لقي 9 أشخاص مصرعهم وأصيب العشرات بجروح متفاوتة· كما تشرد عشرات المواطنين، وهلكت العشرات من رؤوس الماشية بسبب السيول الجارفة التي أحدثتها الرعود الماطرة، عبر عدد من ولايات الوطن (البيض والأغواطوغردايةوالمسيلة والجلفة) خلال ال 24 ساعة الأخيرة، في موسم يعرف بالتقلبات الجوية وبالأمطار الرعدية· م·محامد 10 قتلى ومفقودان بولاية البيض سجلت أكبر خسائر الفيضانات والسيول الجارفة بولاية البيض، حيث ارتفعت حصيلة القتلى، أمس، إلى 10 أشخاص لقوا مصرعهم، بعد العثور على جثث ثلاثة أشخاص آخرين تتراوح أعمارهم ما بين 3 و17 سنة· ويتعلق الأمر بشخص جرفته سيول وادي الموحدين بطريق بلدية الرقاصة وشابة جرفتها سيول وادي الدفة إلى منطقة خناق أزير بالمخرج الشمالي لمدينة البيض وبنت صغيرة عثر على جثتها تحت أنقاض منزل منهار بالقصر بوخواضة القديم بعاصمة الولاية· وتم إجلاء جثث هؤلاء الضحايا الثلاثة إلى مصلحة حفظ الجثث بالمؤسسة العمومية الإستشفائية محمد بوضياف بالبيض· كما جرفت مياه الوديان اثنين لتضعها في عداد المفقودين، بينهما رضيع يبلغ من العمر 9 أشهر· كما أحصت خلية الأزمة بالولاية 127 عائلة منكوبة، وانهيار عدة جسور ببلديات البيض وأربوات وبريزينة· واستقبلت مصالح الاستعجالات الطبية بالمؤسسة الإستشفائية محمد بوضياف بالبيض في نفس اليوم 43 حالة لإصابات مختلفة من ضمنهم 10 جرحى تلقوا الإسعافات الطبية اللازمة وغادروا المصلحة في حين أن باقي المصابين لا زالوا يتلقون الإسعافات الطبية· ولم تتوقف الأمطار عن التساقط بهذه الولاية، واستمرت لمدة ساعة إلى أن بلغت نسبة التساقط 40 ملم في ساعة واحدة· وذكرت مصالح الحماية المدنية أن ارتفاع منسوب المياه قد بلغ في بعض المواقع 13 مترا بسبب سرعة تدفق وادي البيض وتجاوزه في عديد الأحيان مستوى الجسور· وأعلن الأمين العام للولاية للإذاعة الوطنية أنه تم إيواء العائلات المنكوبة مؤقتا في المقر القديم لشركة الجلود ''سونيباك''، بعد أن حولوا في وقت سابق إلى كل من متوسطة بن خلدون ومتقنة أمحمد بوخبزة بالبيض، كإجراء مؤقت للتكفل بها· كما ألغيت الدراسة بكافة المؤسسات التعليمية ولكافة الأطوار· مقتل شخص والسيول تجرف شخص في الأغواط وبولاية الأغواط جرفت مياه وادي المعذر، على مستوى بلدية عين مهدي، شخصا يبلغ من العمر 38 سنة، فيما أحصت مصالح الحماية المدنية حالة وفاة واحدة· كما تسببت السيول في تحطيم جسر ببلدية المعذر، وانقطع التزود بالمياه الصالحة للشرب عبر عدد من بلديات الأغواط، خاصة على مستوى دائرة آفلو· وتسببت الأمطار في عرقلة حركة المرور بعدد من البلديات، وكذا تحطيم عدد من المنازل الهشة· وتسببت الأمطار أيضا في تسجيل عدد كبير من حوادث المرور خاصة ببلدية وادي مورا بالطريق الوطني رقم 23 وتسبب الحادث المأساوي في إصابة ستة أشخاص بجروح متفاوتة· وقدرت كمية الأمطار المتساقطة بمقر الولاية ب 40 ملم، في حين قدرت الكمية 14 ملم في المنطقة الصناعية بحاسي الرمل· السيول تغمر 300 منزل بالمسيلة وذكرت مصالح الحماية المدنية أن السيول بولاية المسيلة جرفت معها الأتربة وحولت شبكات الطرقات بالمدينة إلى سواقي غمرت ما لا يقل عن 300 منزل عبر أكثر من 6 أحياء، من بينها حيان عتيقان بكل من الكوش والعرقوب· وعلى الرغم من أن الحماية المدنية أكدت عدم تسجيل ضحايا، فإن أعوانها قضوا ليلة الجمعة إلى السبت في إخراج المياه من المنازل التي هجرها أصحابها، متخوفين من انهيارها، خصوصا تلك المبنية بالطوب· وتم تنصيب خلية أزمة بالولاية لمواجهة احتجاجات شرع فيها بعض سكان أحياء الكوش واشبيلية، منذ صباح اليوم، مطالبين السلطات المحلية بضرورة التكفل بمشكل تصريف مياه الأمطار، معتبرين أن قنوات الصرف أنجزت بطريقة غير مطابقة للمقاييس، ما أدى -حسبهم- إلى انسدادها وتحويل الطرقات والأحياء إلى برك من الماء الممزوج بالطين· وناشد سكان حيي العرقوب والكوش المحاذيين لضفتي وادي القصب السلطات بضرورة الإسراع في إنجاز مشروع حماية المدينة من الفيضانات الذي ظل يراوح مكانه -حسبهم- منذ أزيد من خمس سنوات· وذكر مصدر من بريد الجزائربالمسيلة أن القسم الخاص بالبريد والطرود على مستوى القباضة الرئيسية للمدينة قد أتلف بنسبة كبيرة جراء دخول السيول إلى مختلف المكاتب· وبلغت كمية الأمطار الغزيرة تساقطت على مدينة المسيلة وضواحيها أول أمس الجمعة 58 ملم وهو حجم لم يسجل منذ عدة سنوات بهذه المنطقة، حسب ما علم من الحماية المدنية· سيول الأمطار تحاصر 22 سائق داخل سياراتهم وبغرداية التي مازالت فيضانات أكتوبر 2008 عالقة بأذهان أهلها، تسببت الأمطار الموسمية الغزيرة المتساقطة في محاصرة 22 سائقا داخل سياراتهم بمنطقة غرداية، وهو ما استدعى تدخل أعوان الحماية المدنية الذين سارعوا لإنقاذهم· وقد تمكن أعوان الحماية بمنطقة ضاية بن دهوة ومتليلي من إنقاذ 18 شخصا حاصرتهم مياه الأمطار في إحدى الطرق عندما كانوا داخل شاحنات كانت تقلهم· وقدرت كمية الأمطار المتساقطة ب 50 ملم بكل من حضو ميزاب والقرارة ومتليلي، متسببة -أيضا- في عرقلة حركة المرور بهذه المناطق· وبلغت تدخلات مصالح الحماية المدنية بهذه الولاية 32 تدخلا، بعد أن غمرت مياه الأمطار منازل عدد من المواطنين، فيما عرفت وديان هذه الولاية نسبة امتلاء معتبرة· وتتوقع مصالح الأرصاد الجوية استمرار الاضطراب الجوي مع الإبقاء على النشرية الخاصة، مشيرة إلأى أن النشرية الخاصة بأن الولايات المعنية هي الأغواط والجلفة ومسيلة وبسكرة والجهة الجنوبية للوادي، وامتدت صلاحية هذه النشرة من 1 أكتوبر في حدود الساعة ال12 إلى يوم أمس من نفس الساعة، وبلغت كميات الأمطار المسجلة محليا 40 ملم· ---------------------------------------------------------------------------- جرائم بلا عقاب: الفيضانات تنافس حوادث المرور في صناعة الموت حلّت الكارثة بمنطقة وادي سقر (بلدية بريزينة، ولاية البيض) عندما جرفت المياه 10 أشخاص في ليلة سوداء، وشهدت مناطق أخرى من البلاد أحداثا مشابهة، إلا أن الحصيلة لم تكن كما حصل بوادي سقر· إنه موسم الدخول الاجتماعي، وموسم الفيضانات أيضا التي في العادة تبدأ في أكتوبر ويبقى خطرها إلى آخر شهر نوفمبر· الخير شوار وليست هذه أولى كوارث الفيضانات في الجزائر، فالحادثة الأكثر مأساوية في هذا الإطار هي تلك التي وقعت يوم 10 نوفمبر 2001 المعروفة بفيضان باب الوادي الذي أودى بحياة أكثر من 700 شخص، وقيل حينها أن السبب يرجع إلى قرار من السلطات سنة 1997 بسد بالوعات عملاقة كانت الجماعات المسلحة تستخدمها للاختباء، إلا أن السلطات حينها نفت بشدة الاتهام· وفي كل الأحوال، فإن المتسبب الأول في تلك الكارثة هو أن المجاري الطبيعية للفيضانات في بوزريعة وتريولي وباب الوادي كانت قد بنيت خارج كل الأطر القانونية· والنتيجة أن الكثير من سكان تلك المناطق جرفتهم الفيضانات من أعالي العاصمة وبعضهم كان مصيره مياه البحر التي اختلطت مع مياه الفيضان وتسببت في تلك الكارثة· ولم نسمع حينها عن فتح تحقيق عن المتسببين في الفوضى العمرانية من المسؤولين الذين منحوا تراخيص البناء في تلك المناطق الخطيرة لا خدمة للعمران وجماله فقط، بل لأن منح الترخيص في مثل هذا الحال هو بمثابة منح شهادات وفاة لعائلات بأكملها، وهي المأساة التي تتكرر كل سنة مع الأمطار الموسمية الخريفية وحتى الصيفية التي تتسبب في هلاك عشرات الأشخاص حتى أصبحت حصائل حوادث الفيضانات تنافس نظيرتها في حوادث المرور على ارتفاعها في بلادنا، وتحول موسم الفيضان إلى كابوس حقيقي للكثير من العائلات التي تسكن عند مناطق الخطر، ينام أفرادها بالتناوب طيلة موسم أمطار الفيضان ويتجند الجميع من أجل تجنب كوارث أكبر، وقد يكون التيار أكبر من المتوقع وتحدث الكارثة مثل تلك التي وقعت مؤخرا في منطقة وادي سقر ببلدية بريزينة (ولاية البيض)· وهي الفوضى العمرانية التي قضت على الملامح الجمالية للمدن وسدت معابر مياه الفيضانات، والتي يذهب ضحيتها في كل مرة أفراد أسر يقولون إن الظروف كانت أكبر منهم عندما سكنوا تلك المناطق في أوضاع استثنائية وبعضهم هرب من رعب الجماعات المسلحة في المناطق النائية وسكن على ضفاف تلك الوديان، لكن الرعب لازمه بقية حياته ولا يكاد بعضهم ينام في مثل هذه الأوضاع، وهو يرى بعض أفراد عائلته وبعض جيرانه يجرفهم الماء نحو الهلاك، وفي كل الأوضاع فإن المتسبب الأول وهو المسؤول الفاسد والمرتشي الذي غض الطرف عن الأمر مقابل رشوة مالية في الغالب لا تطاله يد العدالة، وهي الجرائم التي تبقى بدون عقاب، ومع بقائها أصبحت الفيضانات تنافس حوادث المرور في صناعة الموت في بلد تعددت فيه طرق صناعة الهلاك· ---------------------------------------------------------------------------- الشيخ فرحات (اختصاصي في الرصد الجوي والبيئة) ل''الجزائر نيوز'': انعدام التوعية والتحسيس وراء الخسائر الأخيرة إذا طبقنا مقولة ''الهدوء الذي يسبق العاصفة''، هل قدمت نشرات خاصة حول الأمطار الرعدية التي عرفتها منطقة شمال الصحراء والهضاب العليا؟ هذا ما قمنا به بالضبط، حيث أصدرنا نشرات جوية خاصة وتوقعنا نزول أمطار رعدية غزيرة بالهضاب العليا وشمال الصحراء شرقا وغربا، وهي أمطار كانت متبوعة برعود منعزلة ومحلية، وأعتقد بأن ما حدث من خسائر بشرية ومادية يعود أساسا إلى نقص في تحسيس المواطنين حول هذه الظواهر الطبيعية، فأنا شخصيا أشرت إلى الحالة الجوية وغزارة الأمطار في النشرات الجوية التي قدمتها عبر قناة البهجة الإذاعية وكذلك جريدة ''ليبرتي''· وموازاة مع ذلك، فقد أخطرت مصلحة الأرصاد الجوية في نشريات خاصة جميع المعنيين بالأمر وأقصد الحماية المدنية، الولايات المعنية، الموانىء، الجمارك·· إلخ، وأعتقد بأن الإشكال المطروح لحد الآن يكمن في انعدام التوعية الكافية للمواطنين· ما يلاحظ هو تكرار ظاهرة سقوط الأمطار الرعدية الغزيرة كل سنة خلال هذه الفترة بالذات، كيف تفسرون ذلك؟ لا يخفى عليكم أننا في هذه الفترة نمر بمرحلة انتقالية بين فصلي الصيف والخريف، والسبب المباشر يعود إلى وجود كتلة هوائية باردة وأخرى حارة ساعدت على تكوين رعود في المناطق المذكورة، حيث تتشكل السحب الرعدية التي تكون عادة قوية وتتسبب في أمطار غزيرة، وفي هذا المجال بودي التذكير بالفيضانات التي عرفتها غرداية قبل سنوات خلال نفس الفترة· هناك من أرجع تكرار الخسائر المادية وخاصة البشرية إلى طبيعة بعض المناطق خاصة الصحراوية، هل تعتقدون بأن للعمران دور فيما يحدث كل موسم؟ نعم بالتأكيد، فالعمران العشوائي الذي يشيد بدون معايير البناء المعروفة مثل المنازل التي تشيد على ضفاف الوديان أو المناطق المنخفضة، كلها عوامل تساهم في حدوث مثل هذه الكوارث الطبيعية· وبالمناسبة بودي الإشارة إلى نقطة وهي أن الكثير من الناس يجهلون أن الأودية التي تشهد جفافا لعقود من الزمن، بإمكانها أن تعود إلى النشاط في أي وقت، ويقال بأن الكوارث تعود بعد عشرات السنين أو القرون، ولهذا أظن أن توعية الناس بهذه المخاطر تعد من الأولويات قبل الحديث عن ما تتركه من خسائر بشرية ومادية، كما أن دور المسؤولين في هذا المجال يبقى كبيرا وضروريا من أجل المحافظة على أرواح الناس وممتلكاتهم· هل تتوقعون عودة الأمطار الغزيرة في الأيام القليلة القادمة؟ ابتداء من اليوم ستتحسن الظروف الجوية في جل المناطق، لكن هذا لا يعني أن الأمطار سوف لن تعود، لأننا نمر بمرحلة انتقالية، والأمطار في هذه الفترة مهمة للفلاحة، أما أن تكون بنفس الغزارة التي عرفتها مؤخرا، فهذا ما لا أستطيع توقعه· حوار: حسن· ب ---------------------------------------------------------------------------- من حملة باب الوادي إلى فيضانات غرداية إلى··· كرونولوجيا كوارث الأمطار الموسمية بالجزائر -- فيضانات في تيارتوباتنة والبويرة في 5 ماي 2011: تتسبب في مقتل 13 شخصا وتخلف أضرارا مادية كبيرة· -- في البيض وغرداية في 4 جوان 2011: مقتل أربعة أشخاص، 3 كانوا بسياراتهم، جرفهم وادي ''الحد'' ببلدية عين العراك بولاية البيض بسبب الأمطار الغزيرة التي أجتاحت المنطقة، أما الضحية الرابعة فلقيت حتفها جراء الفيضانات التي اجتاحت ولاية غرداية· -- فيضانات أدرار وبشار في أكتوبر 2009: خلفت عددا من القتلى والجرحى ومئات المنكوبين جراء انهيار 1700 مسكن· -- فيضانات غرداية في 2 أكتوبر 2008: تحول عيد الفطر من سنة 2008 بغرداية إلى مأساة كبيرة جراء فيضانات ذهب ضحيتها 43 قتيلا و86 جريحا وعدد من المفقودين· كما خلفت انهيار أكثر من 2000 وحدة سكنية عن آخرها، وتضرر حوالي 2600 وحدة· وفي ذات الفترة سجلت فيضانات بمناطق مختلفة من الوطن خلفت 22 قتيلا ب 8 ولايات· -- فيضانات باتنة في 17 جويلية 2008: تسببت في عزل مناطق كاملة وخسائر كبيرة بالمنشآت القاعدية والزراعية التي ضربت الولاية الواقعة على بعد 460 كيلومتر شرق العاصمة الجزائرية· من بين الضحايا طفلة في 13 من عمرها انهار عليها جدار وشخص توفي جراء صاعقة كهربائية وشخص آخر جراء الفيضانات بالإضافة إلى فقدان امرأة، فضلا عن سقوط عدة أعمدة للكهرباء وانهيار عشرات· -- فيضانات بومراداس والعاصمة وتيبازة في 28 نوفمبر 2007: خلفت أربعة قتلى وثلاثة مفقودين وانهارت بسببها ثلاثة جسور جراء فيضان عدة أودية، كما غرقت أحياء بأكملها على عمق متر ونصف متر في الأوحال التي جرفتها السيول بعديد من أحياء مدينة دلس، وقد استدعى الأمر تدخل الجيش لإجلاء العائلات المنكوبة، وتخللها فيضان وادي مزافران· -- فيضانات تمنراست في 17 جوان 2005 : قتل فيها سفير الأغنية التارقية المرحوم عثمان بالي، بعد أن جرفت مياه وادي ايجريو الذي يعبر مدينة جانت سيارته ذات الدفع الرباعي، وانتشلت مصالح الحماية المدنية جثته في اليوم الموالي· -- فيضانات باتنة وبسكرة 10 أكتوبر 2002: تسعة قتلى ومفقود واحد، بسبب فيضان أحد الأنهار أدى إلى غرق عديد من السيارات بركابها أثناء سيرهم في الشوارع· -- باب الوادي بالعاصمة فيضانات في 10 نوفمبر 2001: خلفت مصرع قرابة ألف بين قتيل ومفقود بينهم أكثر من 700 في العاصمة وحدها في أحياء باب الوادي العتيقة بالجزائر العاصمة· وخراب ثلثي المنطقة·