عدة خليل يعد نبيل عسلي من جيل الممثلين الشباب الذين ولجوا عالم المسرح من الباب الواسع وطرقوا أبواب السينما فحققوا حضورا واكتسبوا اسما في فترة وجيزة نسبيا ،والفضل عائد للموهبة المصقولة بالعمل والجدية والرغبة في تحقيق الذات ، شارك نبيل مؤخرا بتيزي وزو في الأيام المسرحية لفن المونودرام فن المناجاة والمحاكاة المنظم من 10 إلى 20 نوفمبر بعمل عنوانه " برادوكس " يحكي تناقضات المجتمع الجزائري بالنظر لما هي عليه المجتمعات الناهضة عالميا ، عرض أحادي برع فيه نبيل و راق جمهور قاعة كاتب يس الأنيقة . كما شارك نبيل عسلي رفقة عديلة بن ديمراد وممثلين آخرين، في فيلم " نورمال " لمرزاق علواش الذي فاز منذ أيام بجائزة أحسن فيلم عربي في مهرجان الدوحة 2011، وهو الذي سبق له وان مثل في فيلم "حراقة " لننفس المخرج الذي اختير كأحسن فيلم في اسبانيا . عاد بنا نبيل وهو يحدثنا ، إلى الانطلاقة الاولى بعد مرحلتي المتوسط والثانوي حيث أسس رفقة الأصدقاء جمعية المسرح لمدينة فوكة التي كانت حسبه تحد صارخ، نظرا لانعدام الوسائل والمساندة ،لكننه تمكن رغم ذالك من التعرف على جمعية القليعة ورئيسها الكاتب المبدع يوسف تاعوينت الذي سرعان ما حظي بثقته فاسند لنبيل أداورا في أعمال مسرحية منها " مسجون الحرية " و"فريسة في أنياب الوحش" أعمال شاركت في المهرجانات المسرحية الهاوية . قرر نبيل في سنة 2002 الالتحاق بمعهد برج الكيفان للفنون الدرامية قسم تمثيل وتخرج في 2006 وخلال فترة التكوين لعب في مسرحية " علماء الطبيعة " مع محمد شرشام و"الأمير الصغير ،وبعد التخرج شارك في أول عمل مسرحي مغاربي " الحكواتي الأخير " للكاتب المغربي عبد الكريم برشيد وللمخرج التونسي المنجي بوزيان ، وموسيقى نوبلي فاضل بمناسبة تظاهرة الجزائر عاصمة الثقافة العربية، عرض استقطب آنذاك جمهورا كبيرا ونال إعجاب الجمهور، لعب بعدها في مسرحية " فرطوط والعسل " ل ادريس شقروني سنة 2009 . عاد عسلي إلى مسرح القليعة كعرفان للجميل ،لكن هذه المرة محملا بشهادة عليا وتجربة أولى ، فشارك كمساعد مخرج في " مسرحية الهايلة " ، قام بعدها باقتباس نص النافذة ل" فرانك ماركس " المعروف بمسرح ما بعد الظاهرة الذي تم إخراجه مع تعاونية الرماح. ثم تبنى بعدها نص مونولوغ " برادوكس " ليوسف تاعوينت سنة 2009 الذي اجرى عليه تعديلات تماشيا مع العروض، هذا العرض الذي يحتفظ نبيل بخطوطه العريضة ولا يحفظ جمله وألفاظه، لكنه لايخفي مدى الصعوبة التي تعتريه كلما هم بإلقائه وتأديته أمام الجمهور ، فيقول في نفسه أنها آخر مرة يقف أمام الجمهور ، لكنه كلما أنهاه نسي المعاناة وعاود العرض مرات ومرات . وعن تجربته في التلفزيون شارك نبيل سنة 2007 في مسلسل " قلوب في صراع " وبعدها بعام في مسلسل " جراح الحياة " ، أما في السينما فشارك في دور رئيسي في الفيلم القصير " سكتو " ل خالد بن عيسى المتوج في كندا مؤخرا كأحسن فيلم قصير ، وفي الفيلم القصير " خويا " ل يانيس كاسيم ، كما شارك في الفيلم الروائي الطويل " سقوط الأندلس " للمخرج محمد شويخ الذي لم يعرض بعد في دور " سيدي لخضر بن خلوف "، ويشارك الى جانبه كل من مليكة بلباي وحسن زيراري واخرين ، يذكر أن نبيل شارك في المسرحية الكوميدية الشهيرة " نزهة في الغضب " التي فازت في المهرجان الوطني للمسرح المحترف سنة 2010 بجائزة أحسن دور رجالي الذي أداه إلى جانب جوائز أخرى، وشاركت إلى جنبه عديلة بن ديمراد ونخبة من الممثلين الشباب ، ويذكر أيضا أنه من اقتبس مسرحية نزهة في الغضب عن نص " فرناندو اربال " المعنون " نزهة في الجبهة " وعن سيناريو" الغضب " لصاحبه" يونيسكو "، يؤكد نبيل على محبته للتنويع في الأدوار وبعده عن النمطية التي تنهك وتقتل المبدع ويحب في المقابل أن يقدم الأدوار التي يحبها، ولا يهمه أن يكون دوره في أي فيلم طويلا بقدر ما يهمه فاعلية الدور ومحوريته ومعياره في انتقاء الأدوارهو أن يكون الدور فاعلا في الفيلم يقدم إضافة نوعية ، ويبقى نبيل عسلي يستهويه المسرح والسينما وتتقاسمانه بالتساوي ونسبيا التلفزيون الذي يعمل فيه من فترة لأخرى إذا وافقت المواضيع طموحاته .