''حافلة الليل'' عنوان فيلم إيراني للمخرج العالمي لكيومرث بور أحمد عرض أمس بقاعة دالي بقصر الإمامة في إطار الأيام الثقافية الإيرانية بتظاهرة تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية، بحضور جمهور من فئات مختلفة إلى جانب الوفد الإيراني الذي كان يتابع بشغف كبير إنتاجه السينمائي· استمتع الجمهور التلمساني بفيلم حافلة الليل لمخرجه أحمد بور الذي دام عرضه تسعين دقيقة وقدم باللغة الفارسية· الفيلم يندرج ضمن أفلام المقاومة الإيرانية أو ما يعرف في إيران بأفلام الدفاع المقدس، الفيلم يعود إلى أحداث الحرب العراقية الإيرانية والأيام الصعبة التي عاشها الإيرانيون أثناء اندلاع هذه الحرب حيث تعتبر من أصعب الفترات التي عاشتها إيران قبل اندلاع الثورة الإسلامية بزعامة الإمام الخميني والتي تم اختلاقها من قبل نظام حزب البعث بقيادة الراحل صدام حسين· إذن، أحداث ''حافلة الليل'' تجسد الحرب العراقية الإيرانية التي حضرت في شريط فيديو تكشف عن قصة الشاب المتطوع ''عيسى'' الذي يجد نفسه أمام مسؤولية نقل 38 أسيرا إلى المناطق الخلفية لساحات القتال، وقد يعود نجاح الفيلم وما حققه من تحول في أفلام المقاومة الإيرانية إلى كونه مقتبسا من الأعمال القصصية للروائي حبيب أحمد زاده، فالقصة لم تتمحور حول ''حافلة الليل'' بل الإنسان في سلوكه وردود فعله اتجاه الحرب ومفرداتها وفي هذه النقطة يتقاطع الفيلم مع أغلبية أفلام المقاومة الإيرانية حسب ما أكده المخرج· وما شد انتباه الحضور في القاعة طيلة مدة العرض، الخاتمة الحزينة بعد فقدان البطل ''عماد'' في حقل ألغام دون أن يتسنى لزوجته أن تزف له خبر حملها، مما يدل على أن الخاتمة تلمح لكثير من الدلالات المجهولة والمحيرة ومنها مصير الأطفال حيث ستبقى حقول الألغام على صلة بمستقبلهم· المميز في الفيلم أيضا بساطته حيث تجاوز في معظم مشاهده لغة التعقيد وتحلى بروح المسؤولية في نقل الصورة الصادقة عن المآسي التي تخلفها الحروب وهذا ما أكده مخرج الفيلمئحيث قال: ''أدب المقاومة عليه أن يتخلى عن الشعارات وأن يركز على السلوك العفوي لشخصيات رأت في مشاركتها في ردع العدو أمرا منطقيا وليس إيديولوجيا''· للإشارة المخرج لكيومرث بور أحمد من مواليد 1939 في نجف أباد بأصفهان، يحمل شهادة في السينما، أشهر أفلامه التي حققت رواجا بإيران ودول العالم ''رأس البرج''، ''زهرة الثلج''، ''ليلة الشتاء''، ''الخجل''، إلى جانب ''حافلة الليل'' الذي عرض مؤخرا بالمهرجان الدولي لأفلام المقاومة ببيروت والذي حاز على الجائزة الكبرى·