أغلقت قاعة ''السعادة'' أبوابها مبكرا مساء الثلاثاء الماضي، موعد عرض الفيلم الجزائري الثاني في منافسة مهرجان وهران للفيلم العربي· وأمام مشاهدة قياسية بالداخل، تابع الجميع مجريات الفيلم الوثائقي الخيالي، وعاشوا نقاشات الممثلين حول مسيرات السبت ومطالب التغيير في الجزائر عشية الثورات العربية· النقاش الذي فتح مع الصحافة، سرعان ما تحول إلى حلقة لتبادل التهم، واللاإعجاب بالجرعة الزائدة لسلبية علواش، هذا الأخير أعلن مدافعا عن موقفه، أن استفزاز بعض الأطراف له يخفي نوايا سيئة، وأنه لا تريده أن يقول بحرية ما يحدث في البلاد· قال علواش، في غمرة الغضب وفقدان السيطرة على نفسه، أنه لا يعترف بوسائل الإعلام التي تعمل وفق أوامر فوقية، وبالتحديد بتوجيه من وزارة الثقافة، التي تسعى في كل مرة إلى وضع عمله في موقع ضبابي ومعتم، لا يسمح للجزائريين بمتابعته باستمرار· وعبر المخرج، عن مشاعره الثائرة ضد محاولات إبعاده عن العمل في الجزائر، بحجة أنه يبالغ في نقد الواقع الجزائري· وهو الواقع الذي وصفته الصحافة الحاضرة في قاعة ''السعادة'' بالمبالغ فيه، حيث لم يستسغ الإعلاميون طريقة معالجة موضوع الرقابة والفساد الأخلاقي في البلاد، حيث اعترضوا على المشهد الذي يظهر فيه علواش، أعشاش صغيرة منتشرة بساحل تيبازة، ويقول على لسان أحد الممثلين، أن أعشاش الدعارة هذه هي صورة مصغرة للبلاد· كما انتقد الإعلاميون إطالة التركيز على مشهد القبلة، الذي بدا لهم طويلا وبلا معنى، لا يخدم موضوع العمل، الذي يطرح إشكالية عمل الفنان في الجزائر، وتعرضه لعراقيل بيروقراطية، تمنعه من الاستمرار· تضاربت الآراء حول أداء الفنانين، نبيل عسلي، عديلة بن ديمراد، أمينة لشطر، نجيب أولبصير، حيث وجد البعض أن المجموعة التي وضعها المخرج في غرفة ضيقة، وطلب منهم التحاور حول مسيرات السبت، والتناقش حول فائدتها السياسية والاجتماعية، كانت تناقش الربيع العربي، بعشوائية واضحة، وبدا جليا أن الحوارات كانت عفوية وارتجالية، اعتمدت على لغة الممثل وثراء لغته، ناهيك عن لجوء الجميع إلى استعمال اللغة الفرنسية، ما أزعج الحضور العربي، الذي خرج من القاعة مغادرا· في الوقت الذي أقنعت عديلة البعض، حين ظهرت مقتنعة برأيها، لم يكن أولبصير على نفس وتيرة الحماس المحيط به، أما عسلي فكان منشغلا بوضعه كفنان، بينما أمينة لشطر اشتغلت على التعبير الداخلي لمشاعرها، من خلال جلستها وحركاتها· جدير بالذكر أن الممثلين مثلوا أدوارهم بناء على فكرة رئيسية، أي بدون نص واضح المعالم، يوجههم إلى ما يجب قوله أو ما لا يجب، ويضع كل واحد منهم في مكانه المناسب· قال علواش، أن ''نورمال'' يعد مرحلة جديدة في مسيرته السينمائية: ''بعد 12 فيلما أجد نفسي مجبرا على البحث عن تمويلات خارجية لأنجز فيلما''، مضيفا: ''بلغت مرحلة أعيد فيها حساباتي وقناعاتي كلها''·