يعلق التلفزيون الجزائري هذه الأيام على ما يجري هنا وهناك من وقفات احتجاج بالحراك السياسي الذي تعرفه البلاد·· قاطعني حماري مقهقها·· آه·· كم هو جميل هذا المصطلح·· وأخيرا وجدت يتيمتنا الموقرة كلاما سياسيا تحكي عنه·· قلت·· ولكن، بيني وبينك، ما يقوم به هؤلاء ليس حراكا سياسيا بل هو مجرد وقوف يتقلص أمام الهراوات والعصي·· قال·· يا سيدي هل تريد رأيي في الموضوع؟ سأقول لك·· فعلا نحن نتخبط في كل ما هو فاسد، والبلد تعيش أسوأ فتراتها من خلال اختلاس المال العام وغيره من الأمور·· ولكن هل هؤلاء هم فعلا وجوه التغيير؟ قلت ضاحكا·· ''ماعجبكش الدا سعيد ··؟'' نهق وقال·· لا دداك السعيد ولا دداك الحسين ولا حتى دداك مزيان·· قلت·· السعيد والحسين أعرفهما، لكن من مزيان هذا؟ قال·· كلام وفقط، ولكن كلهم لا يساوون عندي شيئا·· أريد شخصا يقنعني بأن أمشي وراءه وساعتها سوف ترى المظاهرات الحقيقية·· قلت·· معناها ''ماعمرولكش عينيك''؟ قال·· لا يا صديقي هذا هو المشكل·· أنا مقتنع بالتغيير من الجذور، ولكن ليس مع هؤلاء·· قلت·· آه·· لهذا اعترضت على مصطلح الحراك السياسي·· قال·· لأنه ''هبال'' إذا قبلنا بتسمية ما يجري هكذا لأن الدولة تعرف تماما أن السياسة محنطة ولم تخرج بعد من غرف الإنعاش ولكن توهمنا بقولها حراك سياسي على قليل من الشغب هي في باطنها تدركه·· قلت·· حالكم صعب أيها الشعب·· لا شيء يرضيكم ·· قال·· يرضينا كل شيء إلا اللعب على الذقون··