دعت الجزائر إلى الوقف الفوري للقتال والتدخل الأجنبي في ليبيا، بما يفتح المجال لحل الأزمة الليبية بالطرق الديبلوماسية وحفظ أرواح الأشقاء الليبيين والسماح لهم بتسوية الأزمة بشكل سلمي ومستدام بما يحفظ وحدتهم والسلامة الترابية لبلدهم وسيادتهم الكاملة· -- لافروف: لم نغمض أعيننا على العيوب التي اكتنفت القرار 73/19 وقال وزير خارجية الجزائر مراد مدلسي، في مؤتمر صحفي مشترك، أمس، مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، عقب المحادثات التي جرت بينهما، أن ''الأزمة العميقة'' التي تعيشها ليبيا ''قد تفاقمت بتدخل القوات الجوية'' للدول المشاركة في وضع منطقة للحظر الجوي في هذا البلد، مضيفا أن الجزائر ''ترى أن هذا التدخل مبالغ فيه، بالنظر إلى الهدف الذي سطره مجلس الأمن للأمم المتحدة في لائحته 19/.''73 في سياق متصل، كذب مراد مدلسي ما نشرته وسائل الإعلام بشأن فحوى المكالمة الهاتفية التي جرت بين الوزير الأول أحمد أويحيى ونائب الرئيس الأمريكي جان بايدن والتي ادعت أن ''الجزائر وافقت على الضربة العسكرية على ليبيا''، موضحا أنه بالفعل جرت مكالمة هاتفية بين أويحيى وبايدن بطلب من هذا الأخير، حول الوضع في ليبيا، غير أن هذه المكالمة، يجب أن تؤخذ في سياقها، حيث ''جاءت بعد اجتماعين اثنين، اجتماع الجامعة العربية، ثم اجتماع مجلس الأمن الذي ليست الجزائر عضوا فيه، ولكنها على اتصال دائم بأعضائه''· وفصل مدلسي في موقف الجزائر، بأن الجزائر، خلال اجتماع وزراء خارجية الجامعة العربية، أعربت عن احترازاتها ، وهي أن ''الحظر الجوي يجب أن تحدد طبيعته وأن يكون محددا في الزمن''، وهي احترازات دونت في تقرير الاجتماع، إضافة إلى اقتراحها، قبل إقرار هذا الحظر، ''دراسة الميدان الليبي لتوضيح التناقضات الموجودة في المعلومات الواردة إلينا، سواء من طرابلس أو من بنغازي، وذلك بإنشاء لجنة تحقيق''، إضافة إلى ''ضرورة التشاور بين الجامعة العربية والاتحاد الإفريقي''، وهما مقترحان قال مدلسي ''تم رفضهما''، مؤكدا أن ذلك هو الموقف الرسمي للجزائر بشأن القرار الأممي 19/.73 وخلص مدلسي إلى أن الجزائر ستضم جهودها لجهود الاتحاد الإفريقي الذي سيعقد اجتماعا في 25 مارس المقبل بأديس أبابا (أثيوبيا) وتتابع باهتمام كبير جهود الأمين العام الأممي بان كي مون الذي من المقرر أن يعقد اجتماعا لمجلس الأمن الأممي غدا الخميس بطلب من ليبيا بغرض ''تقييم موضوعي'' للوضع على التراب الليبي· من جهته، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في تبرير عدم استعمال موسكو لحقها في الفيتو والاكتفاء بالامتناع، أن بلاده، عندما تم التصويت على قرار مجلس الأمن 19/73 المتعلق بخلق منطقة للحظر الجوي على ليبيا، ''لم تغمض عينيها على الغموض الذي يكتنف تطبيق القرار، غير أن الهدف الذي حدد للقرار كان دون أي لبس وهو حماية الليبيين''· وبحسب لافروف، فإن الأحداث الجارية حاليا في ليبيا قد تولد مظاهر جديدة للإرهاب الدولي، معتبرا أنه ''إذا تدهور الوضع أكثر وتشعب، عندها سوف نصطدم بمظاهر جديدة للإرهاب الدولي، والكثير من المظاهر الأخرى، التي نود لو نتجنبها''· هذا، وأكد لافروف اتفاق وجهات النظر بين موسكووالجزائر بشأن ما يحدث على الساحة الشرق أوسطية وشمال إفريقيا، وبحق الشعوب في التغيير ودون تدخل أجنبي وبالطرق السلمية من خلال البحث عن إجماع وطني''·