رفض وزير الخارجية مراد مدلسي الفرضية القائلة بأن الإصلاحات السياسية التي بادرت بها الجزائر يمليها الظرف الإقليمي، على ضوء الأحداث التي سجلت في بعض الدول العربية، مؤكدا أن الأمر يتعلق بإرادة تم التعبير عنها قبل الربيع العربي، من أجل التوجه نحو إصلاحات عميقة والتقدم بشكل أسرع· وأردف مدلسي أن الجزائر التي حاربت الإرهاب وتغلبت عليه بمفردها، مستعدة اليوم لتقاسم تجربتها مع الآخرين لكنها لا تحتاج إلى دروس· وأوضح مدلسي، في حوار خص به أمس الإذاعة الوطنية، أن سنة 2012 ستكون سنة مميزة من حيث التحولات التي نعرفها، مشيرا إلى أن الإصلاحات السياسية لا تعني فقط تغيير الإطار القانوني بل أيضا القرارات التي اتخذتها الحكومة من أجل تحسين الإطار المعيشي للمواطنين· وأكد أن المجتمع الدولي لا يمكنه ألا يراعي التاريخ الذي كان مؤلما في بلادنا، موضحا أن المصالحة الوطنية وضحت الأمور وحددت خطوطا حمراء تحترمها القوانين الجزائرية، بما فيها تلك التي تمت المصادقة عليها مؤخرا· صعود الإسلاميين ليس ظاهرة جديدة وحول صعود الإسلام السياسي في بعض البلدان العربية، اعتبر مدلسي أن هذه الظاهرة ليست جديدة وأن الأمر يتعلق بمعطيات نعرفها جيدا في المنطقة وفي بلدنا على وجه الخصوص، واعتبر أن الجزائر اليوم أمام نظام سياسي مفتوح يستثني استغلال الإسلام لأغراض انتخابية ولكنه لا يستبعد بأن العديد من الأحزاب ذات اتجاه أقرب إلى ما يمكن أن نسميه حزب إسلاموي تم اعتمادها من قبل الحكومة الجزائرية وتنشط على مستوى البرلمان· باريس تسعى للتخلي عن بعض بنود اتفاق الهجرة ونحن نرفض مقترحها أكد وزير الخارجية مراد مدلسي أن الجزائر مصرة على إبقاء اتفاقية 1968 مع باريس حول شروط تنقل الجزائريين والعمل والإقامة في فرنسا التي تريد إخضاعها للشروط نفسها المطبقة على الدول الأخرى· وقال مدلسي إن اتفاق 1968 هو ميزة العلاقات التاريخية الخاصة مع الفرنسيين والجزائر مصرة على إبقائها، وأوضح الوزير أن هدف الجزائر هو التوصل إلى اتفاق على أساس اتفاقية 1968 بإضافة بعض البنود لتسهيل إقامة الجالية الجزائرية في فرنسا وشروطها المسيرة حاليا بالقانون العام الفرنسي· وأضاف أن هناك بعض التطور الإيجابي في القانون العام الفرنسي بالنسبة لغير الجزائريين والذي يمكن أن يستفيد منه الجزائريون، واعتبر مدلسي أن سنة 2012 يجب أن تكون سنة اعتبار اتفاقية 1968 مكسبا لا رجعة فيه· وتحاول باريس والجزائر منذ سنة توقيع ملحق رابع للاتفاقية الثنائية حول تنقل الأشخاص بين البلدين، وتعثرت المفاوضات لعدة مرات لأن فرنسا تريد تطبيق قانون الهجرة على الجزائريين مثلهم مثل الجاليات الأخرى، بينما تريد الجزائر الحفاظ على امتيازاتها باعتبار الجزائريين يشكلون أكبر جالية في فرنسا· العنف في سوريا صادرعن عدة أطراف وفي موضوع متعلق بالسياسة الخارجية والوضع في ليبيا، أكد وزير الشؤون الخارجية على ضرورة استجابة أطراف النزاع لنداء وقف إطلاق النار الذي وجهه الأمين العام لجامعة الدول العربية من أجل وضع حد للعنف في سوريا وفسح المجال للحوار· وقال مدلسي على أمواج القناة الإذاعية الثالثة أن لديهم قناعة شبه تامة بأن العنف في سوريا صادر عن عدة أطراف، وعبر عن أمله أن يلقى نداء وقف إطلاق النار الذي وجهه الأمين العام للجامعة العربية استجابة لفسح المجال للحوار لأن استمرار العنف ليس في مصلحة أحد· وبشأن بعثة مراقبي الجامعة العربية الموجودة منذ حوالي عشرة أيام في سوريا، قال وزير الشؤون الخارجية أنها ستمكن من إجراء تقييم أكثر مصداقية للوضع في هذا البلد· وأضاف الوزير أنه من المقرر أن نتمكن خلال الأيام المقبلة من إجراء تقييم على أساس تقرير البعثة الذي سيقدم للأمين العام للجامعة العربية· اجتماع لوزراء الخارجية لاتحاد المغرب العربي نهاية فيفري بالمغرب كشف مدلسي عن اجتماع سيعقد نهاية شهر فيفري المقبل يضم وزراء الشؤون الخارجية لبلدان اتحاد المغرب العربي، موضحا أن بلدان اتحاد المغرب العربي مدعوة للعمل على ضمان انسجام بين السياسات الاقتصادية والاجتماعية، وأكد رئيس الدبلوماسية الجزائرية أن اتحاد المغرب العربي يعد صرحا يستدعي تنظيما جديدا لعلاقاتنا وتعديلا للبعض من مؤسساتنا فضلا عن استحداث آليات جديدة، ذاكرا على وجه الخصوص مثال البنك المغاربي الذي سيكون عمليا سنة .2012