ما تزال تحليلات الخبراء مترددة بشأن الانتفاضة الشعبية في البحرين، بين من يرى أنها أياد خارجية متمثلة في النظام الإيراني الذي يسعى لخلط الأوراق في الخليج وتوسيع دائرة نفوذه من خلال تمكين شيعة الخليج وفي هذا المقام شيعة البحرين من السيطرة على شؤون البلاد، غير أن الأصوات المتعالية والمطالبة بتعديلات سياسية تؤكد في مجملها على أن ما يحدث بعيد عن الطائفية بالرغم من كون الإعلام الخليجي في عمومه يؤكد على هذا البعد· في هذا المقام لا بد من التمسك بالحقائق على أرض الواقع والتي تقول أن الشيخ علي سلمان أحمد سلمان، الناشط السياسي والديني والأمين العام لجمعية الوفاق الوطني الإسلامية، الممثل لشيعة البحرين أن الاحتجاجات والمظاهرات لا علاقة لها بالطائفية وإنما هي احتجاجات على الوضع الاجتماعي والاقتصادي في البلاد، في إشارة إلى التوزيع غير العادل للثروة· يأتي هذا في الوقت الذي تعرف فيه البحرين توفر اقتصاد مزدهر، إلا أنه ظل غير قادر على جعل العامة تستفيد من نتائجه بشكل متعادل، بهذا الخصوص يقول الشيخ علي سلمان أن الشعار الذي يرفعه المتظاهرون من شأنه تلخيص فكرة الاحتجاج والغضب الشعبي، على اعتبار أن الكثير من الراغبين في الاعتصام بساحة اللؤلؤة رفعوا شعار: ''لا سنية ولا شيعية، الشعب يريد الحرية'' وهي العبارة التي أكدت أن المطالب التي ينادي بها المتظاهرون بعيدة عن الطائفية· وبالرغم من تأكيد علي سلمان خروج كتلته من البرلمان تنديدا بالطريقة التي تتعامل بها قوات الأمن مع المتظاهرين السلميين، بعدما تأكد لجوء الأمن إلى الرصاص الانشطاري الذي أدى إلى سقوط عدد من الشهداء بلغ أربعة شباب بحريني· المثير أن مطالب البحرينيين لم تبلغ درجة المطالبة بإسقاط النظام الملكي بقدر ما تدعو بإقامة مملكة دستورية، إطلاق الحريات العامة الى جانب إطلاق جميع السجناء السياسيين، ليتأكد أن الأمر مختلف عمّا حدث في بقية الجمهوريات المنتفضة العربية· ففي الوقت الذي قام الملك بإلقاء خطاب من أجل تهدئة الأوضاع بات الأمر الواقع يتكرس مع مرور الأيام لتترسخ القناعة أن البحرين ستكون في الأيام القليلة القادمة بمثابة القسم المدرسي أو المخبر لبقية الممالك الخليجية، على اعتبار أن هناك من العناصر المشتركة بين دول مجلس التعاون الخليجي، ولعل هذا ما يفسر الدعم الكامل واللامشروط الذي تقدمه هذه الممالك للبحرين فيما تسميه بالمؤامرة الإيرانية الشيعية على الخليج· في مقابل ذلك، تزداد التأكيدات القادمة من البحرين ومن الشهود العيان أن المسيرات والاعتصامات لم تعد تقتصر على الشيعة، بعدما تأكد أن أعدادا من الشباب السني المعاني من البطالة خرج هو الآخر للمطالبة بالتوزيع العادل للثروة في البلاد·