عبر شاشة قناة العربية، طرح الإعلامي القدير حافظ الميرازي سؤاله المحرج جدا. في حلقة السبت الماضي من (أستوديو القاهرة)، وكان موضوعها: تغطية الصحافة السعودية لثورة 25يناير في ميدان التحرير. لقد سأل قائلا: - هل تجرؤ الصحف السعودية أن تقول كلمة عن الملك عبد الله أو عن النظام السعودي؟.. وأضاف في نهاية الحلقة: - إن لم نستطع أن نقول رأينا، فلنتوقف.. الحلقة القادمة سنجرب ذلك، سنتحدث عن تأثير الأحداث في مصر على الوضع بالسعودية.. إذا تم ذلك فالعربية قناة مستقلة وإذا لم يتم فأودعكم وأشكركم على متابعتكم... إنه امتحان صعب، في مادة المصداقية. إذا نجحت فيه العربية ستحصل على عشر نقاط كاملة وتتفوق على الجميع، وإذا فشلت فستكون معرضة للرسوب حتما. الأخبار الواردة من حجرة الدرس لا تبشر بخير والمتابعون للحدث يقولون: - إن الوليد بن إبراهيم رئيس مجلس إدارة مجموعة (أم بي سي) المالكة لقناة العربية أصدر قرارا عاجلا بإعفاء الميرازي من العمل في القناة. إذا صح هذا فإن قناة العربية تكون قد حصلت على العلامة صفر، وستنضم بكل أسف إلى فريق المطاح بهم، بعد سقوط الديكتاتور حسني مبارك والنظام التابع له. حافظ الميرازي، المتخرج من إذاعة صوت العرب، عرفه الجمهور مديرا لمكتب قناة الجزيرة في واشنطن. لكن خلافات نشبت بينه وبين وضاح خنفر أفضت لاستقالته، بعد تولي هذا الأخير إدارة القناة. رحل الميرازي بعدها إلى قناة الحياة المصرية، ولم يعمر فيها طويلاً حتى رحل عنها إلى العربية، التي قد يرحل عنها هي الأخرى، قريبا جدا بسبب انتقاده للإعلام السعودي في طريقة تناوله للشأن المصري، وذلك في برنامج أستوديو القاهرة، الذي استضاف فيه الإعلامي والمعارض للنظام البائد في مصر حمدي قنديل. وقال حافظ الميرازي إنه سيخصص حلقته القادمة للحديث عن تأثير الثورة على السعودية، وسيرى إن كان سيبقى في منصبه عندها ستبث الحلقة، وإن لم يكن، فسيرحل: - إذا لم تشاهدوني في الحلقة القادمة فمعناه أني أودعكم.. رد عليه ضيفه حمدي قنديل: - أحسنت.. ثم صافحه مؤكدا مساندته لموقفه. الإعلام السعودي وشقيقه القطري يتميزان بحرية كبيرة في انتقادهما للآخرين، بل إنهما يهاجمان بلا هوادة، لكنهما يحجمان عن ذلك إذا تعلق الأمر بالنظام في بلديهما. طبعا، هذا من حقهما. لأن الجميع يبتغي خدمة مصالح القومية في هذا العالم. المصريون أيضا عازمون على نقد أنفسهم في التلفزيون الرسمي، ونقد الآخرين كذلك، بكل موضوعية، بعد أن تحرر إعلامهم من قبضة الديكتاتور. ماذا عن التلفزيون الجزائري.. هل لديه خطة أفضل في المستقبل؟؟.. لا أظن ذلك.. إنه يمنعنا من نقد السلطة ويمنعنا من نقد المعارضة، ويمنعنا من نقد ذواتنا ونقد الآخرين. بل يمنعنا حتى من إعادة الاعتبار لأنفسنا.. أنا حزين جدا لهذا الوضع.. أرجوكم افعلوا شيئا.. لا تجعلونا نموت خجلا من صورتنا التي يتحكم التلفزيون الجزائري في صياغتها.. انظروا.. إنها تبدو بشعة.. هزلية وهزيلة.. أليس كذلك..؟؟..