحقيقاتها في بلاغ تقدم به المحامي ممدوح رمزي. هل تعرف من هو ممدوح رمزي..؟ أظن أنك لا تعرفه.. سأخبرك عنه لاحقا.. نعم.. بالضبط.. إن المحامي ممدوح رمزي قدم للنائب العام بلاغا يحمل رقم 1450 لسنة ,2011 ويتضمن اتهاما للحبيب العادلي وزير الداخلية، بالتورط في تفجير كنيسة ''القديسين'' الذي راح ضحيته 24 قتيلاً وما يزيد عن 90 مصاباً ليلة رأس السنة. لا تتفاجأ لو قلت لك أن الزعيم الأول للتنظيم، سالف الذكر، هو.. مبارك.. هه.. (الرجل الكبير)، كما يقول المصريون.. فهو الذي كلف العدلي بالتنفيذ، والعدلي اختار الرائد فتحي عبد الواحد فولاه قيادة العملية بداية من 11 ديسمبر الماضي، فتحي بدوره رشح أحمد محمد خالد وهو أحد مساجين الجماعات المتطرفة وطلب منه أن يتصل بمن عليه أن يقوم بتفجير كنيسة القديسين في الإسكندرية. أحمد خالد اتصل على الفور بجماعة ''جند الله''، وأخبرها أن بحوزته معدات وأسلحة جلبها من غزة، وهي مناسبة ل ''تأديب الأقباط'' بتفجير كنيستهم. محمد عبد الهادي وهو قائد جند الله أعجبته الفكرة، وجنّد لها عنصراً اسمه عبد الرحمن أحمد علي، فالأمر لن يحتاج أكثر من وضع السيارة في المكان المناسب وبكبسة.. زر ستنفجر وهذا كل شيء... سيدي الجنرال... يتبع