أكد، أمس، وزير المجاهدين، شريف عباس، بمناسبة الذكرى الخمسين لليوم الوطني للهجرة، أن على السلطات الفرنسية الإقرار بجرائمها المرتكبة في حق الجزائريين وتحمّل مسؤوليتها التاريخية، داعيا إلى ضرورة مواكبة التغيرات الدولية وتجسيد الإصلاح النابع من الإرادة الذاتية البعيد عن ذلك المفروض من أطراف أجنبية التي تكرّس سياسة الاستعمار وبثوب آخر· أشار وزير المجاهدين، شريف عباس، من ولاية تيزي وزو، ومن خلال إشرافه على افتتاح فعاليات الذكرى الخمسين لليوم الوطني للهجرة الموافق ليوم 17 أكتوبر 1961 / ,2011 إلى أن احتضان ولاية تيزي وزو لهذه المناسبة لم يكن مجرد صدفة، بل جاء لحتمية تاريخية نظرا للتضحيات الكثيرة التي قدمتها هذه المنطقة داخل وخارج الوطن من أجل تحقيق الاستقلال· من جهة أخرى، أكد شريف عباس، أن السلطات الفرنسية واستنادا إلى وقائع تاريخية تبقى ملزمة بالاعتراف بجرائمها المرتكبة في حق الجالية والشعب الجزائري إبان الثورة التحريرية في محاولة منها للتصدي لإرادة شعب كان يراد من ورائها التحرر من قيود المستعمر والتعبير عن الهوية الوطنية والمطالبة بها بطريقة سلمية من خلال هذه المظاهرة، داعيا من جهة أخرى السلطات الجزائرية إلى ضرورة مواكبة التغيرات الطارئة التي تشهدها الساحة الدولية التي نتج عنها اختلال موازن القوى الدولية، حيث اعتبر ذلك أنها ''فترة دقيقة تتدخل فيها المفاهيم التي تخلو من الإيجابيات والعمل على الاستثمار فيها بما يخدم مصلحة الوطن لا العكس''، مشيرا إلى ضرورة أن يكون الإصلاح نابع من إرادة ذاتية داخلية والابتعاد عن الإصلاح المفروض من أطراف أجنبية الذي هو في الحقيقة إلا استعمار يريد العودة بثوب آخر خصوصا بعد تجدد فكرة نهب ثورات المستعمرات القديمة التي أضحت واقع جدي في الآونة الأخيرة· وفي السياق ذاته، وفي الكلمة التي ألقاها الأمين العام للمنظمة الوطنية للمجاهدين سعيد عبادو، بهذه المناسبة، أكد على ضرورة تحمّل فرنسا مسؤوليتها التاريخية التي لا تزال تمارس سياسة الهروب إلى الأمام بإنكارها لمعطيات وحقائق تاريخية عن طريق قيادتها لحملة شرسة بهدف إفراغ تاريخ الجزائر من مضمونه، إذ يبقى من أولوياتها الإقرار بجرائمها المرتكبة في حق الجزائريين وتقديم اعتذارها للدولة الجزائرية، قبل الشروع في طي الصفحة القديمة والتحدث عن تكريس علاقات سياسية جديدة بين البلدين التي تريد من ورائها تحقيق أهدافها وبمنظور آخر· هذا، وقد شهدت مناسبة الاحتفال باليوم الوطني للهجرة التي حضرتها عدة شخصيات سياسية على غرار كل من وزير الداخلية والجماعات المحلية ولد قابلية، ووزير البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال بن حمادي، عدة نقاط هامة منها زيارة إلى مقبرة الشهداء ب ''مدوحة''، وكذا إشراف وزير المجاهدين على تدشين كل من ساحة 17 أكتوبر وحديقة أول نوفمبر المتواجدتان بوسط مدينة تيزي وزو·