في حوار أجرته معها ''الجزائر نيوز''، على هامش فعاليات مهرجان جميلة العربي في طبعته الخامسة، إرتأت الفنانة اللبنانية ديانا حداد، في إجابتها على عدم الرد على بعض الأسئلة التي اعتبرتها من الخصوصيات التي تحتفظ بها لنفسها، في حين ردت على باقي الاستفسارات، بصدر رحب، وهي التي قالت ''لا أؤدي الأغاني الوطنية لأنه لا تجنى منها فائدة·· الأسماء الدخيلة على الساحة الفنية عابرة سبيل ولن يطول تواجدها·· أطمح إلى تأدية أغنية بكلمات وألحان جزائرية·· كفانا حروبا ودمارا·· الحل في توحد العرب·· فلسطين في القلب وكان الله مع شعبها''·· بعد جميلة بعلبك عام 2006، كيف وجدتِ ''جميلة'' وهي تحمل شعار ''القدس عاصمة أبدية للثقافة العربية''؟ كل شيء كان حلوا، وحفلة اليوم أحسن بكثير من حفلتي التي أحييتها عام 2006، لأنه في ذلك الوقت لبنان كان تحت الحصار وشعبه كان يباد على وقع الحملة الشرسة للصهاينة·· وشيء جميل أن أشارك في حفل ختام الطبعة الخامسة من مهرجان جميلة، فهذا شرف كبير وشرف أكبر أن أحضر التظاهرة وهي تحمل شعار ''القدس عاصمة أبدية للثقافة العربية'' وبعد تحيتي وشكري للقائمين على التظاهرة على الدعوة، أود أن أوجه رسالة إلى جمهور الجزائر عبر جريدتكم وأقول لهم ''إنتو كثير هايلين وذواقين للفن بمختلف طبوعو.. أنا بحبو كتير، وأتمنى ألقاكم في مواعيد أخرى''. يقال أن الفن الجزائري يعني الكثير لديانا حداد، فيما يكمن اهتمامها به؟ عندما أتحدث عن الفن الجزائري، أقول ''الشاب خالد·· الشاب مامي'' وغيرهما من الأسماء التي صنعت مجد الأغنية الجزائرية ورحلت بها إلى العالمية، واهتمامي بالفن الجزائري هو لسبب بسيط، أولا لأني معجبة به وأحب الاستماع لمختلف أغانيه، وثانيا لأن بلوغي العالمية كان من بوابة أغنية الراي الجزائرية، ولذا تحتل الأغنية الجزائرية مكانة هامة في قلبي· كيف تقيمين تجربتك مع الكينغ خالد؟ كانت جد ناجحة، وتعد التجربة الأكثر تميزا في مشواري الفني، لأني مع الشاب خالد، ولجت العالمية ودخلتها من بابها الواسع، ونجاحها كان نجاحا في القمة بشهادة أهل الفن الحقيقيين·· هل لديك مشاريع تعاون مع فنانين جزائريين آخرين؟ ياريت·· لحد الآن، لم تصلني أية عروض، لكن إن وجدت، فأنا على استعداد تام، خاصة إذا كانت في مستوى ما قدمته مع الشاب خالد، فأنا لن أمانع أبدا لأن التجربة الأولى تركت انطباعا حسنا ولابأس أن أعيدها مرة أخرى·· ألا تفكرين في أداء أغاني جزائرية؟ بلى، أنا أفكر في ذلك، وأطمح، مستقبلا، إلى تقديم أغنية جزائرية محضة بكلمات وألحان جزائرية تكون تجربة أخرى تضاف لرصيدي الفني من جهة، وهدية أقدمها لجمهوري في بلدي الثاني، الجزائر، لأني لا أريد أن أخسره بعد أن نجحت في إمتاعه ب ''الديو'' الذي جمعني مع الشاب خالد·· هناك أخبار بخصوص تفكير ديانا حداد في اعتزال الغناء وتوجهها للإخراج هل هذا صحيح؟ تضحك··· فكرة إقبالي على اعتزال الغناء مجرد شائعات، ولم أفكر بعد في القيام بذلك، لأني في أوج العطاء، لكن بالإضافة إلى الغناء، لدي مشروع خاص أنا بصدد التحضير له سيرى النور عن قريب، إنشاء الله، أما عن فكرة الإخراج، فأنا لم أفكر فيها بعد، بالرغم من أني أدرجتها في أجندتي المستقبلية·· هل المشروع الذي تحدثت عنه بعيد عن المجال الفني؟ أفضل أن أبقي الأمر سريا، في الوقت الحالي، على أن يكون مفاجأة مستقبلا وماذا عن مشاريعك الغنائية؟ أنا بصدد التحضير لألبوم سأؤدي كل أغانيه باللهجة اللبنانية، وقد اخترت هذا العمل لأن من يقومون به قلائل ويعدون على الأصابع، وأنا بطبعي أحب التميز والخروج عن العادة، لذا اخترت تقديم هذا اللون من الطبوع الغنائية اللبنانية، وبالإضافة لهذا، سألتقي قريبا في ''ديو'' مع فنان عالمي من كندا، في ثاني تجربة، أتمنى أن تكون ناجحة كالأولى مع الشاب خالد· ومن هو هذا الفنان؟ لا أستطيع الإفصاح عنه، الآن، وأفضل أن يكون كل شيء في وقته·· رفضت ديانا الظهور في الومضات الاشهارية والعلامات التجارية، لماذا؟ أنا من بين أولى الفنانات التي عرض عليها الظهور في الإعلانات والومضات الاشهارية، إلا أنني رفضت ذلك، لأنه لم تقدم لي عروض مناسبة، ولم أقتنع بأي منها، لذا حافظت على إسمي كفنانة تجيد ما تقدمه ولا تطل على جمهورها إلا بما هو جديد وفي المستوى، وهذا أحسن بكثير لي في انتظار الأحسن مستقبلا، إن شاء الله· ألم تفكري في التمثيل؟ كذلك الحال في هذه القضية، فأنا لم أقتنع بعد، بالرغم من أنه قدمت لي مجموعة من العروض من بينها المشاركة في أفلام مصرية، ألعب فيها دور البطولة، أعتقد أن الوقت لم يحن بعد، وحاليا، أرى أن التمثيل لا يخدمني· كيف تقيم ديانا حداد الساحة الغنائية العربية؟ ما يحصل هو مجزرة ترتكب في حق الغناء العربي، والمتسبب في ذلك، بعض الأسماء التي لا علاقة لها بالفن بتاتا، لأن الفنان الحقيقي هو من يحاول الظهور دائما بأعمال جميلة وجيدة تضمن استمراريته وليس بالوقوف عاريا أمام الكاميرا، وهذا هو الخطأ الذي وقعت فيه الكثيرات من الفنانات، وبسببه لن يطول تواجدهن في الساحة الفنية، لأن مرورها سيكون مرور الكرام· قليلة هي الأغاني الوطنية التي أدتها ديانا حداد بالرغم من أن المناسبات التي تسمح بذلك كانت متعددة، منها العدوان الإسرائيلي على لبنان عام ,2006 وغزة في مطلع السنة الجارية؟ ما فائدة أن نغني عندما لا نؤثر ولا نستطيع إحداث التغيير·· أنا أرى أن الأغاني الوطنية مجرد كلمات مزخرفة تتبع بألحان، وأبدا لم تحقق أي من الغاية التي ترجى منها، لذا أنا لا أؤديها، لأن ذلك سيذهب هباء منثورا والأمثلة كثيرة ومتعددة شعب فلسطين يباد، وآلة القتل الاسرائيلية نكلت بأجساد اللبنانيين، وغزة هوت على رؤوس سكانها بينما كثيرة هي الأغاني التي أديت للبكاء عليها فيما نفعت؟! كفنانة، كيف تنظر ديانا لمستقبل الشعوب العربية، خاصة التي تعيش منها على وقع الصراعات والحروب؟ الشعب العربي بحاجة للوحدة لمواجهة العدو، وذلك لن يكون إلا بما هو ملموس، أما الأغاني فلم تعيد الأراضي المحتلة، ولن تعيد شعب أبيد، ولن تساعد أطفال يُيَتَّمون يوميا، لذا وجب علينا التفكير فيما هو جدي، أما بقية الأشياء والمظاهر، فلنتركها للتعبير عن الفرحة يوم نسترجع أراضينا المحتلة وتستقبل القدس· بالمناسبة ما هي الصورة التي تحتفظ بها ديانا كفنانة من مجموع الحروب الضارية التي عاشتها الأمة العربية؟ صورة الشهيد محمد الدرة، الولد الفلسطيني الذي قتل برصاص العدو، وهو في أحضان والده، والعالم يشاهد ذلك على المباشر، يضاف لذلك، مجموع المجازر الاسرائيلية في لبنان عام 2006، وفي غزة، وغيرها من الهمجية التي كانت الشعوب العربية ضحية لها· كلمة أخيرة··· نحن بحاجة لوحدة عربية بأتم معنى الكلمة، فنحن الشعب الذي يقول ما لا يفعل، وهذه وصمة عار في جبيننا، ولا بد من تلميع صورتنا··· حاورها بجميلة: عبد الكريم لونيس