دفعت تصريحات الوزير الأول أحمد أويحيى التي انتقدت تسيير قطاع الصحة في الجزائر، خاصة مشكل ندرة الأدوية التي أحدثت ارتباكا وحالة تأهب قصوى في مبنى الوزارة، الوزير جمال ولد عباس إلى منح 69 متعاملا صيدلانيا برامج الاستيراد، لأول مرة قبل موعدها، لتوفير الأدوية والقضاء على مشكل ندرتها خلال السنة الجديدة· وقال وزير الصحة جمال ولد عباس، خلال إشرافه على توزيع برامج الاستيراد على المتعاملين بمقر الوزارة القد وعدت بتحرير برامج الاستيراد للمتعاملين ليتمكنوا من استيراد المواد الأولية، الأدوية والتعليب قبل حلول السنة الجديدة لتوفير 600 منتوج من بين 103 متعاملين على مدار ثلاثة أياما، مضيفا ''أن الهدف من الاستراتيجية الجديدة التي اتخذتها الحكومة تنظيم سوق الأدوية وتوفيرها' '. وفي هذا الشأن، أعطى الوزير تعليمات صارمة للمتعاملين بإلزامهم تقديم معلومات كل شهر عن مخازن الأدوية لتفادي الندرة في السوق، معترفا في هذا الشأن أن قطاع الصحة حيوي وأن صحة المواطن تعتبر من العوامل المهمة لضمان استقرار البلاد، وهذا ما أكده أيضا المفتش بركاوي سعيد لدى وزارة الصحة في تصريح ل ''الجزائر نيوز''، كاشفا في هذا السياق ''أن كل الأدوية ستكون متوفرة في السوق في آجالها بفضل الإجراءات التي ستتخذ خلال سنة 2012''. من جهته، وجه الأمين العام لوزارة الصحة تعليمات صارمة للمتعاملين للالتزام بتوفير الأدوية في آجالها المحددة، بعد تسليمهم برامج الاستيراد، مؤكدا أن الوزارة هي التي ستراقب هذه العملية وستطبق إجراءات صارمة ضد أي متعامل لا يحترم هذه الالتزامات. كما دعا الأمين العام للوزارة كل المتعاملين إلى طرح انشغالاتهم في أقرب الآجال خاصة تلك التي تشكل عائقا للدخول في هذا البرنامج، مما سيسمح للوزارة تسهل المهمة عليهم، وبالتالي ضمان وفرة الأدوية. وقد رحب المتعاملون بالإجراءات الجديدة، حسب عبد كريم جبار رئيس نقابة عمال صناعة الأدوية الذي أكد ''أن الإستراتيجية الجديدة تدخل في إطار تشجيع الإنتاج المحلي للأدوية وتحرير برامج الاستيراد مبكرا، وهو ما يعكس إرادة الدولة في تطوير القطاع وتنظيم سوق الأدوية''. للتذكير، كان الوزير الأول أحمد أويحيى قد وجه تعليمة رسمية إلى وزارتي الصحة والمالية يرخص بموجبها استيراد أي دواء في طابع استعجالي في غضون 24 ساعة لإنقاذ حياة المريض. وسيسمح قرار أويحيى بتخفيف الإجراءات التي كانت تفرض على استيراد الأدوية لاسيما تلك الموجهة إلى الحالات الإستعجالية والتي تتسبب في الكثير من الأحيان في إحداث مضاعفات للمرضى وتهدد حياتهم. وجاءت تعليمة أويحيى الجديدة بعد أسبوع واحد من مراسلة مشابهة وجهها إلى وزير الصحة جمال ولد عباس لإنهاء أزمة ندرة الدواء التي تشهدها السوق الوطنية منذ فترة، مما دفع الوزارة الوصية إلى اتخاذ إجراءات استعجالية لمواجهة الأزمة وفي مقدمتها أدوية السرطان والأمراض المزمنة ومختلف اللقاحات الخاصة بالأطفال الرضع التي أقر الوزير أن معظمها مفقود على مستوى المصالح الاستشفائية منذ حوالي سنة.