عادت أجواء الفرحة لترتسم من جديد على وجوه مناصري الفريق الوطني الذين خرجوا ليلة أمس الأوّل إلى الشارع مهلّلين وراقصين تعبيرا عن فرحتهم بفوز فريقهم الذي تمكّن من انتزاع ثلاث نقاط ثمينة بفضل هدف حسن يبدة، نجم نابولي الإيطالي، عن طريق ركلة جزاء أشعلت المنافسة من جديد وأنعشت حظوظ "محاربي الصحراء" في التنافس على بطاقة التأهّل بعدما تساوت نقاط جميع فرق المجموعة في تصفيات أمم إفريقيا التي ستقام في غينيا الاستوائية والغابون في 2012· استعاد مناصرو "الخضر" ليلة أوّل أمس أجواء الفرح والابتهاج من جديد في كلّ شوارع الوطن، وبالخصوص في الولاياتالشرقية للوطن وفي عنابة على وجه التحديد التي استقبلت العرس الكروي· حيث وبمجرّد إعلان حكم المقابلة عن صفارة نهاية اللّقاء، خرج الملايين من عشّاق الكرة المستديرة الجزائرية إلى الشارع تعبيرا عن فرحتهم التي كادت تنتزع منهم لو فاز الفريق المغربي أو حتى تعادل مع "محاربي الصحراء" لعدم تكافؤ فرص النّجاح وفارق النّقاط في مجموعتهم الرّابعة· حيث استرجع المناصرون الأيّام الماضية الخاصّة بالتأهّل إلى المونديال، والتي تشبه إلى حدّ كبير الأفراح التي عاشتها الجزائر إثر مقابلة ملحمة "أمّ درمان" التي لا يمكن أن تمحى من الذاكرة· وقد احتشد المئات بل الآلاف من المواطنين أمام مختلف الساحات العمومية حاملين الرّاية الوطنية ومشغّلين الموسيقى والأغاني الرياضية التي اشتهرت السنة الماضية وما قبلها لتعيد من جديد مراسم الاحتفالات التي عاشتها الجزائر في مختلف أرجائها، فيما ذهب البعض الآخر إلى ركوب السيّارات التي زيّنت بالأعلام الوطنية مشغّلين بها المنبّهات والموسيقى تعبيرا عن الفرحة والابتهاج التي لم تفارق هؤلاء طيلة اللّيلة التي أرادها معظمهم أن تكون بيضاء لقضائها في الشوارع، خاصّة وأن المباراة تزامنت والعطلة الربيعية التي وجدها أغلب التلاميذ فرصة للسّهر طيلة اللّيل تعبيرا عن الفرحة التي افتقدوها منذ فترة· وبعودة طعم الفوز استرجعت الجزائر حلاوة الاحتفالات بالرغم من نسبيتها من منطقة إلى أخرى نظرا للأجواء المحزنة والقلقة في آن واحد التي تعيشها العديد من الدول الشقيقة، خاصّة الجارة ليبيا، والتي لولاها لكانت حلاوة الانتصار بطعم أكثر حلاوة على رأي المواطنين الذين أشاروا إلى نقطة جدّ هامّة بعد المنافسة وهي قوّة الترابط، الأخوّة والمتانة والرّوح الرياضية التي ميّزت أجواء ما قبل وبعد المباراة بين الشقيقتين الجزائر والمغرب· حيث اختفت كافّة مشاعر التجريح والعداوة عكس تلك التي ميّزت التصفيات الماضية، خاصّة مع الشقيقة مصر، وهو الأمر الذي استحسنه المتتبّعون للوضع، خاصّة مع ما تشهده الدول العربية في الفترة الأخيرة من فتن ومحن ممّا يجعل الشعوب مجبرة على التلاحم فيما بينها والبعد عن كافّة الأساليب التي من شأنها خلق العداوة والبغض من أجل استعادة مجد العرب الضائع، لأن الكلّ يجمع في الوقت الرّاهن على أن المستديرة لا يمكنها بحال من الأحوال أن تمزّق الحبل السرّي الذي يربط الأشقّاء