شهدت بعض ولايات الوطن، لاسيما بمنطقة الوسط والجنوب الغربي خلال ال 24 ساعة الماضية، أمطارا رعدية محلية متبوعة أحيانا برياح قوية، وستكون عدة ولايات بالتراب الوطني معنية بتساقط الأمطار بحسب نشرية خاصة لمصالح الديوان الوطني للرصد الجوي وهي كالتالي ولاية الأغواط والجلفة ومسيلة وبسكرة والجهة الجنوبية للوادي، وستبلغ كميات الأمطار المسجلة أو تتجاوز محليا 40 ملم خلال صلاحية هذه النشرة. ارتفعت حصيلة ضحايا الفيضانات التي شهدتها عدد من ولايات الوطن، خلال الأربع والعشرين ساعة الأخيرة، إلى 10 وفيات، بعد العثور بولاية البيض على جثث ثلاثة أشخاص تتراوح أعمارهم ما بين 3 و17 سنة، حيث تم نقل جثث هؤلاء الضحايا إلى مصلحة حفظ الجثث بالمؤسسة العمومية الإستشفائية محمد بوضياف بالبيض، ويتعلق الأمر بشخص جرفته سيول وادي الموحدين بطريق بلدية الرقاصة، وشابة جرفتها سيول وادي الدفة إلى منطقة خناق أزير بالمخرج الشمالي لمدينة البيض، وطفلة صغيرة عثر على جثتها تحت أنقاض منزل منهار بالقصر بوخواضة القديم بعاصمة الولاية. وكشف والي البيض، سليم صمودي، في تصريح للإذاعة الوطنية، تسجيل 8 حالات وفاة وعدد من المفقودين، وعشرات المنكوبين بعد انهيار 5 جسور، إضافة إلى خسائر في الري والطرقات والمدارس. وأرجع صمودي ذلك إلى الطبيعة العمرانية والجغرافية لولاية البيض التي تتواجد في منحدرات، وفي أماكن محيطة بالجبال والأودية، وهو الوضع الذي لم يخف المتحدث انتقاده لهذه الحالة التي تتطلب تدخلا تقنيا عاجلا من طرف الخبراء والتقنين والمهندسين، حتى لا تتكرر مثل هذه الكوارث التي كانت الولاية قد شهدتها في وقت سابق، وأتت على 10 وفيات. وكانت مصالح الحماية المدنية قد سجلت، في وقت سابق، وفاة أربعة أشخاص تتراوح أعمارهم ما بين 16 و90 سنة عندما جرفتهم سيول وادي البيض. أما الضحية الخامسة، فهو طفل عمره 13 سنة، جرفته مياه وادي سقر بإقليم بلدية بريزينة. وتم إحصاء 127 عائلة متضررة التي يجري التحضير لتحويلها إلى مخيم خاص يقع بمصنع الأحذية سابقا، حيث جندت كافة الوسائل المادية والبشرية لأجل التكفل بهم كما أوضح والي الولاية. ومن جهتها، استقبلت مصالح الاستعجالات الطبية بالمؤسسة الاستشفائية محمد بوضياف بالبيض في نفس اليوم 43 حالة لإصابات مختلفة، من ضمنهم 10 جرحى تلقوا الإسعافات الطبية اللازمة وغادروا المصلحة، في حين أن باقي المصابين لا زالوا يتلقون الإسعافات الطبية. وقامت مصالح خلية الأزمة بإيواء 90 عائلة بمقر مصنع الأحذية سابقا، قضت ليلتها بكل من متوسطة ابن خلدون ومتقنة أمحمد بوخبزة بالبيض، وذلك كإجراء مؤقت للتكفل بها. وذكرت مصالح الحماية المدنية أن ارتفاع منسوب المياه قد بلغ في بعض المواقع 13 مترا بسبب سرعة تدفق وادي البيض، وتجاوزه في عديد الأحيان مستوى الجسور. خسائر مادية معتبرة بولاية المسيلة وكانت وكالة الأنباء الجزائرية قد أفادت أن طفلا يبلغ من العمر 13 سنة لقي حتفه جراء الفيضان الذي شهده، السبت الماضي، وادي سقر ببلدية بريزينة بولاية البيض، حسب ما أفادت به مصالح الحماية المدنية. وفي ولاية المسيلة، أدت الأمطار الطوفانية المتساقطة، خلال 72 ساعة الأخيرة، في إحداث خسائر مادية معتبرة كقطع الطريق الوطني رقم 45 الذي شلت حركته لساعات طويلة، وتعرض العديد من المناطق الريفية إلى خسائر كبيرة في محاصيلهم الزراعية، بسبب الفيضانات التي تعرضوا لها ببلديات الخبانة والحوامد ومعذر بوسعادة وتجمعات ريفية أخرى. من جهتها، تدخلت مصالح الحماية المدنية في نقاط عديدة من الولاية، ففي بلدية المعاريف أنقذت ثلاثة فلاحين من الهلاك بسبب الفيضانات، كما أنقذت ثلاثة أشخاص كانوا على متن سيارة كادت المياه القوية أن تجرفهم. وفي بوسعادة، تعرض عدد كبير من المساكن الهشة إلى السقوط، وسقوط بيت على جيرانه كاد أن يودي بحياة سيدة بالغة من العمر 48 سنة تدعى "ن.م" التي انتشلت من تحت الأنقاض في حالة جد حرجة بعد محاولة الزوج إنقاذها رفقة الجيران، إلا أن الإمكانيات المستعملة لم تمكنهم من إخراجها، مما استدعى تدخل الحماية المدنية التي تمكنت بعد قرابة ساعة من إخراجها من تحت الردم ونقلها إلى مصلحة الاستعجالات بمستشفى رزيق البشير ببوسعادة. كما لم تسلم عديد القرى ببلدية السوامع 20 كلم شرق المسيلة من مياه الأمطار المتساقطة، حيث عزلتها عن الآخرى على غرار قرية لوذاني وبوحمادو وبشيلقة، هذه القرى لم يستطع سكانها الخروج من منازلهم، وهذا بسبب محاصرة المياه لجميع إرجاء منازلهم إضافة إلى كونهم يقعون في مثلث ودياني نشط وكما هو معلوم فبلدية السوامع من البلديات المهددة في أي لحظة بالزوال حيث تحيط بالبلدية 7وديان ذات مجرى عالي ومتوسط، كما تسببت أيضا مياه الأمطار في انهيار عديد المساكن الطوبية دون أن تخلف خسائر في الأرواح. كما غمرت مياه الأمطار عديد الطرق بالولاية على غرار الوطني رقم 45 ورقم 8 دون أن تخلف أية حوادث مرورية أو خسائر مادية، وهذا بحسب ما علم من مصدر في خلية الإعلام بالحماية المدنية.