بالرغم من أن احتفالات العنابيين بعد فوز فريقنا الوطني على نظيره المغربي لم ترق لتلك التي عاشتها المدينة عقب ملحمة أم درمان إلا أن سكان بونة لم يفوتوا الفرصة وخرجوا إلى الشوارع للتهليل والتعبير عن الفرحة بعد استرجاع رفقاء بوقرة وزملائه لحظوظهم في التأهل إلى كان 2012 بعدما دخل الشك في وقت سابق قلوب جميع الجزائريين·· ''الجزائر نيوز'' رافقت الأنصار طيلة الليلة البيضاء التي عاشتها جوهرة الشرق على وقع الأغاني الرياضية ومنبهات السيارات حيث جابت مواكب المركبات التي كان ركابها يلتحفون العلم الوطني مختلف الأحياء انطلاقا من ملعب 19 ماي قبل أن يستقر الجميع بساحة الثورة أو ''الكور'' كما يسميها العنابيون وهم يرددون العديد من الشعارات بعضها عكس المشاعر بعد عودة الأمل على غرار ''هادي البداية مازال مازال''.. وأخرى مجدت بعض اللاعبين من شاكلة ''الله أكبر يبدة حسان'' في حين كانت عباراة ''3 2 1 فيفا لا لجيري'' الشعار الذي رردته كل الحناجر.. وما زاد من جمال الأجواء زغاريد النساء التي تعالت من الشرفات فقد رسمت ديكورا ومشاهد وطنية نادرة لا يصنعها إلا الجزائريون والجزائريات·· العنابيون الذين أنستهم الأفراح عقارب الساعة رفضوا العودة إلى منازلهم حتى بزوغ شمس الصباح وقد كان جميعهم على قدر كبير من السعادة ليس تعبيرا عن الفوز فقط بل لأن نحس مباراة الغابون أيضا تم التخلص منه وصفحة أن عنابة فأل شؤم على العناصر الوطنية تم طيها ·· ''مراد'' وهو شاب في العقد الثاني من العمر قال: ''بهذا الفوز نكون نحن العنابيون قد ضربنا عصفورين بحجر واحد الأول وهو أننا تخلصنا من نحس مباراة الغابون الذي لازمنا سنوات وكان ذكرى سوداء تستذكر كلما دار الحديث عن ملعب 19 ماي والثاني أننا كنا عند حسن ظن جميع الجزائريين وقدمنا صورة جيدة عن مدينتنا عندما كنا سندا قويا لرفقاء زياني طيلة المباراة، والحمد لله لقد أتت تشجيعاتنا أكلها''·· من جهة أخرى لم يكتف العنابيون بتشجيع ''الخضر'' وصنعوا لوحات فنية رائعة بمدرجات الملعب وخارجه بل انتظروا الحافلة التي أقلت النخبة الوطنية على طول الطريق الرابط بين الملعب وفندق صبري مقر إقامة المنتخب سيما على الكورنيش وبالضبط بشاطىء شابي الذي تجمع على حافته الآلاف إلى غاية مرور الحافلة من أجل تحية العناصر الوطنية والتغني بزملاء يبدة·. هذا وسيبقى كل ما قام به الجمهور العنابي في لقاء أول أمس راسخا في أذهان اللاعبين الجزائريين خاصة وأن سائقو مئات السيارات قرروا مرافقة حافلة ''الخضر'' والسير وراءها في موكب كبير ازدحمت به شوارع المدينة حيث وصل اللاعبون في كورتاج إلى ساحة الفندق في أجواء حماسية أسعدت اللاعبين الذين لم يكونوا يتوقعون أن يستعيدوا ذكريات التأهل إلى المونديال بمدينة عنابة التي استقبلتهم بالأحضان· اللاعبون أقاموا حفلة بفندق صبري بعد الفوز على أسود الأطلس سمح الفوز الثمين الذي أحرزه المنتخب الوطني، أول أمس، على حساب نظيره المغربي بخلق أجواء خاصة بين صفوف العناصر الوطنية، حيث أقامت التشكيلة الوطنية ووفد المنتخب الوطني حفلة على مستوى فندق ''صبري'' مقر إقامة الخضر خلال تربصهم، ورغم الوقت المتأخر، غير أن ذلك لم يمنع اللاعبين من الإحتفال إلى ساعة متأخرة من الليل، نظرا لأهمية الفوز الذي تم تحقيقه أمام المغرب بعد الضغط الكبير الذي كان ملقى عليهم مقارنة برفقاء اللاعب تاعرابت الذين لعبوا بأكثر راحة· روراوة، جيار ومساهل في غرف الملابس لتهنئة اللاعبين عرفت نهاية المواجهة نزول رئيس الإتحادية الجزائرية محمد روراوة مرفوقا بوزير الشباب والرياضة الهاشمي جيار والوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية عبد القادر مساهل إلى غرف تغيير الملابس الخاصة بعناصر المنتخب الوطني، وقد قام هؤلاء بتهنئة اللاعبين نظير الفوز الهام المحقق أمام المنتخب المغربي الذي جعل الجزائر تستعيد كامل حظوظها في اللعب من أجل التأهل إلى نهائيات كأس إفريقيا للأمم 2012 بغينيا الإستوائية والغابون·