إلتقى وزير الخارجية مراد مدلسي، أول أمس الخميس، الأمين العام لوزارة الخارجية الفرنسي بيار سلال، بمقر الوزارة، أيام قليلة قبل الزيارة المرتقبة لوزير الخارجية الفرنسية كلود غيون المعروف بقربه من الرئيس نيكولا ساركوزي، وقبل توجهه إلى باريس الأربعاء المقبل· ينتظر أن يلتقي مدلسي نظيره الفرنسي آلان جوبي· كما ستستمع له لجنة الشؤون الخارجية بالجمعية الفرنسية، بشأن وجهة النظر الجزائرية في عدد من القضايا، من بينها موقفها من الحركات التي يعرفها عدد من دول العالم العربي· وسيوضح عرض الوزير مدلسي وجهة نظر الجزائر أكثر إزاء جملة من القضايا التي تشغل العالم العربي في الوقت الراهن، بعد سقوط نظام معمر القذافي، وكذا الموقف الجزائري من التحولات التي تعرفها دول عديدة في العالم العربي من بينها تونس ومصر والمغرب التي عرفت وصول الأحزاب الإسلامية إلى سدة الحكم بها عقب فوزها في أغلب مقاعد البرلمان في الانتخابات التعددية الأولى في تاريخ هذه الدول· كما سيتطرق مدلسي إلى الموقف الجزائري من الأزمة في سوريا، وكذا العلاقات الجزائرية-الفرنسية التي ستعرف نوعا من الانفراج، خاصة ما تعلق بالجانب الاقتصادي، إذ من المنتظر أن يحل بالجزائر مبعوث ساركوزي في نهاية العام جان بيار رافاران للتوقيع على اتفاقيات اقتصادية هامة، ومحاولة إعطاء دفع للمشاريع الاقتصادية، إضافة إلى زيارة وزير الداخلية الفرنسي كلود غيون للجزائر بهدف تذويب العلاقات المتوترة بين الجانبين· رفض تدويل الأزمة السورية وكانت الجزائر قد أعلنت أن تدويل الأزمة السورية خط أحمر لن تتجاوزه، وقال المتحدث الرسمي باسم الخارجية الجزائرية عمار بلاني في بيان سابق ''إن للجزائر اهتمامين إثنين، الأول تجنب الآثار الإنسانية السلبية للعقوبات على المدنيين السوريين، والثاني بذل الجهود الممكنة للحفاظ على المبادرة العربية لتجنب تدويل الأزمة السورية''، معتبرا أن ''إخراج المبادرة من إطارها العربي خط أحمر·· والجزائر لن تتجاوزه''· وأكد بلاني أن ''الجزائر دافعت باستمرار عن مبدأ ألا تكون للعقوبات الاقتصادية تداعيات كبيرة على المدنيين في سوريا''، مشيرا إلى أن بلاده أبدت -مثلا- وجهة نظرها بشأن بند تعليق الرحلات الجوية إلى سوريا باعتبار أن ذلك ''سيشمل أساسا المدنيين السوريين والشعوب العربية''· الجزائر تحذر عائلة القذافي وتعلن أن ضيافتها محدودة من جانب آخر، أعلنت الحكومة أن ضيافة أفراد عائلة العقيد الليبي الراحل معمر القذافي، مقيّدة بفترة زمنية تتصل بزوال الظروف التي أدت إلى استضافتهم في نهاية أوت الماضي، وهذا الإعلان الأول من نوعه الذي ينفي نية قبول طلب استقرار مفترض للعائلة في الجزائر· وأعربت وزارة الشؤون الخارجية الجزائرية، أول أمس، على لسان ناطقها الرسمي عمار بلاني عن استيائها من تصريحات أدلت بها عائشة القذافي إلى قناة ''الرأي'' الفضائية الموالية للقذافي التي تبث من العاصمة السورية، دمشق، واصفة إياها ب ''غير المقبولة''· وقال عمار بلاني ''إننا نأسف لهذه التصريحات غير المقبولة، كما نأسف بشدة لقيام السيدة عائشة القذافي بانتهاك - وللمرة الثانية - قواعد الضيافة التي حظيت بها لدواعٍ إنسانية بالجزائر''· وهذه المرة الأولى التي استعملت الخارجية الجزائرية مصطلح ''الفترة الزمنية المحدودة'' في وصف إقامة عائلة القذافي، إذ أضاف الناطق الرسمي ''إن عائلة القذافي ضيفة الجزائر لفترة زمنية محدودة''· عائشة القذافي ردت بأنها لم تستعمل صوتها ولا صورتها وقالت مصادر متطابقة ل ''الجزائر نيوز'' إن عائشة ردت على جهات رسمية تراقب وجودها في الجزائر بأنها لم تستعمل صوتها ولا صورتها في الرسالة التي قرئت في قناة ''الرأي''، ما يعفيها من سخط السلطات الجزائرية التي سبق وحذرتها في مرة سابقة من الإدلاء بتصريحات صحفية· ولم توضح القناة كيف وصلتها الرسالة التي تلتها إحدى المذيعات، وقد طالبت عائشة بمناسبة مرور 40 يوما على مقتل القذافي، بالثأر لوالدها الذي وصفته ب ''الشهيد'' الذي ''ركع الاستعمار'' وفق قولها، وأضافت إن ''القذافي لم يرحل، فهو موجود في قلوب أطفالنا وأكف حرائرنا وعلى بنادق مجاهدينا''·